منتدى استراحات زايد - خطباء الجمعة: الهجرة النبوية نقطة تحول في انتشار الدين الإسلامي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكد خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، أن الهجرة النبوية كانت نقطة تحول كبرى في انتشار الدين الإسلامي، وتعميم قيمه ومبادئه السمحة في جميع أرجاء المعمورة .

وقالوا: يهل علينا كل عام هلال شهر محرم، فنستقبل سنة هجرية جديدة بالأمل والتفاؤل نحو حياة مملوءة باليمن وتحقيق النجاح، سائلين الله تعالى أن يجعلها سنة خير ورخاء على بلدنا والمسلمين عامة في مشارق الأرض ومغاربها .

وأضافوا: استقبال عام هجري جديد يذكرنا بحدث تاريخي بالغ الأهمية، وهو هجرة النبي، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة بأمر إلهي قدره المولى عز وجل، ليكون فاتحة عهد جديد، ومن هذا الحدث العظيم نستلهم العبر والدروس لتكون لنا مصابيح الهدى تنير لنا طريق النجاة والسلامة في حياتنا .

وذكروا أن حادثة الهجرة أمر رباني أذن الله سبحانه لرسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - ان يتحول إلى المدينة بعد أن استغرق المشركون عنادهم وصدهم له، مشيرين إلى أن الرسالة التي جاء بها رسول الله، وهاجر من أجلها قوبلت حينها بالتعنت من قبل كفار قريش .

وقالوا: إن هذا الاذن الالهي لا يغني عن الاعداد والبحث عن اسباب النجاح، فكان عليه الصلاة والسلام حريصاً على الاخذ بالاسباب والحزم والحذر لضمان نجاح مسيرته في امن وسلام، فأتم دراسة الرحلة من جميع وجوهها، وأعد لها الإعداد الكامل في كل مراحلها وخطواتها، لأن التوكل على الله والتخطيط اساس كل نجاح ويقيان المسلم من الزلات والاخطاء، وقد رتب صلى الله عليه وسلم استجابة لأمر ربه ما يساعده على تنفيذه، فاتخذ صاحباً له يشترك معه في تدبير الأمور واستعان بمن يرشده في رحلته، فاتخذ دليلا يهديه الطريق ويسلك به المسالك، وهكذا يعلم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المؤمنين أن يعدوا لكل عمل أسباب النجاح ثم يتوكلون على الله عز وجل .

وأوضحوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استجابة لأمر ربه رتب ما يساعده على تنفيذه، مشيرين إلى أن هجرة الرسول من مكة إلى المدينة حدث فريد في التاريخ ومنهج حكيم في مغالبة المصاعب، ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهج للإنسانية مثلاً أعلى تحتذي به وهو مثل التضحية بالنفس والمال وبكل ما يملك الإنسان من متاع في سبيل الاحتفاظ بالهدف النبيل السامي والقيم العليا التي يؤمن بها، ولن يقدر على ذلك إلا من قوي إيمانه وقويت عزيمته .

وأضافوا: إن الهجرة علمت البشرية، أهمية الإعداد والتخطيط، وذلك لأنها سبب من أسباب النجاح، وأن المرأة المسلمة تستطيع أن تقوم بواجبها، مستشهدين في ذلك بدور أسماء بنت ابي بكر رضى الله عنها في حملها الزاد إلى النبي في الغار، وأن الشباب هم الأمل الأكبر لأي مجتمع .

وأشاروا إلى أن الهجرة اظهرت دور المساجد في النهوض بالمجتمع، واثرها الايجابي في نشر الثقافة والعلم النافع، حيث كان اول ما فعله رسول الله، بعد دخوله المدينة هو بناء مسجد، مشيرين إلى أن القيادة الرشيدة في الدولة استلهمت هذا المعني، فاهتمت ببناء المساجد حتى غطت جميع مدنها ومناطقها .

الخليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــج ....