منتدى استراحات زايد - لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أنصرك

http://upload.traidnt.net/upfiles/AOg56554.png

قال الإمام ابن كثير (رحمه الله) فى حديثه عن محمود بن سبكتكين (رحمه الله) فاتح الهند: "كان عادلاً جيداً ، اشتكى إليه رجل أن ابن أخت الملك يهجم عليه فى داره وعلى أهله ، فى كل وقت ، فيخرجه من البيت ويختلى بامرأته ، وقد حار فى أمره ، وكلما اشتكاه لأحد من أُولى الأمر لا يجسر أحد عليه ؛ خوفا وهيبة للملك ، فلما سمع الملك ذلك ، غضب غضباً شديداً ، وقال للرجل: ويحك ، متى جاءك فأتى فأعلمنى ، ولا تسمعن من أحد منعك من الوصول إلىّ ، ولو جاءك فى الليل فأتنى فأعلمنى ... ثم إن الملك تقدم إلى الحَجَبة ، وقال لهم: إن هذا الرجل متى جاءنى لا يمنعه أحد من الوصل إلىّ من ليل أو نهار ، فذهب الرجل مسروراً داعياً ، فما كان إلا ليلة أو ليلتان حتى هجم عليه ذلك الشاب فأخرجه من البيت ، واختلى بأهله فذهب باكياً إلى دار الملك ، فقيل له: إن الملك نائم. فقال: قد تقدم إليكم أن لا أُمنع منه ليلاً أو نهاراً ، فنبهوا الملك ، فخرج معه بنفسه ، وليس معه أحد ، حتى جاء إلى منزل الرجل ، فنظر إلى الغلام وهو مع المرأة فى فراش واحد ، وعندهما شمعة تُقد ، فتقدم الملك فأطفأ الضوء ، ثم جاء فاحترز رأس الغلام ، وقال للرجل: ويحك ، الحقنى بشربة ماء ، فأتاة بها فشرب ، ثم انطلق ليذهب ، فقال له الرجل: بالله ، لم أطفأت الشمعة ، قال: ويحك ، إنه ابن أختى ، وإنى كرهت أن أشاهده حالة الذبح ، فقال: "ولم طلبت الماء سريعاً؟ فقال الملك ، إنى آليت على نفسى منذ أخبرتنى أن لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أنصرك ، وأقوم بحقك فكنت عطشان هذه الأيام كلها ، حتى كان ما كان فما رأيت ، فدعا له الرجل ، وانصرف الملك راجعاً إلى منزله ولم يشعر أحد بذلك" البداية والنهاية (12/33).http://upload.traidnt.net/upfiles/xYa57738.png