سماحة السيد : موقفنا بعد صاحب الأحبار ونبيل رجب!
 

https://twimg0-a.akamaihd.net/profil...9994760/55.jpg
سماحة السيد محمد علي العلوي


أجرى موقع (مرآة البحرين) الإلكتروني في الساعات القليلة الماضية لقاءًا مع الأستاذ "صاحب الأحبار"[1] وهو من جملة المبدعين الذين صنعوا حدث الرابع عشر من فبراير 2011م في البحرين، كما وأنه من البارزين جدًا في ابتكار أساليب ومعالم الثورة، وإننا كشعب ناهض واع نفتخر بمثل هذه الطاقات ونؤكد على وجود الكثير منها بيننا، وهذا ليس بجديد ولا هو غريب على مجتمع له عمق حضاري مشهود.


أوضح الأستاذ "صاحب الأحبار" بأنه يعتبر الثائر "جيفارا" ملهمًا في سوح الثورة، كما وبين موقفه الواضح من الدولة المدنية والديموقراطية وتأييده لوثيقة المنامة، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالثورة، أما موقع (مرآة البحرين) فقد عبر بأن الأستاذ "صاحب الأحبار" يعشق جيفارا، ثم أعطاه لقبًا جميلًا هو: مهندس 14 فبراير..
بعد اللقاء وفي سابقة -بحسب تتبعي- قام الأستاذ نبيل رجب بنقل بعض مما قاله صاحب الأحبار في اللقاء المشار إليه، ومما نقل قضيتي العشق لجيفارا، وبرلمان الشباب، ولم يكن الأستاذ نبيل لينقل أقوالًا لأحد من قبل، فنقله الأخير ظاهر إذن في تبنيه لقناعات صاحب الأحبار أو لا أقل أفكاره، والكل يعلم من هو نبيل رجب وما لكلامه من أثر في قلوب الناس.
الأمر بكله طبيعي لا يدعو إلى أي رد فعل سلبي على الإطلاق، ومن المفترض أن تكون الأطروحات والآراء الأخرى على نفس القدر من المقبولية عند الفكر العام لثورة الرابع عشر من فبراير 2011م، ولكن الحاصل والذي دعاني لكتابة هذا المقال هو أننا عندما نطرح رأينا في الدولة المفترضة ونبين مصدر الإلهام النهضوي لنا ونرجعه للإمام الحسين (عليه السلام) أو لبعض العلماء أو الفضلاء أو المراجع مثل السيد الشيرازي أو المدرسي أو الخميني أو الصدر فإننا نواجه بموجة لا ترحم تتهمنا بالطائفية وبأسلمة الثورة وحصرها في المتدينين فقط!!
هل ترون الأمر طبيعيًا؟
لماذا يُقبل تعليق صورة جيفارا أو جمال عبد الناصر أو ربما لينين وماركس، ويُرفض بقطع شديد تعليق صور الخميني أو نصر الله مثلًا؟
هل في بيان الأستاذين صاحب الأحبار ونبيل رجب لآرائهما شق للصفوف وإشاعة للفتنة وفرز غير محمود لأبناء الثورة؟ لم أسمع أحدًا يقول بذلك، ولكنني أسمعه يطن طنينًا ويدوي دويًا عندما يتعلق الطرح بالإسلام ورؤيته، وبالتدين وفكره!
في مارس 2011م وقبل الضربة الأمنية بأيام قليلة كتبت مقالًا بعنوان "عمامتي وثوبه وجيفارا وبالونة الطائفية"[2]، تحدثت فيه بشيء من التفصيل حول هذه القضية (المصطنعة) والتي أتمنى من مجتمعنا أن يرفضها بشدة لما فيها من تكميم غير مباشر واختزال مبرر بمبررات واهية وهنة.
نعم، كان للجميع وجودًا مميزًا في ميادين الثورة، ولا ينكر أحد دور الخطاب الديني وما مارسته العمامة من توجيه فكري وثقافي حافظ بشكل مباشر على رونق الرابع عشر من فبراير، والنتيجة أن كوكبة من العلماء الأفاضل يقبعون اليوم خلف القضبان ثمنًا لمواقفهم الثورية النهضوية التي كونتها تركيبة خاصة من الإيمانيات والمعتقدات، وإلى جانبهم قام آخرون من ليبراليين ويساريين وغيرهم بأدوار بارزة ساهمت أيضًا في رفع لواء الثورة.
ببساطة شديدة.. لكل منَّا منطلقاته ومبانيه الفكرية، وليس من حق أي أحد مصادرتها بدعاوى لا واقعية لها إلا في توهمات بعض النفوس المنهزمة، ومن هذه الدعاوى: الطائفية أو الوطنية أو ما شابه من مفاهيم طارئة لا يمكن أن تصمد أمام الفكر الرصين، إنها سلوكيات ابتزاز فكري وثقافي باتت لا تطاق فعلًا.
-يا جماعة- فلنحترم جماهير الشعب الناهض ونترك لهم الخيار كل بحسب قناعاته، ولنفهم جيدًا بأنه لا وصاية لأحد على أحد غير المعصوم (عليه السلام) أو من ينوب عنه وفي حدود مقررة، وهذا وفقًا للنظرة الإسلامية الشيعية.
فليطرح الأخوة في (الوفاق) مشروعهم السياسي، وليطرح الأخوة في (أمل) مشروعهم، وليطرح (شباب 14 فبراير) مشروعهم، و(أحرار 14 فبراير) مشروعهم، و(الإئتلاف) مشروعهم، دون أن نصادر رأيًا أو نقصي فكرًا، ولنكن على يقين تام بأن هذا النوع من التعدد فيه إثراء كبير جدًا للساحة التي ينبغي لها أن تختار وأن تتحمل المسؤولية كاملة.
وهمسة أخيرة: أتدرون أين تقع الطائفية؟
الجواب: تقع الطائفية في موجات التحذير منها، وهذا ما بدأه كبار المسؤولين في السلطة –كما تتذكرون-!
أنا شيعي أصرخ بأعلى صوتي (يا حسين)، وذاك يصرخ (يا جيفارا)، وآخر يصرخ (وامعتصماه).. أين الإساءة أو الطائفية أو شق الصف في أن يطرح كل واحد ثقافته دون التعدي على الآخر؟