![]() |
× .. { الإٍسلاُم ميٍسراُ } رُسالِة إلِى فتيُان الإُسلامِ ~* الإسْــلامُ مُيَسَّــرًا إلَى فِتْيانِ الإِسْلامِ * بِقَلَمِ: عَلِيٍّ بنِ حَسَنٍ بنِ عليٍّ الْحَلَبِيِّ بسم الله الرحمن الرحيم تقـديـم الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِ المرسَلين، و على آلِه وصحبِه أجمعين. أمَّا بعدُ: أيُّها الفتى المسلمُ الحبيبُ:هذه سِلسلةٌ عِلمِيَّةٌ تَعليمِيَّةٌ تتعرَّفُ فيها إلى دينِك الذي نَشَأتَ عليهِ، وتَرَبَّيتَ على أحْكامِه: "الإسلام"، ومِن خِلالِها تَتعلَّمُ أهَمَّ ما أوْجَبَهُ عليك خالقُك العظيم: "الله"، وتعرِفُ -أيضًا- سيرةَ وسُنةَ نبيِّك الكريمِ: "محمَّدٍ" -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وجميعَ ما يتَّصلُ بهذا كلِّه مِن عقائد، ومعامَلات، وعبادات، وأخلاق. وتكمُن قيمةُ هذه السلسلةِ في جمعِها بين جَودة المعرفة، وسُهولة الأسلوب، مما يجعلك تفهمُها فهمًا جيدًا، دون أن تستعينَ بأحَدٍ مِنْ أهلِكَ وأقرِبائِكَ إلا في أقَلَّ القَليل. وأخيرًا: أسألُ اللهَ أنْ ينفعَكَ بها إنه سميعٌ مُجيبٌ. . |
-1- الله سبحانه وتعالى (1) اعلمْ أنَّ معرفةَ الله سبحانه وتعالى، والإيمانَ به، وعبادتَه، والتصديقَ بما جاء مِن عنده: هو أهَمُّ ما يجبُ على المسلمِ أن يتعلَّمَه ويعرفَه ويفهمَه. أمَّا مَن لم يعرف "الله" الخالقَ له، ومالِكَه، والمتصرِّفَ به؛ فإنه يعيشُ في هذه الحياةِ الدنيا كالحيوانِ: يأكُل ويشرب، ينامُ ويستيقظ ... وهكذا؛ فينتهي عُمُرُه على هذه الحالة، وهو لا يعلمُ لماذا خُلِق؟ وكيف عاش؟ قال الله سبحانه وتعالى في القرآنِ العظيم: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ (1) وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ(2)} [محمد: 12]. وهم كذلك: سيُفسِدون في الأرض بأفعالهم، ويُسيئون بأعمالهم؛ لأنهم لا يعرِفون الأعمالَ الصالحة، ولا يَعلمون ما هي الأعمالُ الفاسدة، ولا يَدرون ما الذي يُغضِبُ الله، ولا يُفكِّرون فيما يُرضي الله؟! |
(2) إذًا: لا يستطيع أيُّ إنسانٍ أنْ يعرفَ الطُّرُقَ الصالحةَ لاستخدامِ أيِّ شيء إلا بإرشادٍ ممن هو أعرفُ منه، فكيف يستطيعُ الإنسانُ في هذه الحياة الدنيا أن يقومَ بِدَوْرِه المطلوبِ منه دون تنفيذِ أوامرِ الله سبحانه وفرائضِه، وهو سبحانه خالقُ الإنسانِ وخالقُ الدنيا. { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الملك:14]. (3) فالذي لا يعرفُ اللهَ خالقَه؛ يُفسدُ في أعمالِه، ويُسيء في تصرُّفاتِه؛ لأنه جهِل قدْرَ الهادي إلى طريقِ الرَّشادِ والفوزِ والنجاحِ، وهو الله سبحانه وتعالى. وليستْ هذه الأمراضُ المنتشرةُ في الأرض، وليس هذا الفسادُ الكبيرُ الموجود بين الناس إلا بِسبب البُعدِ عن إرشاداتِ خالقِ المخلوقاتِ سُبحانه، والابتِعادِ عن تنفيذِ أوامرِه. (4) ثُمَّ تَنْتَهي حَياةُ الَّذِينَ لا يَعرِفونَ رَبَّهُم وَخالِقَهم، وهم لَم يَدْروا لماذا بدَأتْ!! ويَخْرُجونَ مِنها، وهم لا يعلمونَ لِماذا دَخلوا إليْها!! (5) أمَّا مَنْ عَرَفَ اللهَ سُبحانه وتعالى، وَآمَنَ به، وصَدَّقَ بما جاءَ مِنْ عِندِهِ، فَهُوَ الذي سيَنْصُرُهُ اللهُ سُبحانه. قال اللهُ في القرآنِ الكريمِ: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } [الحج: 40] * * * * * |
(6) والإنسانُ: هذا المخلوقُ الذي له أعضاءٌ كاليدِ والقَدَمِ والرَّأسِ وغيرِها، يَجبُ عليه أنْ يَعْرِفَ الوظائفَ المطلوبةَ منهُ لإِشغالِ هذه الأعضاء، ولا يكونُ ذلك إلا بمعرفةِ الأوامرِ والفرائضِ التي فَرَضَها الله سُبحانَه على هذا الإِنسانِ. ولكُلِّ إنسانٍ عَقْلٌ، ووظيفةُ العَقْلِ هي التفكيرُ، فإذا تعطَّلتْ هذه الوظيفةُ: فَسَدَ عمَلُ العَقْل، وعُطِّل مِن أهَمِّ وظائفهِ، وبالتالي: كان هذا سَبَبًا في الابتعادِ عمَّا فيهِ الخير، والاقترابِ مِمَّا فيه الشَّر. (7) ولقد دعانا خالِقُنا اللهُ سبحانه في القُرآنِ الكريم إلى التفكير فيما نحنُ فيه، فقال: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ } [الأنعام: 50]. وقال: { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِي أَنْفُسِهِمْ } [الروم: 8]. والله سبحانه حينَ دَعا خَلْقَه إلى التَّفكيرِ إنَّما جَعَلَ ذلك ضِمْنَ قُدْرةِ العقْلِ واستِطاعَتِه. فَدَعانا سُبحانَه إلى النَّظَر فيما خَلَقَ اللهُ مِن شَيْءٍ في السَّماواتِ والأرض، وفي أنْفُسِنا، وفي البَشرِيَّة جميعًا، دعانا للنَّظَر في هذا العالَمِ الواسِع الذي كُلُّه مِن خَلْقِ اللهِ سُبحانه وإيجاده. (8) فإذا ما فكَّر الإنسانُ وتأمَّل؛ فإنَّه سَيخْرُجُ بنتيجةٍ حتْمِيَّةٍ وهي أنَّ لهذا الكونِ الواسعِ الكبيرِ العظيمِ خالِقًا ومُوجِدًا كريمًا، وهو "الله" ربُّنا سُبحانه وتعالى. خالِقُ الإِنسانِ والنباتِ والحيوان. خالِقُ السماواتِ والأرضِ والبحار. خالِقُ كُلَّ ما نراهُ في هذا العالَمِ الكبير. |
(9) و"الله" سبحانه وتعالى موصوفٌ بصفاتٍ جليلةٍ وصَفَ بها نفسَه العظيمةَ في القرآنِ الكريم، ووصَفَه بها أعلمُ خَلْقِه به؛ ألاَ وهو آخِرُ أنبيائِه سيدُنا محمدٌ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-. فمن هذه الصفاتِ: · الرحمة. · العِزّة. · المغفرة. · القهْر. وغيرُها كثيرٌ مِما وَردَ في القرآنِ الكريم، أو في أحاديثِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-. والغَرَضُ الأساسيُّ مِن تَعريفِنا بهذه الصِّفاتِ: هو أنْ نعلَمَ عظمةَ اللهِ سبحانه وقُدرتَه، وأنْ نقفَ مِن أنفُسِنا على ضَعفِ أنفُسِنا وحاجَتِنا لهذا الإِلهِ العظيمِ سُبحانه. (10) ولقد بَيَّن لنا ربُّنا سُبحانه الغايةَ التي مِن أجلِها خَلَق الخلْقَ كُلَّه، وبيَّن لنا السبَبَ الذي مِن أجلِه أوْجَدَ هذه الحياةَ الدنيا بِكُلِّ ما فيها. يقول اللهُ سبحانه: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونَ } [الذاريات: 56]. (11) فالعبادةُ هي الغاية التي يجبُ علينا أنْ نُؤدِّيَها حقَّ أدائِها؛ طاعةً للهِ سبحانه، وشُكرًا له على ما أعطانا مِن نِعَمٍ كثيرةٍ وفوائدَ وَفِيرةٍ. يقولُ اللهُ سبحانه: { وَإِنْ تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا } [النحل: 18]. (12) إذا عرَفْنا ما تقدَّم بيانُه: فيَجِبُ علينا أنْ نعبُدَ اللهَ سبحانه العبادةَ الصحيحةَ، وأنْ تكونَ هذه العبادةُ للهِ وحدهُ لا شَريكَ له. فالدعاءُ له. والخوفُ منه. والاستعانةُ به. وهكذا .. فجميعُ العبادات لا تكونُ إلا لهذا الإلهِ العظيمِ الخالِقِ الرازقِ، القويِّ العزيز، الموصوفِ بالصفاتِ الجليلةِ العظيمة. |
الساعة الآن 05:12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir