منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الأستاذ جواد عبدالوهاب : الثورة في البحرين .. التحدي الكبير (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=668879)

محروم.كوم 11-12-2011 10:30 PM

الأستاذ جواد عبدالوهاب : الثورة في البحرين .. التحدي الكبير
 
الثورة في البحرين .. التحدي الكبير

الأستاذ جواد عبدالوهاب

على الرغم من المؤامرات التي تحاك ضد الثورة الشعبية في البحرين، من قبل الاستكبار وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، إلا إن تصميم الشعب البحريني على المضي قدما حتى تحقيق أهدافه يبدو هو سيد الموقف وأن إجهاض هذه المؤامرات أصبح ضرورة وهو الهدف الأول في هذه المرحلة.

إجهاض المؤامرة تشكل الأهم، لأن بقية الأهداف تتوقف عليها وترتبط بها. إننا نقف الآن في مفترق طرق خطير، فترة من فترات التاريخ الحاسمة، فإما استمرار الثورة ومن ثم انتصارها، أو البقاء خارج العصر، فقضية الاستمرار في الثورة حتى تحقيق الأهداف، هي بالنسبة لنا قضية وجود أو لا وجود، إنها القضية التي تتقدم على وتعلو فوق كل قضية أخرى، ولكن التأكيد أو الوعي لأهمية استمرار الثورة وإجهاض المؤامرات غير كاف في ذاته لأن هذه القضية المصيرية تلتحم التحاما تاما بالطريق التي يمكن أن نسلكه ويؤدي بنا إلى الهدف. فالإجماع على أن قضية استمرار الثورة هي قضية مصيرية، أو حتى القضية الأولى لا يفيد في معالجتها ولا يؤدي إليها، إن لم يتحقق لقاء حول الطريق التي من خلاله يمكننا المحافظة عليها.

المسألة الأساسية الآن ليست المناداة باستمرار الثورة، بل هي الآن إدراك الطريق إلى ذلك. ليس الانتصار بل أن نعرف كيف نحقق الانتصار. المجال لا يتسع طبعا لأية مناقشة لهذه الطريق، ولكنه يتسع على الأقل إلى التلميح إليها أو بالأحرى إلى "الطريق" التي يجب متابعتها في الوصول إليها. هذه الطريق إن أردنا لها إنتاج موضوعي علمي، فيجب أن نرجع إلى تجارب التاريخ وخاصة تاريخنا المرير مع هذه العائلة ومن يحميها، ندرسها، نحللها، نستقرئها، نكشف عن الاتجاهات والقوانين التي تسودها وتحدد ذاتها بالعمل في ضوئها. إننا عندما نريد معرفة الأسباب التي تدفع إلى نجاح ثورتنا مثلا، فيجب علينا أن لا نتصور خياليا هذه الأسباب، بل ندرس الأوضاع والكيفية التي حدثت فيها الثورات التاريخية. هذا النهج هو النهج الذي يجب أن نتبعه في تحديد طريقنا إلى إنجاح ثورتنا وإجهاض المؤامرات التي تحاك ضدها، أو بالأحرى في تحديد نظرية علمية تحدد الطريق النجاح والانتصار.

إننا نجد بين شوائب الفكر المعارض في البحرين (الجمعيات السياسية) ميله بوضوح إلى إقامة بناء شعائري، أو في أحسن حالاته بناء فكري نظري "سليم" على حساب الواقع، في حين أن التنظير الفكري العلمي الصحيح يجب أن لا يتجاهل الواقع أبدا، أن يكون دائم الالتصاق به، أن يرجع باستمرار إلى وقائع وأحداث وظواهر هذا الواقع يستقرئها، والى قوانينه واتجاهاته العامة فيعبر عنها.

التأكيد على هذه الطريق، على هذا النحو من الثقافة والوعي المؤسساتي التغييري الذي يلم بالقوانين والاتجاهات التي تتكشف عنها تجارب التاريخ، لا يعني أبدا أن توفر هذا الوعي يحل مسألة المحافظة على الثورة حتى تحقيق أهدافها، فهناك أسباب عديدة أخرى تواجه الثوار تمتد من العداء للثورة إلى التآمر والى ما يتفرع عنهما ويأتي في ذيلهما من أسباب ومضاعفات. لكن فقدان هذا الوعي كان ولا يزال أحد أهم الأسباب في تعثر وتخبط العمل الثوري، وتصحيحه شرط أساسي في استقامة وفاعلية الثورة.

طريقنا في المحافظة على الثورة وتجاوز المؤامرات، هي الرجوع إلى التجارب التاريخية المماثلة لتجاربنا، التجارب التي تشكل جزءا من النوع الذي نريد معالجته والوصول إلى حل له. رجوع من هذا يوفر حصانة كبيرة ضد التخبط والبلبلة، في تقدير وتقييم الوضع الذي نواجهه، وذلك لأنه يعطينا المنظور التاريخي الضروري لرؤية الاتجاهات الأساسية التي تسود أوضاعا مماثلة.

ليس هناك من سياسة تجريبية تنتقل من مشكلة إلى أخرى انتقالا آنيا مجزئا تستطيع منافسة سياسة بعيدة المدى والمرمى، مشكلة العمل المعارض الخجول الذي حظيت به الجمعيات السياسية لدينا كان ولا يزال ينطلق عادة في أكثريته الساحقة من هذه التجريبية في مرحلة تنقض فاعلية انطلاقة من هذا النوع، ولهذا كان ولا يزال يتخبط ويتعثر، إننا لا نجد في العمل المعارض جهدا علميا رزينا في البحث وراء الظواهر بغية الاتصال بالاتجاهات الأساسية التي تسود البلاد كي يصنع نفسه في المرحلة الحالية، لهذا كان العمل المعارض يذيل الواقع باستمرار متخلفا عن حركته وعن مجارته.

هذا العمل المعارض الخجول ولو أنه كشف في قسم منه عن الواقع البحريني في اتجاهه التغييري كما كان، كما هو، وكما يجب أن يكون، لكنه عند الانتقال مما هو كائن إلى ما يجب أن يكون، فإن كفائة البحث التي تميزه تزول.

اذن نقطة الضعف التي تسود اليوم ليس ناتجة من الاختلاف حول ضرورة العمل من أجل الأهداف وتحقيقها، بل يدور حول الطريق التي تؤدي إليها، حول الأسلوب الذي يصبغ هذه الطريق ويكفل تطبيقها. القوانين التي تسود تجارب التاريخ، الاتجاهات التي تتكشف عنها هذه التجارب، هي طريقنا إلى تحديد هذه الطريق.

مهمتنا اليوم وبعد كل النجاحات التي تحققت أن نعي القوانين والاتجاهات التي سادت التجارب التاريخية كما حدثت، كما صنعت نفسها، كي لا ننطلق من تصورات مجردة ومفاهيم أفلاطونية عن الثورة والتغيير فتقودنا إلى نكسات وهزائم و خيبات أمل تدفع بنا إلى مزالق اليأس. مهمة هذا الوعي هي أن نعمل جميعا ثوار وجمعيات وتيارات في ضوء هذه التجارب.
إذن المسألة ليست مسألة نوايا، بل مسألة طريق فعالة تكشف فيها النوايا عن ذاتها، فبدون هذا الطريق تصبح أو تكون النوايا لاغية أو غير ذات موضوع.

التحدي الكبير الذي يواجهنا اليوم هو قدرتنا ثوار ومعارضين على تجذير خطاب وممارسات قادرة ومميزة على حل خلافاتنا العامة عن طريق الوفاق والأساليب المدنية.


12-11-2011


الساعة الآن 05:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227