منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   لا تعطي الفرصة لقلبك حتي يموت (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=668691)

محروم.كوم 11-12-2011 07:10 PM

لا تعطي الفرصة لقلبك حتي يموت
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:



فانبهكم أولاً إلى أن كلمة الضمير من الألفاظ التي شاع استعمالها في عصرنا في المدح والذم، وترتب على هذا الاستعمال الحادث غياب الكلمات الشرعية التي ينبغي أن تستعمل في مثل هذا، مثل (التقوى - والخشية - والخوف من الله..) لذلك من الخطأ أن تستعمل تلك الكلمة هذا الاستعمال الحادث، وينبغي أن تستبدل بالكلمات الشرعية التي جاء بها الكتاب والسنة.
http://www.khlegy.com/wp-content/uploads/msajd.jpg

أما بخصوص ما تسألون عنه، فإن العبد مسؤول عن أعماله ما دام مكلفاً، وإنما يعفى عن غير المكلف كالصبي والمجنون والنائم، أما المكلف فإنه يؤاخذ بأعماله حتى لو كان يعمل العمل ولا يبالي بحرمته، فلا أثر لما تسميه موت الضمير -أو موت القلب كما هو التعبير الصحيح- في رفع التكليف عنه، ثم إن موت القلب يكون بتفريط من العبد، فإن العبد إذا تهاون في الطاعات، وأكثر من المعاصي، وغفل عن ذكر الله تعالى، وأعرض عن العلم الشرعي أدى ذلك إلى موت قلبه، وأيضاً فعلى العبد أن يسعى في إصلاح قلبه، وذلك بالإكثار من الطاعات، وخصوصاً قراءة القرآن وذكر الله تعالى والبعد عن المعاصي والتوبة إلى الله عز وجل وكثرة الاستغفار..
وقد ذكر ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان ما ملخصه: أن القلوب تنقسم إلى صحيح وسقيم وميت، فالقلب الصحيح السليم ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى إدراكه، فهو صحيح الإدراك للحق تام الانقياد والقبول له. والقلب الميت القاسي لا يقبله ولا ينقاد له. والقلب المريض إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي، وإن غلبت عليه صحته التحق بالسليم. http://www.khlegy.com/wp-content/uploads/deef.jpg
والقلب الميت الذي لا حياة به فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربه وغضبه، فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضي ربه أم سخط... فهواه آثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه، فالهوى إمامه والشهوة قائده، والجهل سائقه والغفلة مركبه، فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور، وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور، ينادى إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد ولا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد، الدنيا تسخطه وترضيه، والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه.. قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلب على قلبين؛ قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه، وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض.
ثم قال: فالقلب محتاج إلى ما يحفظ عليه قوته وهو الإيمان وأوراد الطاعات، وإلى حمية عن المؤذي الضار وذلك باجتناب الآثام والمعاصي وأنواع المخالفات، وإلى استفراغه من كل مادة فاسدة تعرض له وذلك بالتوبة النصوح واستغفار غافر الخطيئات.
وقال أيضاً: جماع أمراض القلب هي أمراض الشبهات والشهوات، والقرآن شفاء للنوعين، ففيه من البينات والبراهين القطعية ما يبين الحق من الباطل فتزول أمراض الشبه المفسدة للعلم والتصور والإدراك بحيث يرى الأشياء على ما هي عليه... وأما شفاؤه لمرض الشهوات فذلك بما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة والأمثال والقصص التي فيها أنواع العبر والاستبصار فيرغب القلب السليم إذا أبصر ذلك فيما ينفعه في معاشه ومعاده، ويرغب عما يضره فيصير القلب محباً للرشد مبغضاً للغي. ونسأل الله عز وجل أن يصلح قلوبنا، وأن يصلح قلب هذا الرجل المسؤول عن حاله.
والله أعلم.
المصدر: مدونة خليجي


الساعة الآن 10:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227