منتدى استراحات زايد - فلنبدأ بحملة بعنوان (إسقاط اعتبارية وهيبة القوانين الجائرة في البلد)

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته
تتقومُ الثوراتُ بجملةٍ من المبادئ والأسس لا بد من العمل عليها ولو بنطاقٍ محدود، وأهمُ مبدأ من تلك المبادئ هو (العمل على إسقاطِ اعتبارية وهيبة القوانين الجائرة الموجودة في الدولة)، وهو أقل ما يمكن القيامُ به لكي يصح الإطلاق على الحراك المطلبي الفلاني بأنه ثورةٌ.
إذا عرفنا هذا نأتي الآن للنظر إلى ثورتنا المباركة في البحرين هل أنها عملت وفق هذا المبدأ أم لا!؟
من خلالِ قراءةِ مجرياتِ الأحداث منذ الرابع عشر من فبراير وحتى الآن يُلاحَظُ جليا أن ذلك كان قد تحقق في أيامِ الدوار الخالدة فقط (وبشكل جزئي)، وأبرز ما تم القيامُ به آنذاك على هذا الصعيد هو السيطرة على بعضِ الطرق الرئيسية في البحرين، وتكبيل النشاط الاقتصادي المعهود للمرفأ المالي، والذي كان يدر بالأموال الطائلة على العائلة الخليفية وحدها، في الوقتِ الذي ليس لها أدنى حقِّ في فلسٍ واحدٍ منه.
ويصدقُ على هاتين الخطوتين -السيطرة على الطرق وتعطيب المرفأ- بأنهما إسقاطٌ لهيبة القوانين الجائرة في البلد من جهةِ كون ذلك العمل عملٌ محظورٌ في أجندة الدولة، (وبلحاظِ أن هذا الحضر ليسَ له أدنى صفة شرعية، باعتبار عدم ملكية الدولة أساسا لا للمرفأ ولا للطرق العامة، إذ هما ملكٌ للشعب، وبما أن الشعب قال كلمته الحاسمة المتمثلة في مطلب إقامة النظام الجمهوري، والذي هو بعبارة أخرى أن على النظام أن يرحل ويسلم للشعب كافة مؤسسات وزارت البلد، فإنَّ للشعبِ كل الحقِّ في القيامِ بإسقاطِ اعتبارية ملكية الدولة للمرفأ وللطرق الرئيسية في البلد)، وهذا ما عمل عليه الشعب فعلا ولله الحمد.
أما بعد مرحلةِ ضرب الاعتصامِ الشعبي المركزي في دوار الشهداءِ فقد دخلت الثورةُ في مرحلةٍ أخرى، فعلاوةً على عدم تفعيل جانب (إسقاط اعتبارية وهيبة القوانين الجائرة) فإنَّ ثمةَ تحركاتٍ قامت به أطيافٌ معينة في البلد أضفت لباسا من الشرعية والاعتبارية والهيبة على النظامِ بأكمله وليس على قوانينه الجائرة فحسب.

ومن تلك التحركات:-
1- استصدار الترخيصاتِ من النظام ((من أجل القيامِ بفعالياتٍ معارضةٍ له))، ففي هذه النقطة وبغض النظر عن (أن مثل هذه الفعالياتِ لا تشكل خطرا على النظام ولهذا قبل بها) فإنها تعد بمثابة (وقفة الاحترام للنظام).
2- استمرار (بعضِ) التجار وأصحاب السجلات في دفع الضرائب المالية الجائرة التي فرضت بدونِ وجه حقٍ شرعي.
3- أخذ الشهداء الذين يسقطون إلى المشرحة الخليفية، والتي بدورها تقومُ بتمزيقِ جسد الشهيد، وبعد ذلك تصدر تعميما بأنه ميتٌ وليس شهيد.
فإني أرى بأن أقل ما ينبغي أن نكرمَ به شهدائنا الأبرار هو أن لا نسلم جثثهم للمشرحة الخليفية، وإنما نقومُ بمواراتهم دون السماح للسلطة بأخذ الجثة، شاءت أم أبت.

الخاتمة
بالنظرِ إلى ما تقدم، وإلى أهمية العمل على (إسقاطِ اعتبارية وهيبة القوانين الجائرة في البلد)، فإني أجد أنه حان الأوان إلى أن نفعل هذا الخيار من جديد، لاسيما وأن الثوراتِ يجب أن تسير في نمطٍ تصاعدي لا تنازلي، فإذا كنا في أيام الدوار والتي هي الشهر الأول من عمر الثورة قد طبقنا هذا المبدأ -إسقاطِ اعتبارية وهيبة القوانين الجائرة-، فكيف بنا الآن ونحن في الشهر العاشر من عمر الثورة!!؟؟ فلا شك أن ذلك أوجب في هذا الوقتِ من أي وقتٍ مضى.
وعلى هذا فإني أتصور بأنه حان الأوان للبدء ومن الآن بإشهار حملة شعبية واسعة تحت مسمى (إسقاطِ اعتبارية وهيبة القوانين الجائرة في البلد).
في أمانِ الله