السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عيد مبارك لجميع الأمة العربية والإسلامية ولكم أعزائي ثوار البحرين الصامدين نسأل الله أن نعود على مثل هذه الأيام ونحن في أحسن من هذا الحال.

أكتب لكم موضوعي هذا وفيه معلومات هامة وتحليل مبني على معطيات كثيرة.

ستشهد الأسابيع المقبلة تحولات كبيرة في موقف بعض السياسيين جمعيات وحركات تحمل في جوفها إنقلاب على الذات وعلى النظام وستنعكس إيجاباً على الثورة والموقف الشعبي الصريح المطالب بإسقاط النظام والرافض لأي حلول سطحية وستكون هذه التحولات أمر مزعج لبعض المعارضين وإعاقة لمبادرات سرية سيكشف عنها أصحابها فور نضوجها. كما أن هذه التحولات ستعزز الحراك الشعبي في الأرض وسيصحح بعض الفجوات الإعلامية التي لا تعكس الواقع الحقيقي للثورة والمطلب الحقيقي للشعب، و سيلقى دعماً كبير جداً من القوى المناصرة لثورة البحرين في الخارج. وعليه سيكون على أطراف كثيرة من النظام والمعارضة في الداخل أن تتأقلم مع الواقع لجديد وتوازناته.

الضغط الغربي والوضع الإقتصادي للنظام يجبر النظام على إيجاد مخارج للأزمة سيجره للحوار مع أطراف غير موالية وقد تكون عبر وسائط أو لقاءات سرية مباشرة يحتمل أن يقدم فيها النظام تنازلات ترقى لتعيين وزراء من المعارضة بالإضافة إلى حل الملفات التي خلفتها الثورة مثل المفصولين وتعويض الشهداء و الدوائر الإنتخابية مقابل أعترافات صريحة بأن الملك لآل خليفة وبراءة من مطلب إسقاط النظام و وقف الضربات الإقتصادية للنظام المالي والبنوك.

موسم عاشوراء قد يعيق أو يسرع أي صفقة أو حوار قادم أو سيعجل بالنصر أو الإنكسار لا سمح الله وكيفية إستغلالنا له قد يخدم ثورتنا أو يضرها ونحن والنظام نعول عليه كثيراً وسأنبه به إلى أربع نقاط رئيسية هامة:

الأولى: النظام يرى في موسم عاشوراء موسم حصاد إقتصادي حيث نستهلك في أسبوعين عشرات الملايين كفيلة بإنعاش غرفة التجارة والصناعة والنظام وهي في الحقيقة أمور غير ضرورية وأغلبها ضيافة ونذر بسم الحسين وأهل البيت عليهم السلام. وأن التخلي عن هذه الأمور في مثل هذه الظروف أوجب من إقامتها ونحن في حالة شدة وبيننا مئات المفصولين والضحايا الذين هم أحوج إلى هذه الأموال. فإذا اكتفى الشعب بالضروريات سيحبط أمل النظام في إنعاش الإقتصاد.

ثانياً: لا أشك لحظة في أن الإنطلاقة القوية في 14 فبراير ماهي الا نتاج الشحن الحسيني الذي تضخه المأتم والمواكب والمحاضرات والأحاديث الحسينية وأن موسم عاشوراء القادم ستكون محطة هامة في إعادة حشد الهمم و رفع المعنويات وزيادة الصبر والثقة بالله والثورة والنفس، وعلى الخطباء والرواديد أن لا تستكين للضغوط والخوف من السلطة وتمارس دورها الحسيني في توعية وإرشاد الشباب نحو النهج المستقيم وهذه مسئولية إدارة المأتم والجمعيات الحسينية والناس أجمعين. (تصريح الداخلية الأخير حول المواكب خوفاً من هذا الأمر).

ثالثاً: ستشهد البحرين موسم حافلاً بالمناسبات الهامة بعد موسم عاشوارء مباشرة وذكرى عيد الشهداء ورحيل الشيخ عبدالأمير الجمري وهو موسم ميداني حاسم وهو ما ينبغي للجماهير أن تحشد له وتمهد له من خلال فعاليات عاشوراء.

رابعاً: قد يستغل النظام موسم عاشوراء لتعزيز الطائفية من خلال أفتعال الأعمال البلطجية في الإعتداء على المأتم والمواكب في بعض المناطق مثل المحرق ويقوم بإنتزاع السواد والأعلام الحسينية ومضايقة المواكب من خلال محاصرة المنامة وغلق المنافذ للمواكب مثل ما حصل في آخر مناسبتين وهذه أعمال إستفزازية قبيحة يجب أن لا ننجر لها ونتصرف معها بحكمة و وعي كبير لإفشال كل محاولات النظام لزرع الفتنة بين الطائفتين الكريمتين وتحويل توجهنا من النظام إلى الطائفة السنية.

هذه النقاط الأربع الهامة يجب الإنتبه لها والتهيئة للتعامل معها والعمل على الإيجابي منها وتجنب سيئاتها والتفكر والتدبر فيها.

إقفال حسابات الشركات والبنوك: المواضيع التي ذكرتها في الأعلى وإقفال حسابات الشركات في شهر ديسمبر هو الضربة القاضية للنظام، الإقتصاديين يعلمون جيداً أن شهر ديسمبر سيكون صعباً جداً على النظام لأنهم يعلمون أن الشركات العالمية والمحلية الكبيرة والصغيرة والمتوسطة والبنوك يقومون بقفل حساباتهم منتصف شهر ديسمبر أو نهايته وبعضها بدايته وتعقد إدارات الشركات إجتماعات سنوية مطولة تحصد أرباحها وخسائرها وتناقش صفقاتها و وضعها الداخلي و الوضع العام في البلد، والنتيجة الطبيعية التي ستصل لها هذه الشركات هذا العام هو الخسائر الفادحة وإذا ناقشت الأسباب فلن يكون السبب من داخل إدارة الشركات ولكن السبب الحقيقي هو الثورة الشعبية والحراك الميداني المستمر إي أنه خارج عن إرادتها. بعدها تطلع هذه الشركات على الوضع هل من بوادر إنفراج لأزمتها فلا ترى ذلك عدا وعود ولي العهد الشفهية.

حينها تنظر هذه الشركات للدول المجاورة وبالخصوص قطر التي تشهد تطور عمراني ضخم و تستعد لإستقبال مناسبات عالمية ضخمة جداً تنعش إقتصادها مثل كأس العالم لكرة القدم وكأس العالم لكرة اليد ومناسبات قارية وإقليمية متنوعة، التفكير الإقتصادي ببساطة يجبرها لنقل أعمالها للدوحة أو دبي المستقرة التي لا تشهد حراك شعبي أو عوائق إقتصادية.

هنا سيضرب النظام بضربة قاضية موجعة سترمي به في حلبة مصارعة الشعب فكونوا يا شعبي مستعدين لتوجيه هذه الضربة القاضية.