منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   خطبة الجمعة لسماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم - 4 / 11 / 2011 (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=659106)

محروم.كوم 11-04-2011 03:30 PM

خطبة الجمعة لسماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم - 4 / 11 / 2011
 
هناك من يريد لكم يا أبناء الشعب سنة وشيعة أن تدخلوا في حربٍ لا تستثني مالاً ولا عرضاً ولا دما، ولا تحترم أخوة ولا تاريخاً ولا ديناً ولا خلقا

آية الله قاسم: على الشعب سنة وشيعة أن يفشل على كل محاولة تستثير الحرب الجاهلية وتؤجج الروح الطائفية


آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم

خطبة الجمعة (476) 7 ذو الحجة 1432هـ 4 نوفمبر 2011م ـ جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز.

•الخطبة الثانية:ـ
لا تُحرقوا البحرين:
من له شيءٌ من عقل، شيءٌ من دين، شيءٌ من ضمير، شيءٌ من انسانية، شيءٌ من غيرة، شيءٌ من حياة لا يُحرق وطنه، أهل وطنه، ثروة وطنه، أخوة مواطنيه، دينه، اخلاقه، انسانيته، أمنه، حاضره، مستقبله . . وكل ذلك تحرقه الفتنة الطائفية التي يضيع فيها العقل، ويغيب الدين والضمير، وتعطل الكوابح، وتقفز على الحواجز وتتجاوز الحواجز.
فلا ريب أن من يسعى لاشعال الفتنة الطائفية، فإنما يريد اشعال حريق شامل يجد منه مخرجاً للتحكم في الأوضاع، غير مبالٍ في نفوس الناس ومالهم من أرضٍ ومال.
إنها جريمة السياسة القذرة في حق الوطن والمواطنين أن يعمد أحدٌ إلى إحداث فتنة طائفية، إنها عملية استهتار، وسحق للدين والقيم والانسانية وكل حرمة من الحرمات.
هناك من يريد احتراق الوطن، من يريد لكم يا أبناء الشعب سنة وشيعة أن تقتتلوا، أن تسفكوا دماءكم، أن تدخلوا في حربٍ مفتوحةٍ لا حدود لها، ولا تستثني مالاً ولا عرضاً ولا دما، ولا ترعى حرمةً من الحرمات، ولا تحترم أخوة ولا تاريخاً ولا ديناً ولا خلقا.
أما أنتم، فلا تُحرقوا البحرين، ولا تقتتلوا، ولا تدخلوا حرباً جاهليةً لا يرضاها الله ورسوله ولا المؤمنون، ولا تلقوا بأنفسكم إلى تهلكة دنيا واخرة. كونوا عقلاء أذكياء كأبائكم وأجدادكم الذين افشلوا مثل هذه المحاولات من قبل، واثبتوا وعياً سياسياً متقدما، واخوةً دينيةً ووطنيةً قوية، واجتمعت كلمتهم على مطالب سياسيةٍ موحدة.
أيها الواعون،
أيها الشرفاء،
يا أبناء هذا الشعب الكريم،
أمامكم مصر، ليبيا، اليمن، سوريا أنظروا كم حصدت السياسة الدنيوية المقاومة لمطالب الشعوب وحركات الإصلاح، واصرار السلطات على كل مكاسبها الظالمة من أرواح هذه الشعوب.
لم يُحصد الليبيون على يد القذافي السني لأنهم شيعة، ولم يُحصد المصريون على يد حسني مبارك السني لأنهم شيعة، ولم يُحصد أهل صنعاء وعدن على يد صالح السني لأنهم شيعة، حُصد كل أولئك وهم سنة من الحاكم السني بذنبٍ واحدٍ مشترك هو المطالبة بالحقوق والإصلاح والحرية والكرامة، ولم تشفع لهم أخوةٌ دينيةٌ ولا مذهبيةٌ ولا وطنيةٌ يشترك الحاكم معهم فيها. إن السياسة الدنيوية لا تعرف وزناً لدين ولا مذهب ولا قيم ولا اعارف، كل القيمة عندها للكرسي والسلطة والدنيا.
ألف شيعي معارض لا يساوي سنياً موالياً عند حاكم شيعي معبوده الدنيا، وألف سني معارض لا يساوي شيعياً موالياً عند حاكم سني مقدسه الدنيا، يمكن لهذا أو ذاك أن يفاوت أحياناً بين مواليين أو معارضين لسنية هذا وشيعية ذاك، لنصرانية هذا واسلام ذاك، ولكنه لا يمكن إلا أن يقدم الموالي على المعارض من أي دينٍ أو مذهبٍ أو قوميةٍ كان هذا وكان ذاك.
ولا تفتقر السياسة الدنيوية الحيلة والمكر الذي يوقع أبناء الشعب الواحد في الإقتتال حفاظاً على السلطة بل على كل ما تغتصبه من الشعوب وتصادره من ثروة وحرية وكرامة الأوطان ظلما، والمداخل لهذا المكر متوفرة دائماً والفرص ميسيورة.
هناك التعدد الديني، التعدد المذهبي، التعدد القومي، التعدد اللوني، التعدد القبلي، التعدد المناطقي، التعدد الطبقي، التعدد اللغوي ،، كل هذه التعددات وكثير منها يتواجد في الوطن الواحد والشعب الواحد، أي شعب يخلوا من هذه التعددات ومن غيرها حتى لا تجد السياسة الظالمة مدخلاً تلجه للفرقة وتفتيت الشعب الذي تحكمه واحتراب أبنائه ؟
في مصر استخدمة ورقة التعدد الديني، وفي ليبيا استخدمة ورقة التعدد القبلي والمناطقي وكذلك في اليمن.
أما ورقة الإتهام والورقة الرابحة في البحرين هي ورقة الطائفية التي تجيد السلطة لعبة استخدامها.
أما ورقة الإتهام بتأمر والعمالة للأجنبي والخيانة، فهي ورقة مشتركة استخدمها المصري والليبي واليماني، وهي مستعملة في سوريا وفي كل مكان.
والسياسة التي لا تقدس إلا الدنيا، لا تستثني أي أسلوبٍ دنيء اجرامي في سبيل الحفاظ على مصالحها، ومن ابشع هذه الأساليب دناءةً واجراماً تمزيق الشعب الواحد، وزرع روح الكراهة بين أبنائه، وإثارة الأحقاد والريبة والبغضاء بين صفوفه، والإنتهاء به إلى حربٍ داخليةٍ طاحنة لا تلتفت إلى دينٍ ولا قيم ولا مصلحة وطن.
وأي شعبٍ يكون ممتحناً امتحاناً قاسياً في دينه وعقله وبصيرته وخبرته أمام مثل هذه المحاولات، وأنتم اليوم ممتحنون أمام فتنةٍ يراد لكم أن تلجوا بابها الخطير، وتدخلوا نفقها المظلم الذي لا ينتهي إلا بنهايةٍ مآساوية،،
وعلى هذا الشعب الكريم بسنته وشيعته أن يبرهن على تفوقٍ في الذكاء والدين والنباهة والبصيرة وهو يتعرض لهذا الإختبار، وأن يسجل الفشل على كل محاولة تستهدف تفتيته، وإثارة الفتنة تلو الفتنة بين صفوفه، وتستثير أسباب الحرب الجاهلية المشؤمة قولاً وعملاً بين المواطنين وتؤجج الروح الطائفية.
إذا كان كل هذا من اجل التراجع عن المطالب الشعبية، فإن هذه التجارب قد باءت بالفشل في الأقطار الآخرى، وقد سجلت فشلها بوضوحٍ في هذا الوطن، ونرجوا أن لا تقوم للفتنة الطائفية قائمة.
إنه لا علاج إلا بالإستجابة لإرادة الشعب وتحقيق مطالبه العادلة، والتراجع عن ذلك اصبح من المستحيل وهو ضارٌ بالوطن بصورةٍ فضيعةٍ مرعبة، لا تراجع ولا حلول سطحيةً تعود بعدها الحرائر والأحرار ثانيةً للسجون، وتصبغ الشوارع من دم أبناء الشعب، وتفتت اللحمة الوطنية، ويُحرم الناس من لقمة العيش، وتجيش الجيوش، ويسلب النوم من جفون الأمنين[1].

--------------------------------------------------------------------------------
[1] هتاف جموع المصلين: هيهات منا الذلة، لن نركع إلا لله.


الساعة الآن 07:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227