منتدى استراحات زايد - مهم: إلى المتحاورين.. مع التحية!!

من مقومات وأسس الحوار والتفاوض

تجاذبٌ أخذ مداه مؤخرا بين فئتي المعارضة، فئة تقاوم أمام وخلف القضبان مقدمة التضحيات لرحيل آل خليفة، وآخرى تساوم في السفر والحضر من أجل الحوارمع آل خليفة.

والآن، حيث كثر الحديث عن الحوار، و رغم أني لست من دعاته مع الجلادين وناكثي العهود وناقضي الوعود وفاقدي الشرعية، إلا أنني وددت أن أهدي بعض أسس ومبادئ الحوار لمريديه، كي لا تتكرر معهم مآساة الماضي ولا يقعوا في نفس الحفرة او يُلدَغوا من نفس الجحر:

من أبجديات الحوار أن يتم على أرض محايدة غير تابعة لأحد طرفي النزاع أو المحسوبين عليهما. ومن أساسياته أن يكون أطراف الحوار أحرارا طلقاء بعكس ما حدث من قبل، رغم نصح الناصحين.

ومن أساسيات الحوار أيضا، وجود مراقبين وشهود محايدين ترضى بها أطراف النزاع. أيضا أن يتم إشراك الأطراف الرئيسية في النزاع والحراك، وليس جمعيات الصم والبكم والسكلر، كما حدث في الحوار المخادع. وأن لا يقبل المحاورون أطرافا جيء بها وفق المزاج والمحسوبية والمجاملة. كما وأن تكون نسبة التقابل متكافئة، لا أن يمثل طرف شخص والطرف الآخر مجموعات!

من بديهيات الحوار ايضا، الاعتراف المتبادل رغم الاختلاف، وأن لا تخفى عن ذاكرة المتحاور ماضي الطرف الناكث والناقض، وأن لا يتسرع بالموافقة على شيء -مهما كان مخولا وراضيا- إذ عليه أن يتذكر بأنه لا يمثل نفسه، وإنما جماعة أو جماعات أخرى، يكون هو مستعدا لأن يضحي من أجلها!

وأن يكون الهدف واضحا أمامه، مقتنعا به قبل سعية لإقناع غيره به. وأن يحدد مكامن الخلل ويشخص أمهات المشاكل ضمن سُلّم أولوياته، فالتشخيص نصف العلاج. ثم أن يتم الأعداد للحوار جيدا بعدم التفرد وإقصاء الآخرين وذلك ابتداء بالاتصال بمختلف الجهات واستقاء آرائهم مسبقا -وإن كانت مبادءهم لا تتفق مع "الحوار مع القتلة".

هناك مرحلة "إزالة توتر" خطيرة تسبق البدء بالحوار، حيث يقوم -في العادة- بطرحها الراعي للحوار، وعادة ما يكون الراعي ذو مصالح بل مهندسا للحوار برمته، فيغوي الساذج -إن وجد- ويخسر الحوار. أن تتحاور في ظاهرك وكأنك تتحاور مع أخيك، ولكن ألا تغفل لحظة بأنه عدوك الذي وقع بينك وبينه ما وقع، فكن مفاوضا لا محاورا معه!!

أن يتم التحاور مع من يمتلك صلاحيات اتخاذ القرار، أي مع الأمير نفسه لا مع عبد - عبد - الأمير! وذلك تفاديا للتسويف والللعب والمراوغة وكسب الوقت. وأن يتم التوصل الى اتفاق مكتوب مشهود معلن عنه وعن آلياته التنفيذية ومتابعته.. وأن لا يتم الاعتماد على وعود تطلق في الهواء.

وأخيرا، أن يتضمن الاتفاق، بند رادع ضد التراجع عن بقية البنود، وهو بند تهديد لا يمكن تغاضيه خصوصا مع نكث العهود من قبل.. ويجب ان يكون طرح فكرة هذا البند هو مقياسا ومعيارا لمدى جدية الطرف المتحاور قبل الدخول معه في شيء.

(مفاوض .... سابق)

.