يحق للتونسيين أن يفتخروا بما وصلوا إليه | بقلمي http://www.soufdz.net/ara/thumbnail....article_medium بقلم السعيد منصور بعد أول انتخابات نزيهة يشهدها هذا العصر في تونس , أنصفت صناديق الاقتراع حزب حركة النهضة المعتدل الذي استطاع أن يحصل على نسبة 41 % من مقاعد المجلس التأسيسي , متقدما على جميع الأحزاب المتنافسة , الشيء الذي يؤهله إلى قيادة الحكومة التونسية الجديدة و لكن دعونا نقف على كثير من النقاط بعد أن أسس الإحوة التونسيون عهداً جديدا من الحرية و الديمقراطية . فيحق للتونسين الآن أن يفتخروا بنجاح ثورتهم المباركة التي قضت على 23 سنة من الظلم و الاضطهاد و الانتهازية و كبت الحقوق و الحريات , و لعل شهادة المراقبين الدوليين في نزاهة انتخابات المجلس التأسيسي , و اعتبار التجاوزات التي حصلت بسيطة و لا تصل إلى حد الـتأثير على النتائج , و المشاركة القوية في الاقبال على التصويت في هذه الانتخابات التي شهدت لأول مرة مشاركة اليمينين و اليساريين , و الاسلاميين معا دليل على النجاح الباهر للثورة , و على الضرورة الملحة من طرف الشعب من أجل حياة أفضل . لقد مكن الله للمستضعفين من قبل في تونس , فمن كان يظن أن تقوم لحزب اسلامي كالنهضة قائمة في تونس , فالنهضة تعد من الأحزاب المصابرة على الكبت و القمع , و طوال فترة بن على كان رجالات النهضة يقاسون الويلات من طرف الحاكم , فعلى قدر شدة البلاء في عهد بن علي و زبانيته كان النجاح في الانتخابات الأخيرة فالأكثر سطوة و بعدا عن الرئيس المخلوع أصبح الأقرب من الشعب , و لعل قيادات النهضة قد أبدعت في تحويل ضعفها في عهد بن على إلى نقاط قوة استمدت منها صلة وطيدة مع المواطنين ... و يحق للتونسيين أيضا أن بفتخروا بحركة النهضة التي نهضت بهم إلى العدالة و الديمقراطية , فبعد أن كانت مشاركتها قوية في ثورة 14 جانفي , هاهي مشاركتها أقوى في أول عهد للديمقراطية الجديدة , كما يجب على التونسيين أن يذكروا زهد النهضة في الرئاسة فرغم فوزها الساحق الذي يكفل لها أن يكون الرئيس و رئيس الوزراء منها إلا أنها إكتفت برئاسة الوزراء فقط و اقترحت أمينها العام الأستاذ حمادي الجبالي , بينما إقترحت أسماءً أخرى من خارج الحزب لرئاسة الجمهورية و على رأسهم الباجي قايد السبسي و يحق للتونسيين أيضا أن يفتخروا بمواقف حركة النهضة الاسلامية التي فاجئت العدو قبل الصديق بإعتدالها و نيتها المبينة في التوافق و إشراك جميع الأطياف في الحكم فهي تسير على خطى حزب العدالة و التنمية في تركيا بموافقتها على الاستمرار في علمانية الدولة , و عدم محاربة حانات الخمور , و حرية الملبس و المصي قدما في تطوير قطاع السياحة الأكثر توفيرا للدخل الوطني التونسي , و بهذا الصدد مرت عليا الكثير من الاراء و التساؤلات حول هذه المواقف الغريبة من طرف حزب اسلامي في نظر البعض , فراح من يقول : حزب اسلامي يحلل الخمور ؟ حزب اسلامي لا يمنع اللباس القصير ؟ هذه آخر موديلات الأحزاب الاسلامية في القرن الواحد و العشرين , .... فأقول لمثل هؤلاء المستغربين أن الرضيع لا يفطفم فجأة و بمرة واحدة , بل يتم ذلك على مراحل , و حتى القرآن الكريم لم يحرم الخمرة مرة واحدة بل جاء ذلك عبر مراحل , و من هذا المنطلق لا يمكنك أن تغير عادات و طبائع التصقت بمجتمع مباشرة فتخطأ كما أخطئت حركة الانقاذ في الجزائر إبان التسعينيات من القرن الماضي , بأن تعلن قيام الجمهوية الاسلامية بعد الفوز في الانتخابات مباشرة و تشرع في التحريم و التحليل , بل عليك أن تتبع المرحلية في التغيير و إذا نجحت في عملك من خلال الحكومة , و أمسكتها بقبضة من حديدة و ظهر تأثير في عديد القطاعات فإنك ستكسب ود الشعب و هنا ستصبح قراراتك مقبولة تلقائيا لأن الشعب اصبح يرى فيك مصلحة العباد و البلاد و في انتظار ما تخفيه الايام القادمة فإننا ما نتمناه أن توفق الحكومة الائتلافية الجديدة في تونس - رغم التحديات الصعبة التي ستواجهها لأنها في مرحلة البناء – إلى النهوض بالبلاد من جديد و إحياء المجد التليد من أجل تونس العهد الجديد المصدر : صحيفة سوف الالكترونية |
الساعة الآن 02:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir