الدفاع المقدس فطرة قبل التشريع
 

الدفاع عن النفس قبل ان يكون شريعة شرعتها الاديان السماوية فهي فطرة خلقها الله مع النفس البشرية وهي غريزه نبتت عليها كل طبيعة بشرية. فحتى الحيوانات والتي حرمت من العقل البشري تتجلى فيها هذه الفطرة في اوضح صورة فحين يهاجم حيوان مفترس ليشبع غريزة الجوع لديه حيوانا أليفا لا حول له ولا قوة يبدأ بالدفاع عن بقائه بكل ما اوتي من قوة ويحاول في التشبث بخيط أمل الحياة بالرفس والنطح والعض كل ذلك لعل وعسى ان ينفك من بين براثن العدو وللوصول لهدفه ومبتغاه.. حتى أن انثى الكركدن حين يقتل صغيرها امام عينها فانها لا تفارق جثته حتى تنتقم او يكون مصيرها جثة ملقاة بقربه.. ولو تصفحنا التاريخ الاسلامي لوجدنا ان جميع غزوات النبي ص هي غزوات دفاعية بحته وليست وسيلة هجومية كما ابتدعها السلف من بعده في نشر الدين الاسلامي حسب ادعائهم.. فغزوة بدر كانت ردا على طرد المسلمين من ديارهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وتهجيرهم عن أوطانهم فكانت هذه الغزوة بداية لفكر الدفاع المقدس عن المبادئ والقيم والاعراف التي تماشت مع الشريعة السمحة وحتى فتح مكة كانت نتيجة حتمية بعد ان اعتدى انصار قريش على قبيلة احتمت برداء الاسلام.. وبعد وفاة الرسول ص
بان لا يدافع ولا يرد بعد ان تنتهك داره وتضرب زوجته هذا الامر الذي يحتاج الى الصبر جاء بأمر الله عز وجل.. امر الاهي ليقف اسد الله مكتوف اليد مكبلا بالسلاسل ويأمر الزهراء بان لا تدعو على القوم وتصبر على محنتها بعين الله حتى يبقى الاسلام ..والمتابع لقضية الامام الحسين ع فهو في آخر رمق وهو يستجدي القوم الظالمين بأن يتجهو اليه ويتركو نسائه نعم هكذا موقف الحسين ع مضجع على الرمال تسيل منه الدماء من كل بقعة من جسمه وخارت قواه من العطش والجراحات وهو يأبى ان تنتهك حريمه وفي آخر لحظة من لحظات الدنيا وأول لحظة من لحظات الآخرة وهو الموقف الذي ابكى امامنا السجاد طول حياته.. ويبدو ان البحرين موعودة بانتهاك الاعراض منذ انتقلت روح رسول الله ص للرفيق الأعلى بعد ان عاث خالد بن الوليدفيها فسادا بعد قتل ابطالها دفاعا عن مبادئهم وعدم ركونهم للظلم فتزوج زوجة مالك بن نميرة بعد مقتله مباشرة وعدم خنوعه لمطالب الظلمة.. الدفاع المقدس عن الاعراض والنفس لا تحتاج لفتوى او تصريح للعمل بها فهي امر بديهي وحتمي لا بد ان يكون سدا منيعا من خلال تحركنا السلمي في مطالبنا ولكن يحق لنا الدفاع عن مقدساتنا اعراضنا مبادئنا شرفنا واعرافنا بكل ما نملك..