![]() |
أحداث المحرق الليلة: ما اشبها بالبارحة؟! أحداث المحرَّق الليلة: ما اشبهها بالبارحة؟! اقتباس من يوميات بلجريف الشخصية 1926-1957م التي أصدرها مركز البحرين لحقوق الإنسان. الأحد 20 سبتمبر/أيلول، 1953 أكثر الاضطرابات أسفا اندلعت خلال مواكب محرم. في البداية كنت أنا والشيخ خليفة في الميدان بغرب المدينة. مرت عدّة مواكب بدون حوادث وبعد ذلك بلغنا بأن هناك عراك في "البكيشه". أخذنا الشاحنة التي كنا فيها مع احتياطيي الشرطة وذهبنا إلى الحديقة، الشيخ (خ) بدا لا يعرف كيف يتصرف فتركته وذهبت سيرا على الأقدام. كان هناك عراك في كُلّ الاتجاهات ورأيت البعض من الشرطة وهم يضربون الناس على ما يبدو بنحو عشوائي. الرجال الذين معنا بدءوا بتحميل البنادق حتى وضعت حداً لذلك، ولكن في نقطة ما بدأت الشرطة بالإطلاق - فعلمت لاحقا بأنّهم كانوا حراس وكالة المعتمدية، لجأ حشدٌ كبير إلى وكالة المعتمدية بحثا عن الحماية، وظن رجال الشرطة بأنّهم قد هوجموا فأُطلقوا الرصاص في الهواء. وكذلك شرطة الاحتياط في الشاحنة الأخرى أطلقت بنادقها أيضاً. أُصيب رجل في ذراعه. كان من الصعب متابعة ما يحدث إذ كان الحدث برمته مُربكاً. اندلع العراك في نقاط مختلفة وتطور إلى نزاع شيعي-سنيّ بمشاركة رئيسية للكثير من شباب المحرّق وعلى ما يبدو كانت الشرطة تنحاز إلى جانبهم، أو العكس. وصلت إلى أحد المآتم وتمّكنت من منعهم من المشاركة، الفُرس أيضاً لم يخرُجوا بل بقوا بداخل المأتم. كان الشرطة يائسون تماما وبدؤوا بفكرة واحدة وهي أن يضربوا من استطاعوا ضربه. لا نظام ولا انضباط ولا إدراك، ضبّاط الشرطة إجمالاً كانوا جيدين. كان الشيخ خليفة يائسا وخائفا جداً جداً. عندما هدأت الأوضاع في المنامة سمعنا بوجود مشكلة في المحرّق. ذهبت هناك فكان الأشراس يضربون البحارنة الذين قدموا إلى المدينة عبر الجسر ويسحبونهم من الحافلات، وفي الوقت نفسه كان الشيخ (خ) جالسا في مكتب الشرطة على مسافة بضعة ياردات دون أن يفعل شيئا ومعه عدد كاف من الرجال تحت إمرته، وهذا ما فعلته فيما بعد، في غضون ذلك رميت أحدهم في البحر. عندما عُدت وجدت الزعماء الشيعة بانتظار لقائي باحتجاجهم قائلين بأن كل شيء كان مخططا له مسبقا، ولكني متأكد بأن الأمر لم يكن كذلك. لاحقاً ذهبت إلى المحرّق مرة أخرى ووجدت جمهرة خارجة -بوضوح- للمشاكل، ولكنّنا أرجعناهم. كان الشرطة –بجلاء- متعاطفون مع السّنة والمحرّقيين. ذهبت إلى المستشفى وكان هناك 45 حالةُ، بعد ذلك جاء بعض النساء، ولكن تمّ الإبقاء على 8 منهنّ، مع أن أغلب الآخرين كانت تتطلب حالاتهم الخياطة، صبي صغير في 12 كان مجروحا على نحو سيء بخنجر أو سكين وشاب مصاب بطلقة في ذراعه. الجميع ألقى باللائمة على الشرطة. جاء علي ميرزا وعبدالكريم لرؤيتي بعد العشاء واشتكيا بأن الشرطة كانت عديمة الفائدة تماما وأنه لا يمكن الاعتماد على الشرطة بإمرة النظام الحالي -الشيخ خليفة- عند أي ظرف طارئ. شعرت بأني متفق معهما كليا. بشكل عام كان يوما أسودا في تأريخ البحرين - الشيعة يعتزمون القيام بإضراب عام يوم غدٍ وأنا أتعاطف معهم كليّاً. الاثنين 21 سبتمبر/أيلول، 1953 يومٌ آخر من الاضطرابات. في الصباح كان كل شيء على ما يرام فبعد الاستماع إلى التقارير ذهبت بالسيارة لرؤية سموّه في "الوسمية"، جاء ابنه عيسى برسالة من سموّه يشتكي بأنّ لا أحد أخبره عن الاضطرابات. كان الكل هادئا جداً في الحديقة، وسموّه وأتباعه كانوا يغتسلون حين وصولي. في طّريق العودة تجاوزنا شاحنة مليئة بالشرطة متوجهة إلى "عوالي" فاتصلت بالقلعة لسماع الأخبار. وجدت "وول" و "ليتل" مع الشيخ خليفة الذي ما بدا عارفا بأقل ما ينبغي عليه فعله. تقارير تفيد بأن السنّة من المحرّق وعوالي قادمون لمهاجمة البحارنة في المنامة. طلبت سيارات الإطفاء الثلاث المفيدة في مثل هذه الأحوال. خرج "ليتل" إلى "ردم الكواري" بينما توجّهت أنا إلى مأتم الشيعة الكبير، فتبعني "وول"، كان قد تجمّع هناك حشد هائل من الشيعة، وهم –كما بدوا- كانوا في أشد الإثارة والعدوانية. التقيت بعض زعماء الشيعة وثم سيد محمود -بأمر مني، ألقيت فيهم كلمةً فاستمعوا إليها. أخبرتهم بأن يبقوا في مكانهم لحين تلقي أوامر أخرى وذلك لتوقعنا بوصول عمال عوالي إلى المنامة لأنه إذا تواجهت المجموعتان ستكون هناك مشكلة. ثمّ خرجت مع "وول" إلى "ردم الكواري" ووجدت هناك نصف دزينة من الحافلات والشاحنات الممتلئة بالرجال. أنزلتهم جميعا وجرّدتهم من كمية من القضبان الحديدية والأحجار والعصي وأشياء أخرى، ثم أركبتهم ثانية وحركت الحافلات واحدة تلو الأخرى كل عشر دقائق. لم يعترض أحدهم. ثمّ عدت إلى المحرّق على ضوء ما سمعته بوجود اضطرابات هناك، وكنت قد أغلقت الجسر مسبقا بغرض عزل أهالي المحرّق عن المنامة. في المحرّق سمعت بأنّ "عراد" قد هوجمت فانطلقت إلى هناك مع الشيخ دعيج وعلي بن أحمد، وجدت خارج القرية حشدا صغيرا من العرب الذين كانوا قد جُرّدوا من السلاح. قبل ذلك في ردم الكوّاري، وبين عدد من البحارنة البائسين،أصيب الكثير منهم بجروح، بدا لي أحدهم بحالة سيئة. الهواتف المذياعية كانت مفيدة جداً، طلبت سيارة إسعاف وأطباء فأتوا وأخذوا حوالي ستة رجال جرحى، لقد كانت هناك هجمتان على القرية، الثانية هي الأسوأ. ثمّ عُدت إلى المحرّق حيث كان هناك حشد يحيط مدخل السوق وأمام مركز الشرطة. فرّقتهم عدّة مرات وبعد ذلك أصدرت إعلانا بأن لا يسمح بتجمّع أكثر من ستة أشخاص في مكان واحد، وقد أقرّه سموّه، رجعت مع غروب الشمس واجتمعت بما سُمّى بوفد السُنّة والشيعة الذين ناقشوا الأوضاع في جو ودّي تماماً وطالبوا بفرض حظر التجوال وأن تسمح لهم الحكومة بالخروج ثنائيا (شخص سني وآخر شيعي) لزيارة القرى وإبلاغ الناس بأن الأوضاع طبيعية الآن. تضمن الجانب السنّي كل من راشد الزياني وعبدالله الوزّان ويوسف المؤيّد وأحمد فخرو، جميعهم من الشباب وليسوا حقا مجموعة مسالمة، الجانب الشيعي كان نفس المجموعة العادية بمعيّة سيد محمود. خلال اللّيل كانت هناك حادثة أو اثنتان متفرقتان، سيارة واحدة تم رجمها و اثنان من "النواطير" هوجما من قبل مجموعة من الفرس وأيضا تم ضرب صياد سمك كبير السن. تم الإعلان عن أمر حظر التجوال عبر السماعات المحلية وكان الأكثر تأثيرا. ----- يسقط حمد! . |
الساعة الآن 08:24 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir