![]() |
الجمعيات السياسية كيف تخدم الثورة وكيف تخربها ؟ [size="4"][/size]الجمعيات السياسية في الدول الدكتاتورية المستبدة هي مجرد ديكور وواجهة جميلة لتزيين وجه النظام القبيح ، خداع للشعب ، وخداع للخارج بأنا بلد ديمقراطي ، معارضة حريرية _ كما سماها أحد الأخوة الأعضاء _ ، بينما المعارضة الحقيقية هي التي لا تخضع لقوانين الحكومة الجائرة ، وتكون في معرض التصفية والملاحقة من قبل السلطة لأنها تشكل خطر حقيقي على السلطة ، والصراع بينهما صراع وجود . فالحكومة إذا هي المستفيد الأول من تشكيل هذه الجمعيات ، لذلك هي تدعمها بالمال والإعلام ، والإنتصارات المجانية الوهمية ، والجمعيات هي المستفيد الثاني ، مناصب مهمة تدر مالا وجاها ، وحصانة دبلوماسية ، وتصفيق جماهيري على بعض البطولات الخطابية والإنجازات المحدودة ، بينما الشعب واهم وغارق في الأحلام والأوهام ، والمؤيدون لهذه الجمعيات اما طمعا ، وإما انخداعا ، طمعا في أن يحصلوا على عضوية في هذه الجمعيات وفرصة للترشح فيما بعد لمنصب مهم يدر جاها ومالا ، أو مصالح شخصية من بعض أعضائها ، وإما انخداعا ببعض السياسيين وأملا في التغيير والإصلاح ، أو تعصب لكون بعض أعضاء هذه الجمعيات أقارب لهم . هذا في حال الرخاء ، ولكن بقاء هذه الجمعيات في زمن الثورة يمكن أن يكون أكثر خطورة ، لماذا ؟ الجمعيات السياسية لا تدخل الثورة ، ولا تحاربها ، لكنها تمشي بموازاتها ، فإن قمعت الثورة تبرئت منها ، وإن اقتربت الثورة من نيل الثمرة ، سارعت هذه الجمعيات بالإنضمام للثورة لقطف الثمرة . كيف تمشي الجمعيات بموازاة الثورة ؟ تستمر بفعاليات غير فعاليات الثوار في زمن الثورة ، ليكون ذلك رصيد لها عند الإنتصار وتقول نحن شاركنا في صنع هذا الإنتصار ، إذا نحن شركاء في الإستحقاق . ولكن إذا فشلت الثورة وقمعت ، انكفأت هذه الجمعيات وتبرئت مما يحصل وقالت : فعالياتنا كانت بعنوان الإصلاح فقط . الجمعيات السياسية خصوصا المستفيدة من الوضع السابق على الثورة ، تعتبر الثورة سارق للبساط ، ومخرب لمشاريعها مع الحكومة ، فهي أمام خيارين ، إما تواجه هذه الثورة علنا وتكون ذراع للحكومة في محاربة الثورة ، وإما تسايرها بانتهازية لترى النتيجة النهائية ، ولأن الخيار الأول يكشف اللعبة السياسية ويعد انتحارا للجمعيات ، فإنها ستختار الخيار الثاني ، وهذا ما يتوافق مع أدبيات السياسية وفن الممكن ، يعني الحصول على المطلوب بأقل الخسائر وأقل مجهود . ولكن يوجد طريقة واحدة للجمعيات السياسية بها تستطيع أن تخدم الثورة ، وهي أن تحل نفسها ، وتنضم الى الثورة الشعبية ، وبذلك تنئ بنفسها عن المسئولية في حال قمعت الثورة أو فشلت ، ولا تكون طوقا لنجاة السلطة ، أو مساحة للرجوع والمناورة اذا ما أرادت الإلتفاف على مطالب الثوار ، وبذلك تقدم خدمة كبيرة للثورة وللشعب ، والإنتصار يكون للجميع .. لذلك ومن خلال تجربة الثورة المصرية والثروة اليمنية يمكننا أن نقول بثقة : لا يمكن للثورة الشعبية أن تنتصر ما لم تتجاوز الجمعيات السياسية . |
الساعة الآن 04:00 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir