منتدى استراحات زايد - وثيقة المنامة .. الخطأ الاستراتيجي الكبير

مقال جديد للاستاذ جواد عبد الوهاب

ثار جدل كبير في الأوساط البحرينية حول ما سمي بوثيقة المنامة التي وقعت عليها ست جمعيات سياسية الأسبوع الماضي، واحتوت على خمسة بنود هي عبارة عن المطالب التي كانت تطالب بها ذات الجمعيات قبل اندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير . ما يأخذه البعض على هذه الوثيقة أن أصحابها تغافلوا جميع التضحيات التي قدمتها الثورة منذ انطلاقتها قبل ثمانية أشهر وباتوا يستجدون حوارا قد يكلفهم المزيد من التنازلات، خاصة أن هدف السلطة من الحوار هو كسب المزيد من التنازلات من قبل الجمعيات.

نحن نعلم أنه وفي أي عملية تفاوض ين طرفين أن يقوم الطرفين بتقديم التنازلات لكي يقتربوا من بعضهم .. وبالنسبة لقضيتنا في البحرين فإن أي عملية حوار سيكون الخاسر فيها الطرف الذي لا يمتلك أوراق للحوار والتفاوض وهو المعارضة .. فالسلطة هي التي تمتلك الأوراق التفاوضية.. فلديها ورقة السجناء والمعتقلين، لديها ورقة المفصولين، وورقة الانتهاكات، وورقة الجامعة، وورقة النقابات المهنية.. بينما أي تنازل من قبل المعارضة في أي بند من بنود وثيقة المنامة سيخل بهذه الوثيقة .. فعن ماذا ستتنازل عن الدستور العقدي مثلا، أو عن الحكومة المنتخبة، أو عن البرلمان كامل الصلاحيات.. أو ..أو .

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن وثيقة المنامة لا تهيء أرضية صالحة لعملية تفاوض حقيقية، ذلك أنها لا تزيل المسببات التي أدت الى اندلاع الثورة، والتي من ضمنها دستور 2002 ، وخليفة بن سلمان، والدوائر الانتخابية، والمجلس المعوق.. بمعنى أن هذه الوثيقة يجب أن تشترط ازالة كل مسببات الأزمة التي ذكرناها ومن ثم التفكير في حوار مع هذه

السلطة. ومن جهة ثالثة فإن وثيقة المنامة تلغي الأهداف الحقيقية التي قامت من أجلها ثورة الرابع عشر من فبراير، وتتغافل عن دماء الشهداء وآهات المعذبين في سجون السلطة. كما أنها تلغي شعار (الشعب يريد اسقاط النظام) الذي دفع شعب البحرين ثمنه غاليا، ولا يزال يسدد فاتورة هذا الشعار من خلال التضحيات الجسيمة والبطولات التي يسطرها في أروع مظاهرها الثورية.

ان الجمعيات السياسية التي تهدف الى اصلاح نظام اعترف جميع المراقبين بأنه عصي على الاصلاح سترتكب خطأ استراتيجي فادح شبيه بخطأ 2002 الاستراتيجي فهل تلدغ من ذات الجحر مرة أخرى.