منتدى استراحات زايد - الإهمال يُغرق الأسفلت بدماء أطفالنا

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall...3/29/40215.jpg

ونحن نطبع قبلاتنا على جبينهم عند كل صباح؟ ماذا يعني ونحن نشعر بأن أحضاننا تزداد مع مرور الساعات ظمأ لأياديهم وهي تلتف حول أعناقنا؟ كل هذا له اجابة واحدة وهي ان غياب أحد أطفالنا عن الحياة سوف يطفئ الحياة فينا ولو كنا على قيدها.

وفاة الطفلة شهد ابنة ال 6 سنوات في مستشفى القاسمي ظهر أمس، نتيجة تعرضها لحادث دهس فور نزولها من حافلتها المدرسية، فتحت جروحنا على مصراعيها، بل أغرقتها بالملح ليزداد الألم صراخاً.

الأطفال أحلام تمشي على الأقدام، وأمنيات تداعبنا، ونحن نحدق في وجوههم في اليقظة والمنام، زهور تضج بروائح الشقاوة والبراءة والبياض. انهم أجراس البيوت ومعزوفات حياتنا، ومع ذلك كل هذا يتوقف عند صوت “فرامل” تصرخ منبئة بدهس طفل أو طفلة سواء من حافلة مدرسية كل همّ أصحابها تحصيل الأقساط وتوصيل “الأمانة: بشكل غير آمن وغير مسؤول، أو من مركبة يقودها أحمق.

لا نعرف بالضبط ما الذي ينتاب قلب ولي الأمر حين يسمع بغياب فلذة كبده بين عجلات حافلة أو مركبة خاصة؟ لكن بالتأكيد يُصاب بطعنة تجعل قلبه يكاد يتوقف.

ظاهرة دهس الأطفال لم يعد السكوت عليها مجدياً، ونقول “سكوت” لأن مجرد التصاريح النارية من المسؤولين وكل طرف له علاقة بالمسألة أصبحت ذراً للرماد في العيون.

إن “اغتيال” أطفالنا لا ينتهي بمواراة جثامينهم، لأنه موت يتجدد في البيوت وقلوب أولياء الأمور مع صورة معلقة على الجدران أو كراس توقف عن “شخابيط” صاحبته أو فستان يتأرجح وحيداً في الخزانة، فهل من نهاية لهذه الأوجاع والإهمال؟

,, الخليــــــــج ,,