منتدى استراحات زايد - المعارضة السياسية .. حالة ( منغولية )

المعارضة السياسية .. حالة ( منغولية )

يقسم علماء النفس , والاجتماع حياة الفرد الى ثلاث مراحل يمر بها الانسان
السوي خلال حياته وهي :

1- مرحلة الطفولة

2- مرحلة التمييز

3- مرحلة الابداع

اما اذا لم تكن حياة الفرد طبيعية او تعرضت الى مشاكل او ازمات , فانها تبقى رهينة الى مرحلة من هذه المراحل , وقد تعيش حالة طفولة ابدية .

ان حالة الطفولة الابدية , قد يعيشها ( فرد ) , او ( مجتمع ) , او (نخبة ) .

الحالة الفردية قد لاتشغل بالنا كثير , والحلة المجتمعية تلقي بالمسئولية على الجميع , اما حينما تصاب النخبة بحالة طفولة ابدية , وتحاول ان تجر الفرد , والمجتمع لأن يشاركها طفولتها , تصبح الحالة خطيرة , وخطيرة جدا على الجميع .

مرحلة الطفولة هي مرحلة التقليد , والطفل يتعلم بالتقليد , ويتعلم من المحيط الذي يعيش فيه , حتى يصل الى سن التمييز وهو يختلف من شخص لاخر , فيبدا بالتمييز , بين الصح , و الخطا وبين الفيد والضار و... حتى يصل الى مرحلة الابداع .

الثورة تمر بهذه المراحل تماما , ولكن بطريقة مختلفة .. فهي تبدا وليدة صغيرة , تستفيد من تجارب الاخرين ,او تقلدهم , ولكن سرعان ماتتطور , وتتميز عن باقي الثوراة , وتبني شخصيتها و خصائصها المستقلة .

وفد وصف احد السياسيين الثوار في البحرين انهم يقلدون في شعاراتهم الثوراث الاخرى , اى انهم يعيشون حالة طفولة ,وهم في حاجة ماسة الى وصي عليهم وعلى ثورثهم , ومنذ انطلاق الثورة والى اليوم وهم يحاولون ممارسة دور الوصي على الثورة .

المشكلة ان الثورة حالة شعبية عامة , وليست حالة فردية , او نخبوية , وقد تجاوزت الثورة مرحلة التمييز منذ وقت طويل , وهي تعيش مراحل متقدمة من الابداع , ولن يكون ممارسة دور الوصي سهلا او متاحا وهذا ما يجب ان تفهمه الجمعيات.

المجتمع الثوري , والثورة تعيش اليوم واقعا متقدما على بعض الجمعيات السياسية , وبعض الشخصيات الدينية , واكثر نضجا وشجاعة .. والاهم من ذالك كله انه يملك زمام المبادرة.
في التسعينات كنا نقول ان بعض السياسيين , ليسو اكثر من مجرد مراهقيين سياسيين , واليوم بعد مرور 17 عاما تقريبا لم نجد أي تغيير , والاخطر انهم يؤكدون انهم لن يتغيرو مستقبلا .

ان بعض الجمعيات اليوم تعيش حالة طفولة مستمرة
اما اصدق حالات طفولتها تتجسد في لجوئها الى من لطمها , واعتدى عليها وعلى اعراضها , ومقدساتها .. تماما كالطفل حينما تضربه امه , يبكي وسرعان مايعود ويلجا اليها .
ويبدو من خلال متابعتنا لبعض الجمعيات , والشخصيات لادائهم السياسي , منذ وقت طويل , يدعونا لان نصف هذا الاداء السياسي بالحالة الطفولية , بل اكثر من ذالك فهي تعيش حالة مرضية خاصة لاعلاج لها , انها مصابة بحالة ( منغولية ) متلازمة دون , وهي حالة يتظخم فيها الجسم , ويبقى العقل في حالة طفولة دائمة .
الازمة اليوم .. ازمة فكر ومنهجية , بين فكر يجعل الطفولة متميزة ومبدعة .. وبين منهجية تجعل الرجل يعيش حالة طفولة مستمرة !!!