تداعيات اتهام الإدارة الأمريكية لإيران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي
 

عجيب أن يمر الاتهام الأمريكي لإيران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن مرور الكرام في بلد محتلة من السعودية وتعيش مخاض ثورة كثورتنا في البحرين، والأعجب منه ألا توجد وصلة خبر لهذا الاتهام في الملتقى الوطني مع كل الدلالات الخطيرة الذي يحمله هذا الاتهام!!
الخبر له صلة وثيقة جدا بثورتنا في البحرين، بل إن تفصيل الاتهام لإيران باغتيال السفير السعودي في واشنطن دونا عن الدول الأخرى المعادية للنظام السعودي كسوريا أو العراق يؤكد صلته الوثيقة بالبحرين وبالتواجد السعودي العسكري في البحرين تحت يافطة درع الجزيرة الذي تعارضه إيران تحديدا، وتدعو إلى خروجه صراحة من الأراضي البحرينية/فيما يقتصر خلاف سوريا مع النظام السعودي والقطري على تدخلهما في شئون سوريا، ولم يكن للنظام في سوريا أي تعليق على التواجد العسكري السعودي في البحرين. أما أهم دلالات هذا الاتهام بالنسبة للوضع في البحرين، فهو يعني الآتي:
الدلالة الأولى: أن النظام في البحرين مدعوما من القوات السعودية وبإدارة وتخطيط الإدارة الأمريكية مقبل على حملة أمنية دموية شرسة أقسى من سابقاتها وقد تكون هذه الحملة مشمولة باغتيالات للرموز بناء على ضوء أخضر أمريكي، ولكي يتم التخفيف من الاعتراض الإيراني على هذه الحملة الأمنية الجديدة، تم نصب شرك الاتهام باغتيال السفير السعودي في واشنطن من أجل كبح جماح الإيرانيين عن الاعتراض، وفي حال الاعتراض: يكون هذا الاتهام وسيلة من وسائل تشويه الموقف الإيراني أمام الرأي العام العربي بهدف خلق التعاطف مع النظام السعودي لحصد نتائج حملته الأمنية بهدف إجهاض الثورة البحرانية ومطالبها وفق السقوف الدنيا والعليا!!
الدلالة الثانية: أن الغطاء الأمريكي للنظام في البحرين من أجل استمراره في القمع وانتهاك الحقوق مازال قائما، ولم يتبدل، وليتخلص من تهمة الازدواجية في التعاطي مع الثورات، وهي تهمة تضر بمصداقية الإدارة الأمريكية الحالية محليا مع اقتراب موعد الانتخابات، كما تسقط فيما لو كشفت بشكل كبير خيار الضغط على النظام السوري الذي يخطو بشكل جدي نحو الإصلاح بخطوات واضحة للعيان، وآخرها تشكيله لجنة لتعديل الدستور، كما أن النظام الأمريكي يهدف إلى تغطية دكتاتورية النظام السعودي مع شعبه، وكونه أسوأ نظام عربي على مستوى التعامل مع قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان بإشغال الرأي العام الدولي بقضية صراع النظام السعودي مع النظام الإيراني على خلفية ادعاء الأمريكيين بتخطيط إيران لاغتيال السفير السعتودي على أراضيهم!!
وأخطر ما في هذه التغطية الأمريكية لجرائم النظامين الأمريكي والسعودي، أنها ستتمكن - تحت يافطة الصراع السعودي الإيراني - من القيام بعمليات أمنية إجرامية نوعية ستكلفنا خسائر في الأرواح والأنفس باهضة جدا، من دون أن يكون العالم قادرا على سماعها نتيجة التشويش الجديد الذي أدخله الأمريكون على معادلة الصراع بتحويل الثورة في البحرين من ثورة مطالبة بالتغيير والديمقراطية إلى نزاع إقليمي، وهذا سيعطى للنظام الخليفي ومعه السعوديين راحة كبيرة في تنفيذ أهدافهم الإجرامية!!
وما لم نتدارك هذا المعطى الخطير الذي لم يلتفت له الكثيرون، ونغير من تكتيك المواجهة بهدف قلب الطاولة على النظام والأمريكيين والسعوديين، فستقع بحقنا في الأيام المقبلة أكبر الجرائم!!
الدلالة الثالثة: أن الخاصرة الرخوة لتنفيذ المخطط الأمني الإجرامي الجهنمي هو القرى، وضمن هذا المعنى لن يلاعب النظام شبابنا الثائر على أساس الاستنزاف والاستنزاف المضاد، بل سيكون هدفه من القمع الأمني هو القتل والقتل العمد فقط، وقد يقوم باقتحام البيوت واغتصاب النساء والزج بأعداىد كبيرة للسجون، كما سيستخدم ورقة الرموز وغيرها بهدف إجهاض الثورة أو إركاعها!!
فإذا ما تحقق هذا السيناريو، فمع وجود فئة قليلة من الشباب تواجه المرتزقة في القرى، فإن النظام سيتمكن من إخماد صوت هؤلاء الشباب باستخدام القتل العمد، وهذا يقضي على مفهوم الاستنزاف الذي يمارسه الشباب مع القوات المرتزقة، ويفرض معادلة جديدة دموية وقاسية، ما يستدعي لفت انتباه الثوار في ائتلاف 14 فبراير إلى تغيير التكتيك، والمطلوب هو الآتي:
أولا: إما الاستهاض الكامل للقرى عبر إعلان النفير داخل القرى بحيث ترتفع نسبة المشاركين في تظاهرات القرى إلى 30 أو 40 في المئة من تعداد أبناء القرى، مع جدول يومي مكثف وضمن بنك أهداف دسم لفعالية طوق الكرامة، لخلق الانهيار المزدوج للقوات المرتزقة فيصعب تنفيذ البرنامج الأمني القذر، مع دعوة مناطق محافظة القطيف للفزعة الشاملة بالتزامن مع تظاهرات البحرين، وهذا يسدد الخلل الحاصل في البرنامج الحالي للائتلاف على مستوى المراكمة والضغط، وفي حال تعذر خلق نفير عام وسط القرى: يكون التركيز فقط على المعركة وسط عقر دار العدو، أي بتوسيع بنك أهدداف طوق الكرامة، بحيث ينشغل النظام بلملة خسائرة على استهداف الآخرين!!
ثانيا: يجب تكثيف بيانات الإدانة وتحميل المسئولية للإدارة الأمريكية بصفتها المسئول الأول قانونيا وقضائيا وسياسيا عن كل الجرائم التي يقوم بها النظام السعودي والبحريني في البحرين والقطيف، مع إدراج فعالية لتطويف السفارة الأمريكية على مدار أسبوع كامل ليتعمق الضغط عليها من أجل رفع الغطاء عن النظامين الأمريكي والسعودي بالتزامن مع جمع المعارضة البحرينية في دول الاغتراب ومعها كل المناصرين في دول الشتات لإعلان الإضراب عن الطعام أمام البيت الأبيض الأمريكي، ويفضل أن يتزامن ذلك مع يوم الغضب الأمريكي!!
وهنا يقع على المعارضة في الخارج مهمة الإقلاع عن الدور الرتيب والروتيني في المعارضة، وبدلا عن الشغل الحقوقي على أهميته طوال هذه المدة، فإن إضرابا أمام البيت الأبيض وفي هذه الظروف بالتزامن مع الأحداث التي تجري في أمريكا وبالتزامن مع الضغط الأمريكي على سوريا وغضها الطرف عما يجري في البحرين واليمن والقطيف كاف لتوجيه ضربة قوية لأمريكا تسهم في فضحها واضطرارها لرفع الغطاء عن النظام البحريني، وهنا يكون للتوثيق الحقوقي دوره الفعلي في توجيه الضربة القاضية للنظام البحريني ومشروعيته القانونية والدستورية!!

أرجو من المعنيين فهم مغازي هذا الموضوع بدقة، ولتكن لديهم المرونة الكافية لتغيير تكتيك المواجهة، وعدم الاعتماد على رتم واحد في الأداء، وهم يرصدون العدو يغير من أساليب مواجهة للثوار، فالقائد في الميدان يفعل ذلك، ولا يلام على تغيير تكتيكه وهو يرى العدو يغير من تكتيكه، وإن لم يفعل يكون هو الملام وغير جدير بالقيادة