منتدى استراحات زايد - الهواتف الذكية مصدر للشائعات المربكة

الهواتف الذكية مصدر للشائعات المربكة

تحقيق: همام الطوخي تحولت بعض التقنيات الحديثة إلى وسيلة ازعاج وإرباك بدلاً من وسيلة راحة تفيدنا في تسيير أمور حياتنا بشكل أفضل . ولو أخذنا مثالاً ليس على سبيل الحصر، سنجد أن الهواتف المتحركة، خاصة الذكية منها، باتت مصدراً خصباً للشائعات، خاصة أنه تصعب معرفة مرسلها ما يعطي مرتكبها سهولة اختلاق أي اكاذيب مهما كانت درجة جرأتها، بمعنى أن مطلق هذه الشائعات بمقدوره أن يتناول ما يشاء من موضوعات حساسة تطال أحياناً أمن المجتمع والمنشآت وأشياء أخرى، الصعوبة ملاحقته مع استخدامه هذه النوعية من الهواتف المحمولة .

http://www.alkhaleej.ae/uploads/phot...11/11/s9-2.jpg

والمشكلة أن مروجي هذه الأكاذيب لا يدركون، جهلاً أو تجاهلاً، الآثار السلبية التي ربما تطال أسرهم أو اصدقاءهم، من جراء هذه المعلومات المضللة، وما يتمخض من بلبلة وإرباك لشؤون الناس وأعمالهم، حول هذه المشكلة كان هذا التحقيق .

يقول مروان عبدالله “موظف”: لقد توقعت منذ استخدامي برامج المحادثة على الهواتف النقالة أن البعض سوف يقوم باستغلال تلك البرامج استغلالاً سيئاً ويقومون بنشر شائعات ومعلومات خاطئة، ولكني لا أعلم ما هدف الأشخاص المروجين لتلك الشائعات، وتزويد الأشخاص بأخبار ومعلومات غير صحيحة، قد تكون لمجرد التسلية، وقد يكون المقصود تضليل الناس وجعلهم يأخذون فكرة غير صحيحة عن شيء ما، أو فرد أو جهة معينة، ولا أعلم إذا كان هناك أي إجراء قانوني ضد من يقوم بنشر تلك الشائعات أم لا؟

وأضاف أنه تعرض لشائعة تقول “إن مجلس أبوظبي للتعليم سوف يعطي عطلة للمدارس تخوفاً من الزلزال الذي تنبأ به عالم استرالي”، تلك الشائعة قد تؤثر سلباً في الأفراد، فقد يقوم بعض الأهالي بتصديقها ويجعلون أولادهم لا يذهبون إلى مدارسهم على أساس أنها عطلة طارئة، أو قد تثير الرعب من جهة أخرى .

ويحكي إسلام أمين “موظف”: أملك هاتفين من النوع الحديث “أي فون” و”بلاك بيري”، وأستخدم جميع برامج المحادثة الموجودة بهما، لكن بعض الأخبار باتت تأتيني عبر تلك البرامج من مصدر غير معلوم، صحيح أنها ترد عن طريق أصدقائي لكنهم استقبلوها من أشخاص آخرين، ولا أعلم إذا كانت صحيحة أم غير ذلك؟ وكان آخرها وفاة فنان مشهور، الذي اكتشفنا عبر وسائل الإعلام ان شائعة موته وصلته شخصياً .

وقال محمد لبيب “موظف”، إنه استقبل الكثير من الأخبار وظن في البداية أن جميعها حقيقية، ولكن مع الوقت علم أن هناك الكثير من الشائعات ترسل إليه ولا يعلم مصدرها، منها “وقوع حريق هائل في فندق “ريديسون بلو” في الشارقة ووفاة رجال الإطفاء”، لكن لم أجد أي أساس لصحة ذلك الخبر .

من جهته، قال الدكتور علي الحرجان استشاري الطب النفسي بالشارقة، إن تلك الشائعات الهاتفية لها تأثير سلبي كبير في المجتمع، حيث إن هناك 5% من أفراد المجتمع لديهم قابلية لتصديق الشائعة من دون تفكير، وتميل شخصيتهم إلى الخوف والقلق وعدم الثقة بالنفس، وتلك أسباب تجعلهم يصدقون أي شيء .

وأوضح أن هناك نوعاً آخر من الشخصيات تسمى “شخصيات مضادة للمجتمع” وهم الذين يقومون بنشر الشائعات ومعلومات خاطئة ويثيرون الرعب والارتباك في نفوس الناس ويشعرون بالراحة لسلوكهم هذا .

وأكد أنه يجب على الإنسان الواعي أن يتعامل بهدوء وعقلانية مع الأخبار والمعلومات التي تأتيه عن طريق الهواتف الذكية وأن هناك أشخاصاً ينشرون الشائعات لأنهم يعانون أمراضاً شبه نفسية مثل “الوهم”، فيتخيلون وقوع زلزال أو حريق أو حادث في مكان ما فيقومون بنشر الخبر على أساس أنه حدث أو سيحدث ولكن في الحقيقة هي أوهام .

وينصح الحرجان بعدم تصديق جميع الأخبار التي ترسل عبر الهواتف، وأنه يجب التأكد منها عن طريق جهات رسمية .

......... الخليج .............