منتدى استراحات زايد - الوحدة الواعية خلاصنا

السلام عليكم ورحمة الله
لاشك ولاريب أن النظام الآثم المجرم يتمنى لو أن الشعب غير الموالي له يتصارع فيما بينه حتى يستنزف بعضه بعضا ويلعن بعضه بعضا خصوصا بعد أن أسقط الثوار وحش الطائفية المقيتة التي اصطنعها النظام والوهابية وشارك فيها للأسف الشديد بعض الإخوة السنة من أجل مصالح لم يحصلوا عليها, وهذا السلاح التفريقي فعال لأكبردرجة بل هو السلاح الأكبر فاعلية على الإطلاق إذ أنه ستنزف قوى الشعب ويريح النظام ويجعله يرتب حساباته بهدوء ثم يميت الثورة موتا بطيئا أمام الأنظار ويصفي حساباته مع كل من يعاديه .

فالكل في البحرين يهتف نعم للوحدة وهذا أمر جميل جدا حتى لا نقع فيما وقعت فيه الأقوام الاخرى حيث تشرذموا ووقعوا في فخاخ أعدائهم وصاروا عبيد الأنظمة وأعداء أنفسهم ونخرت البغضاء في قلوبهم وضمائرهم , ولذا يخصص النظام جهدا ووقتا خاصا لهذه العملية التي فيها نجاته الأكيدة من حق الثوار وقوة بأسهم , إذ يدس بين الثائرين من يتقنون فن اللعب في الكلِم والبيان ثم ينقلون الفتن بطريقتهم الشيطانية ,وهنا يكرر عقلاء القوم على الوحدة لكن أي وحدة ؟

الوحدة الواعية المبنية على أسس صحيحة تضع السيف في موضع السيف والرحمة في موضع الرحمة وتبني فكرا قويا على أساسه تبنى استراتيجية العمل والمطلب والسعي , ولا يكون ذلك إلا بالصدق مع بعضنا البعض وترك الحزبية البغيضة ونسيان الميولات من أجل الهدف الأسمى والأكبر , يكون ذلك بالتواصي على طرح الحقيقة كما هي دون غضب أوخوف , يكون ذلك بنسيان كل الأفكار المبنية على الوضعية السابقة ما قبل الثورة وتجديد التحرك والفهم على أساس الثورة ومقتضياتها , يكون ذلك إذا تساير رد الفعل مع حجم الفعل دون وضع استراتيجية جامدة لا تراعي الحق مثقال ذرة بحجة ليس لها في الشرع دليل .

أما الوحدة بطريقتنا الآن فهي بكل صراحة أسميها بعنوان ( الإضطراب الفكري ) وهذه هي الحقيقة نحن بلا شك مضطربين فكريا ونعكس الوحدة بمفهوم مغلوط وبعيد كل البعد عن العقل مما يجعل مسير الثورة أبطأ من السلحفاة بل في كثير من الأحيان نقوم بقتل ثورتنا شيئا فشيئا والسير خلف المطالبة بالفتاة الوهمي والذي يسمية البعض منا (الإصلاح) بل يعمل جاهدا على تجهيلنا ووأد الثورة الغاضبة المتمردة إلى محاباة ومحاولة إقناع العدو المجرم بقبول مطالبنا ويكون مشكورا إن فعل وإن لم يفعل سنحاول معه , فما تقوم به الجهات السياسية في البحرين (المعارضة) هو العمل الجاهد لوأد الثورة عبر عدة أمور وأهمها الوحدة المضطربة والتي تتعمد أن تنشرها بيننا والكل يخاف أن يلفظ ببنت شفة حتى لا يكون هو من دمر الوحدة وتقع على رأسه المسؤولية أمام الله تعالى , وهذا الخوف لابد أن يزال من محله وأن يقال الحق بجرأة تامة مهما كلف الأمر فما هذه الوحدة المضطربة إلا فائدة للنظام وأعوانه وربما قد تعود بالفائدة على رؤى هذه الجمعيات والتي تتنافى مع رؤى الشعب الذي فاقها آلاف الأميال للأمام فكرا وحركة وأخص به الشعب الثائر الثابت على إسقاط النظام دون اضطراب .

نريد وحدة واعية
وعلى كل الثوار أن يعملوا على الحركة الدؤوبة في الميادين وفي التوعية للوحدة الواعية والتواصي بها , ومعيب عليكم أن تزرعوا ليحصد غيركم ,فأنتم والله أطهر من سياساتهم القذرة .

وشكرا
مظفر