منتدى استراحات زايد - مزارعو رأس الخيمة يشكون من إرجاع كميات كبيرة من تمورهم

مزارعو رأس الخيمة يشكون من إرجاع كميات كبيرة من تمورهم

رأس الخيمة - حصة سيف: اشتكى عدد من المزارعين في رأس الخيمة من ارتفاع نسبة صناديق التمور المرتجعة، التي يبيعونها لشركة الفوعة في العين، ومن تقييم الشركة لمنتجاتهم من التمور بتقدير أقل من المعدل العام، حسب قولهم، كما كان قبل سنوات عدة، حين كانت تقبل كميات التمور كافة، بغض النظر عن نوعياتها، ويعوض المزارعون عن تكاليف إنتاجها .

http://www.alkhaleej.ae/uploads/phot...10/09/s4-1.jpg

علي حسن لحة (60 عاماً)، مزارع، من منطقة غليلة، شمال رأس الخيمة، يقول: من الصعب على المزارع، الذي أنهك نفسه طوال العام بالاهتمام بزراعته والوقوف على شؤونها يومياً، وتكبد تكاليفها والجهد الجسدي والنفسي، أن ترجع الشركة بعد كل ذلك إنتاجه، بدعوى عدم صلاحيته، وترفض حتى تصنيفه “ساير”، وهو أقل تقييم لدى الشركة .

ويضيف: أشحن كل عام إنتاجي من التمور مرة واحدة، لارتفاع تكلفة شحنه، وتكلفني عملية الشحن الواحدة 900 درهم، منها 100 درهم رسوم عمال، و100 درهم لوقود مركبتي لأصل إلى العين، من غير الجهد، وأنتظر إلى أن تنتهي معظم أشجار النخيل في مزرعتي من إنتاجها لأشحن الإنتاج في يوم واحد . فلم لا تفتح شركة الفوعة مراكز لاستلام تمور الإمارات الشمالية في موقع أقرب للجميع، بدلاً من الذهاب إلى العين، التي تبعد أكثر من 300 كليومتر عن الإمارة؟ ولم لا تستغل المراكز التابعة لوزارة البيئة والمياه، من أجل راحة المزارعين والتخفيف من أعبائهم المادية والمعنوية؟ مطلبنا يقتصر على مراكز أقرب، نستطيع أن نرسل إنتاجنا إليها، ولا يتعرض للتلف أو تدني الجودة جراء طول التخرين، ومنها تستلم الشركة إنتاجاً طازجاً خالياً من عيوب التخزين .

عيسى علي، مزارع، قال: بعثت إلى شركة الفوعة 70 صندوقاً من التمور، أرجع منها 30 صندوقاً، وقيل لي إن التمور المرتجعة تحتوي على “ديدان”، وسؤالي هو “لمن يذهب المزارع بعد أن خسر إنتاجه طوال العام؟ في حين قيمت الشركة بقية كمية التمور ضمن “المتوسط والساير” .

آمنة حسن الشحي (50 عاماً)، صاحبة مزرعة، تقول: كان إنتاجنا من التمر سابقاً لا يرجع لنا أبداً، وفي السنوات الأخيرة ترجع كميات كبيرة منه، شخصياً أرسلت هذا العام 62 صندوقاً، أرجع لي منها ،22 ومن ثم تأثر دخلنا بعد أن زادت مصاريف الزراعة .

حسن سعيد المطوع (55 عاماً)، يقول: الحمد لله إن تمورنا في رأس الخيمة تسوق في العين من قبل شركة الفوعة، صحيح أن البعض يتعرض لخسارة، لكن شيئاً أفضل من لا شيء، ونحمد الله تعالى، ثم نشكر قيادتنا السياسية، التي لا تزال تدعم المزارعين بشراء إنتاجهم من التمور، لكن ما الذي يضير المسؤولين في وزارة البيئة والمياه لو أسهموا في التخفيف من أعباء المزارعين، عبر التكفل بنقل إنتاجهم من الإمارات الشمالية إلى الفوعة، بدلاً من أن يتكبد تكاليفها المزارع البسيط .

ويضيف المطوع: فقدنا جميع الخدمات التي كانت تقدمها وزارة البيئة والمياه، الأمر الذي يستدعي تغطيتها بدعم من نوع آخر، ونقترح أن تتكفل الوزارة بإرجاع الصناديق التي نشتريها وتكلفنا مبالغ طائلة، ولابد أن ترجع لكل مزارع صناديقه، بدلاً من شرائها مرة أخرى، إذ إن معظم الصناديق التي ترسلها الشركة بعد الانتهاء من موسم التمر تتعرض للكسر، وتختلط النوعيات، ما يجعل المزارع يحجم عن استخدامها .

مصدر في المنطقة الشمالية التابعة لوزارة البيئة والمياه، أكد أن الوزارة تشارك في تسويق الرطب، وفق الاتفاقية التي وقعتها مع مركز اللولو بدبي، وجرى تسويق 24 ألف صندوق من الرطب من رأس الخيمة خلال العام الحالي، سعة كيلو جرام، من 8 مزارعين، من مناطق الحمرانية وخت والدقداقة وشمل، وهي من نوعيات محددة من الرطب “لولو وخنيزي وبرحي وجبري وجش ربيع وهلالي”، فيما يقتصر تسويق التمور على شركة الفوعة .

وأضاف: يشتري المزارع العبوة الفارغة بدرهم و60 فلساً، ويلتزم بتنظيف الرطب ووضعه مع “شماريخه” في الصناديق، التي يشتريها المركز بعد تعبئتها من المزارع حسب نوعيه الرطب، البرحي ب 6 دراهم ونصف الدرهم، ويشتري بقية الأنواع ب 5 دراهم ونصف الدرهم، حسب الاتفاق الذي أبرمته الوزارة مع المركز .

وأشار محمد غانم المنصوري، مدير إدارة العلاقات الخارجية والتسويق في شركة الفوعة، إلى مطالب المزارعين بافتتاح مراكز لفحص التمور واستلامها في الإمارات المعنية، إلى استلام التمور من المزارعين المواطنين من خلال 7 مراكز، هي مركز الفوعة، الساد، سيح الخير، المرفأ، أبوكرية، وغياثي، غمض، فيما يسوق مزارعو الشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة تمورهم لدى مركز الفوعة، ويعتبر المركز من أهم مراكز الاستلام، التي تخدم مجموعة كبيرة من المزارعين بالمنطقة الشمالية ومزارعي العين، حيث يضم 5 أرصفة تنزيل، وفي كل رصيف ميزانان، ليصبح العدد الإجمالي 10 موازين، ويضم المركز خيمة مكيفة، مزودة بالمرافق العامة كافة، مثل مصلى، كافتيريا ودورات مياه .

ولفت المنصوري إلى أن الشركة وضعت فكرة افتتاح مركز استلام خاص لمزارعي الإمارات المذكورة في إحداها، ضمن الخطط المستقبلية للفوعة، ويتطلب ذلك العديد من الإجراءات المسبقة، بالتعاون مع جهات مختلفة، لدراسة إمكانية استغلال مراكز الوزارة في استلام التمور من المزارعين أثناء موسم التسويق .

ورداً على شكوى المزارعين، في شأن تقييم إنتاجهم من التمور، من أن أغلبها يصنف من قبل الشركة ضمن نوعية “ساير”، رغم جودتها، لاسيما خلال العامين الماضيين، حسب الشكوى، أكد المنصوري أن أصناف التمور المستلمة تنقسم إلى الخرايف والساير، والخرايف 30 صنفاً من أصناف التمور الممتازة، هي خلاص، برحي، بومعان، مكتومي، جبري، هلالي، فرض، رزيز، خضراوي، شيشي، نبتة سيف، سلطانة، لولو، خنيزي، مجدول، عنبرة المدينة، سكري، دباس، صقعي، بقلة الدحالة، بقلة الرارنجا، بقلة الطوعة، شبيبي، يواني، يردي، خدي، أبوزبد، جش خرمة، نميشي، حاتمي، مقابل 150 صنفاً من التمور تندرج ضمن ما يعرف بالساير .

وتتضمن المعايير الخاصة شرطين، يطبقان على كل صنف من التمور المقبولة، وهما التقشر، ويعني انفصال غلاف التمرة عن لحمها، بنسبة لا تزيد على 50% من كمية التمور لكل مزارع بشكل عام، ونسبة التقشر في الصنف الواحد لا تزيد على 10%، عدا بعض الأصناف، منها خلاص، برحي، جبري، سلطانة، نبتة سيف، التي يجب ألا تزيد فيها نسبة التقشر على 20%، وفي حالة زيادة النسبة عن المطلوب، يقبل الصنف كوسط .

ويستخدم الوزن كمعيار أساسي لتحديد مستوى جودة الأصناف للخرايف، ويحدد الوزن من خلال أخذ عينات عشوائية من أصناف التمور لدى المزارع، وقياس وزن 50 حبة تمر لكل صنف باستخدام أجهزة قياس دقيقة، وتؤخذ العينات بشكل عشوائي من صناديق عدة لكل صنف مستلم، وبناء على وزن العينة يقسم كل صنف من الخرايف والساير إلى مستويين للجودة، جيد أو وسط، حسب جدول المعيار الخاص .

وأوضح المنصوري، في رده على ارتفاع نسبة التمور غير الصالحة، التي ترجع لأصحابها، بأنه لا تقبل التمور غير المطابقة للمعايير المعتمدة، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة فيها، أو ارتفاع نسبة التمور المتعفنة والمتحمضة عن الحد المسموح، وتمثل التمور غير الصالحة نسبة لا تتجاوز 2%، من إجمالي كميات التمور المستلمة، وهي نسبة طبيعية في المحاصيل الزراعية، في حين أن مراكز الاستلام تمنح المزارعين فرصة ثانية لتسويق التمور غير المقبولة، من خلال إعادة تجفيف المزارع للتمور ذات الرطوبة العالية، أو إعادة فرز التمور بإزالة المتعفنة أو المتحمضة، الأمر الذي يضمن قبول التمور لدى مراكز الاستلام، لذا نوصي المزارعين بعدم خلط التمور، وفرز النوعية الجيدة عن التمور الوسط، لأن ذلك يؤدي إلى حصولهم على أسعار أفضل لتمورهم .

وأكد المنصوري أن الشركة أرجعت الصناديق الفارغة للمزارعين أثناء الموسم الحالي بنسبة 100%، حتى منتصف شهر سبتمبر/ أيلول، وترجع حالياً ما نسبته 25% من الصناديق العائدة للمزارع الواحد، حسب توفر كميات الصناديق البلاستيكية لدى الشركة، ويبلغ إجمالي الصناديق المقرر أن ترجعها “الفوعة” للمزارعين قبل بدء موسم التسويق المقبل 4 ملايين صندوق بلاستيكي، تمثل 76% من إجمالي الصناديق المستلمة، من أكثر من 16 ألف مزارع، سوقوا تمورهم لدى مراكز الاستلام .

وتعوض الشركة المزارعين عن الصناديق البلاستيكية التي تعرضت للكسر أو التلف أثناء عمليات المناولة والتخزين في المصانع . واشترت “الفوعة” مليون صندوق بلاستيكي قبل بدء موسم التسويق الحالي، بقيمة 14 مليون درهم، لضمان إرجاع الصناديق للمزارعين خلال الموسم .

................ الخليج .............