السيدحسين الغريفي من الزنزانة الى العناية القصوى ويصاب بالشلل النصفي
 

ضحية التعذيب الممنهج السيد حسين الغريفي يصاب بالعجز والشلل النصفي جراء التعذيب من قبل قوات الجيش والأمن البحريني



من غرف التعذيب في السجون لغرفة العناية المركزة في مجمع السلمانية الطبي واستمرت معاناة الضحية وذويه وجريمته الوحيدة انه من رجال الدين الشيعة

مركز البحرين يطالب السلطات بالتحقيق وعلاج الضحية وإعادة تأهيله ومحاسبة الجناة في الجيش والأمن فورا

http://bahrainrights.hopto.org/BCHR/...7659625546.jpg
السيد حسين الغريفي قبل و بعد تعرضة للتعذيب

3 أكتوبر 2011

تلقى مركز البحرين لحقوق الإنسان المزيد من المعلومات وقام بتوثيقها عن تعرض العديد من المعتقلين للتعذيب الممنهج سواء في مراكز الاحتجاز أو عند نقاط التفتيش التي انتشرت فترة الطوارئ منذ منتصف مارس الماضي بعد موجة القمع الوحشي والاستهداف الطائفي للشيعة على الهوية المذهبية والتي بدأتها السلطات في البحرين بمساندة قوات سعودية ذات خلفيات عقائدية تكفيرية للمسلمين الشيعة لمواجهة الاحتجاجات الواسعة المطالبة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، كما تواترت تلك المعلومات والحالات التي تحدثت عن تعذيب الجرحى والمصابين من المتظاهرين في أروقة مجمع السلمانية الطبي بعد سيطرة الجيش وقوات الأمن عليه حتى كتابة هذا التقرير.


ويعبر مركز البحرين عن قلقه العميق على حياة ضحية التعذيب السيد حسين الغريفي وهو عالم دين بحريني ينتمي للمذهب الشيعي تعرض للاعتقال التعسفي بتاريخ 16 مارس الماضي في إحدى نقاط التفتيش وبقي رهن التعذيب حتى ساءت حالته الصحية لينقل من غرفة التعذيب إلى مجمع السلمانية الطبي وقد أدخل بعد فترة وجيزة لغرفة العناية المركزة ليصاب بعجز تام عن الحركة. وقد حاول أهله العثور عليه أو معرفة مصيره بعد اختفائه القسري إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك نتيجة سيطرة الجيش وأجهزة الأمن على مجمع السلمانية وقد علموا فيما بعد أن السيد حسين يرقد في العناية وانه تم إدخاله المستشفى بعد اعتقاله و تعذيبه في غرف التحقيق وقد أعطي له اسما وهميا وهو (حسين العوامي) كما أنه سجل برقم شخصي مؤقت في السجلات الصحية هناك.

وحسب شهود عيان تم اعتقالهم في نفس نقطة التفتيش التي اعتقل فيها الغريفي وهي بالقرب من مجمع سناء في منطقة المنامة وقريبة من قلعة الشرطة (مقر وزارة الداخلية) ومجمع السلمانية الطبي فإن الضحية تعرض فور اعتقاله للضرب المبرح بأدوات حادة وعصي وتعرض للركلات بالأحذية من قبل مجموعة من رجال الجيش المشرفين على تلك النقطة كما عمدوا لتحطيم سيارته بالكامل ومصادرة أوراقه الثبوتية وجوازات سفر أبنائه الأربعة وبطاقة الصراف الآلي الخاصة به وقد أسمعوه عبارات الشتائم وعبارات طائفية مفتخرين بضربهم رجل دين شيعي معتبرين ذلك جائزة كبرى خصوصا وان تلك المعاملة الحاطة بالكرامة في نقاط التفتيش التي باشر القيام بها الجيش وقوى الأمن البحريني قد كانت تستهدف أبناء الطائفة الشيعية على خلفيات طائفية مذهبية. وتأتي تلك السياسة الطائفية في التنكيل بالشيعة متوازية مع ما يعانونه من تمييز طائفي من قبل النظام الحاكم في البحرين وقد بدا واضحا أن حملات التنكيل الطائفية في نقاط التفتيش تأتي بشكل ممنهج وهي مدعومة بتأجيج طائفي على مستوى الإعلام المحلي المقروء والمسموع فقد انتشرت برامج التحريض الطائفي ضد الشيعة وعلماء الدين بالخصوص في تلفزيون البحرين في تحريض صريح وعلني ضد الغالبية من السكان، ولهذا فقد دفع الضحية السيد حسين ضريبة قاسية جدا أوصلته للعجز التام وذلك فقط لأن جريمته الوحيدة انه عالم دين شيعي وبعد التنكيل في نقاطا التفتيش يأتي دور الأجهزة الأمنية المبنية أيضا على خلفيات طائفية حيث يحضر على المواطنين الشيعة العمل فيها وقد تم تسليم الضحية للأجهزة الأمنية التي واصلت معه التحقيق في مركز شرطة الحورة واستخدمت التعذيب مما أنهكه فتردت حالته الصحية لينهار ويتم نقله لمستشفى وزارة الداخلية لتلقي العلاج ورغم تلقيه العلاج المؤقت هناك إلا أنه في اليوم التالي تواصلت معه جلسات التحقيق والتعذيب فساء وضعه الصحي وأصبحت حرجة ليتم نقله لمستشفى السلمانية الطبي في 17 مارس 2011.

بقي السيد حسين الغريفي في مجمع السلمانية الطبي وادخل جناح العناية القصوى – جناح 52 - حيث أن حالته الصحية كانت حرجة جدا وكان فاقداً للوعي و في تاريخ 22 مارس تم وضع حارس أمن على باب الجناح الذي يرقد فيه فتم منع أهله من زيارته. بقي في هذا الجناح حتى تاريخ 10 أبريل 2011.

بعد 10 أبريل تم نقله إلى جهة مجهولة ولم يستطع أهله معرفة مكانه رغم محاولاتهم الاتصال بمستشفى السلمانية والمستشفى العسكري اللذين نفوا وجوده عندهم، كما حاولت عائلته تقديم بلاغ في مركز شرطة المعارض بفقده إلا أنهم قوبلوا بالاستخفاف بهم. وبعد حوالي ثلاثة أشهر من فقده تلقت العائلة اتصالاً في 27 يونيو 2011 من مستشفى السلمانية لتتم زيارته في جناح 63 و للأسف كانت حالته سيئة للغاية حيث لم يكن لديه حتى القدرة على الكلام وبدا هزيل الجسم شاحب الوجه.

بتاريخ 15 يوليو 2011 قام السيد خالد عضو اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التي شكلها الملك بزيارة الغريفي في المستشفى ووقتها كان لا يزال تحت وطأة الإعياء. تواصل أهله مع اللجنة بخصوص الوضع الأمني لوالدهم والإجراءات الأمنية المشددة على زيارته فتم الرد عليهم بأنه قد تم الإفراج عن والدهم وتم نقله بالفعل إلى جناح آخر في المستشفى، كما أن إدارة المستشفى حاولت إقناع أهله بإخراجه من المستشفى رغم سوء حالته.

بادر أهله في سبيل إنقاذ حياته بتوجيه رسالة إلى وزيرة حقوق الإنسان في البحرين فاطمة البلوشي لأخذ السيد حسين للعلاج في الخارج و لكن لم يتلقى أهله أي رد حتى كتابة هذا التقرير وتتهم الوزيرة فاطمة البلوشي بأنها وراء الكثير من الانتهاكات الفبركات الإعلامية ضد الأطباء الذي قاموا على علاج جرحى الاحتجاجات السلمية وهي وزيرة ذات خلفية أيدلوجية تتبع تيارات دينية سنية متطرفة.

إن السيد حسين الذي لا يزال يرقد في مستشفى السلمانية يعاني حاليا من شلل نصفي بسبب الضرب المبرح والتعذيب النفسي والجسدي بالإضافة إلى عدم القدرة على الكلام و مشاكل في الأحبال الصوتية. ويعتقد مركز البحرين أن ما حدث مع السيد حسين هو نموذج لما تعرض لها المئات من البحرينيين من أضرار جسدية وصحية جسيمة بسبب الاعتقال والتعذيب، يضاف إلى ذلك حرمانهم من تلقي العلاج المناسب في ظل تردي وضع مجمع السلمانية الطبي وسيطرة الجيش وقوى الأمن عليه واعتقال أو توقيف الكوادر الطبية وهو تمييز ممنهج ضد أبناء الطائفة الشيعية خصوصا في ظل استهداف المستشفيات التي تقع في مناطق الشيعة بالذات.

http://bahrainrights.hopto.org/BCHR/...7660632670.jpg

التقرير الطبي للسيد حسين الغريفي
وقد سبق لمركز البحرين وجهات حقوقية أخرى أن وثقت معلومات عن التعذيب وإساءة المعاملة التي تعرض لها مواطنين في نقاط التفتيش بسبب انتماءاتهم المذهبية، بما في ذلك تورط أفراد من العائلة الحاكمة في تعذيب المواطنين في هذه النقاط ، إلا أن السلطات قد قابلت هذه التقارير بالتجاهل ولا تزال هذه النقاط منتشرة في معظم القرى الشيعية، ومستمرة في ممارسة المضايقات على المواطنين حتى بعد أشهر من رفع حالة السلامة الوطنية.

وبناءا على ما تقدم من حقائق فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يطالب بالآتي:
- التحقيق الفوري والمحايد في القضية وتقديم الجناة المتورطين للعدالة.
- أن تتكفل السلطات البحرينية بعلاج وإعادة تأهيل ضحية التعذيب سيد حسين الغريفي .
- التحقيق المستقل والمحايد في كافة أشكال التعذيب وسوء المعاملة والإهانة التي تعرض لها مئات المواطنين في نقاط التفتيش التي لا تزال منتشرة في البلاد.
- رفع كل أشكال السيطرة الأمنية على مجمع السلمانية الطبي وكشف ملابسات تعذيب الجرحى أو المعتقلين في المستشفى خصوصا ما حصل في جناح 62.
- التزام السلطات بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ووقف الانتهاكات فورا.
- وقف التعذيب الممنهج والمعاملة الحاطة بالكرامة فورا والالتزام بمعاهدة مناهضة التعذيب وأشكال المعاملة الحاطة بالكرامة.

http://bahrainrights.hopto.org/ar/node/4709