![]() |
تأثيرات التحولات العربية على العلم والنظرية والوعي السياسي تأثيرات التحولات العربية على العلم والنظرية والوعي السياسي نحو نظرية سياسية للتحولات العربية الدكتور علي فياض تنطلق فرضيتنا الأساسية في هذه الدراسة من أن ما يشهده العالم العربي من تحولات، هو مجرد عتبة لولادة عالم عربي جديد، إن التحولات تتجاوز لكونها تغييراً في بعض الأنظمة السياسية، أو تعديلاً في دساتير الدول أو تحقيقاً لمطالب إصلاحية، بل إنها مجرد مرحلة انتقالية تتسم بكل السمات الأساسية للمراحل التاريخية الاستثنائية، التي تمهد لتحولات أكثر جذرية.بيد أن اللا استقرار هو سمة الراهن، والغموض هو سمة المآلات، وبينهما عملية تاريخية متدحرجة غير قابلة للضبط إلا بصورة موقتة، وعلى الرغم من اختلاف المسارات وتفاوت إيقاعها، إلا أن العودة إلى الوراء تبدو شبه مستحيلة. لقد مرت المجتمعات الغربية بحراك تاريخي عاصف يشبه إلى حد ما، ما تمر به المجتمعات العربية، لا يقتصر الأمر على التحول الذي عاشته أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، إنما قبل ذلك، القرن الثامن عشر، حيث فتحت الثورة الفرنسية الطريق على تداعيات هائلة، تعرضت لارتدادات وانتكاسات عدة قبل أن تنضج نتائجها التي احتاجت إلى عقود طويلة كي تستقر. لقد انفجرت الثورة الفرنسية في العام 1789م، لكنها جوبهت بتكتلات أوروبية متلاحقة تجلت بحروب عديدة، وقد رست في مؤتمر فيينا (1814-1815) على هزيمة الثورة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبلها وتأكيد شرعية العائلات في الإمساك بالعروش. ثم لتنفجر ثورات مضادة عدلت في اتفاق فينيا (1830م) وثورات أخرى أدت إلى قيام النظام الجمهوري في فرنسا (1848) وإحداث تعديلات دستورية في النمسا وإطلاق مسار معقد من التحولات انتهى بالوحدتين الايطالية والألمانية (1870). إن كل ثورة ستقابل بارتدادات معقدة، وإن مسار التغيير السياسي الشامل لا يمكن حصوله بين ليلة وضحاها، إلا أن علينا أن نلحظ الوتيرة المتسارعة لحركة المجتمعات المعاصرة المعولمة والتي ترتكز حركات التغيير فيها، كما في الحالة العربية، إلى أدوات التواصل الالكتروني، مما يشكل تغيراً جوهرياً في وتيرة التغيير. يتبع .. |
الساعة الآن 05:20 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir