منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الغريفي في حديث الجمعة : كلمتان واحدة للحرائر والأخرى للمحكومين (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=611935)

محروم.كوم 09-30-2011 01:00 AM

الغريفي في حديث الجمعة : كلمتان واحدة للحرائر والأخرى للمحكومين
 
من حديث العلامة السيد عبد الله الغريفي في حديث الجمعة
كلمتان واحدة تخص الحرائر والثانية تخص أحكام الإعدام والمؤبد

كلمتان:
الكلمة الأولى:
إنَّ ما حدث ويحدث من اعتداءٍ على حرمة النساء فضيحةٌ كبرى، مُدانةٌ دينيًّا وقانونيًّا وإنسانيًّا، فالأديان تحترم المرأة، والقيم الإنسانيّة تستنكر كلّ ما يطال المرأة من انتهاكاتٍ.

يحدث هذا في بلدٍ تزدحم فيه أسماءُ جمعياتٍ ومؤسّساتٍ نسائيّةٍ، تتباهى بالدفاع عن حقوق المرأة، وتزعم أنَّها ناشطة من أجل حماية كرامة المرأة ضدّ العنف، والامتهان والمصادرة، والتهميش...
لماذا صمتت هذه الجمعيات والمؤسّسات؟
لماذا لم تمارس أيّ استنكار لهذا الاعتداء على نساءٍ عفيفات، ذنبُهنَّ مارسن دورهنَّ في المطالبةِ بالحقوق المشروعة، وبأساليب تملك كلَّ السلمية.
ما حدث للنساء زاد من تأجيج الأوضاع، فالمساسُ بالأعراض خطٌّ أحمر لدى شعبٍ تشرَّبَ مبادئ الدِّين، وقيم العفَّةِ والشَّرف...
الكلمة الثانية:
ما صدر من تأكيد الأحكام المؤبَّدة، والسجن الطويل للعلماء والرموز السِّياسية والكوادر الطبيَّة وشخصيَّات أخرى، وحكم الإعدام بالنسبة لأحد الشباب، أمرٌ يبعث على الأسف الشديد، وله تداعياته الخطيرة، ممَّا يعقِّدُ أيَّ خطوةٍ في اتِّجاه الانفراج... وهذه الأحكام تؤشِّرُ إلى رغبةٍ في استمرار الأوضاع المأزومة، ممَّا يتنافى مع الكثير من التصريحات..
لن يعالجَ المأزقَ السِّياسي في هذا الوطن استمرارُ المزيدِ من الأحكامِ القاسيةِ، والمزيدِ من الفصلِ والتسريحاتِ، والمزيدِ من الملاحقاتِ، والمزيدِ من الاستنفارات الأمنيَّةِ، والمزيدِ من الاعتقالات...
أما آن الأوان أن تنتهي المناخاتُ التي تزرعُ الرُعبَ والخوفَ، والتي تُعطِّلُ أيَّ خيارٍ للخروجِ بهذا الوطنِ من أزماتِه الخانقة، وإشكالاته المعقّدة، ومآلاته المدمِّرة...
ما صدر من أحكامٍ لا يخدم الأمن والأمان والاستقرار بعيدًا عن محاسبة صدقيَّة الأحكام، فذلك متروكٌ لرجال القانون والمحاماة، فربّما لهم فيه رأي..
ما يهمّنا أنّنا ندفع في اتّجاه إنقاذ الوضع، وهذا في حاجة إلى مزيدٍ من الرفق والرحمة، وليس إلى مزيدٍ من العنف والقسوة، ومن المعيب كلّ العيب أن نجد في هذا الشعب مَنّ يرقص ويطرب فرحًا وابتهاجًا لصدور أحكام إعدامٍ، أو أحكام سجنٍ مؤبَّدٍ أو غير مؤبَّد، كم لهذه النشوة المغرورة من آثارٍ تقتل كلَّ أخوةٍ ومحبَّةٍ بين أبناء هذا الوطن، ولن يربح أحدٌ حينما ينفلت الطيش الطائفي المدمِّر، فرفقًا رفقًا بهذا الوطن وبهذا الشعب، فالمحبَّة هي الأغلى وهي الأبقى...

=======================
=======================

ومن حديثه أيضا تكملة لعنوان المواطنة الصالحة :

المواطنة الصالحة:
كلَّما نشط الإنسان في عبادته (كمًّا وكيفًا) كانت العبادة حصنًا منيعًا قويًا يمنعه من أن يتحوَّل إنسانًا سيِّئًا، فاسدًا، طائشًا، عدوانيًا، ظالمًا، خائنًا...
فالتربية الروحية والعبادية والأخلاقية هي التي تحصِّن الشعوب، وهي تصنع الحبَّ الصادق للأوطان فالذين لا يخونون الله، لا يمكن أن يخونوا أوطانهم، وأمّا من يخون الله، فما أسهل أن يكون خائنًا لوطنه، ولأمَّته... فالتربية الوطنية الصالحة هي التي تعتمد معايير الدِّين والقيم في بناء الشعوب...

إنّ المناهج المعتمدة لدى الأنظمة الوضعية غير قادرةٍ على بناء (المواطنة الصالحة) مهما حملت هذه المناهج من (شعاراتٍ كبيرة)، ووُظِفْت لها كلّ وسائل التربية والإعلام، والثقافة، فلا غرابة أن نجد ضمن منتجات هذه المناهج والوسائل (خونة كبار لأوطانهم) وربّما كانوا من المُنظِّرين للوطنية، ومِن دعاتها.
المواطنة الصادقة لا يصنعها إلّا الدِّين وقيم الدِّين، فحبّ الأوطان من الإيمان كما في الحديث، وقال الإمام عليّ عليه السَّلام: «عمرت البلدان بحبِّ الأوطان»[6].
إلّا أنّ بعض الأوطان تتحوّل شرًّا لقُطّانها،
• قال عليٌّ عليه السَّلام:
«شرّ الأوطان ما لم يأمنْ في القُطَّان»[7].
وقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله:
«لا خير في... ولا في الوطن إلّا مع الأمن والسرور»[8].
وقال عليّ عليه السَّلام:
«لا خير في الوطن إلّا مع الأمن والمسرَّة»[9].
كما أنّ للمواطنة مسؤوليات لا يجوز التفريط فيها: حبّ الوطن، الإخلاص للوطن، الدفاع عن الوطن..
فإنّ للمواطنة حقوق لا يجوز سلبها أبدًا..

مِن هذه الحقوق:
(1) الحرية والكرامة:
إنسان لا يتنفّس الحرية، ولا يتذوّق الكرامة في وطنِهِ هو في سجنٍ كبير، لا يختلف عن أيِّ زَنزانةٍ مغلقةٍ لا هواء فيها ولا ضياء، الحريةُ هي الهواء، والكرامة هي الضِّياء، فما أسوأه مِن وطنٍ «ليس فيه رحمة، ولا تُسمع فيه دعوة، ولا تُفرّج فيه كربة» هذا ما يستوحى من كلامٍ لأمير المؤمنين عليه السَّلام...
كم هي الأوطان كبيرة وعزيزة، إلّا أنّ حريةَ الإنسان وكرامته أكبر وأعزّ...
وكم من أجل الأوطان تُبذل أرواح وأموالٌ ولكنّها من أجل الحرية والكرامة والمعتقد والدِّين أولى وأولى..

(2) الأمن والأمان:
وحينما نتحدّث عن الأمنِ والأمان فنتحدَّث عن:
- حماية دينٍ.
- وحماية نفسٍ.
- وحماية عرضٍ.
- وحماية مالٍ..
فالوطن الذي لا يحمي الدِّين والنَّفس والعرض والمال وطنٌ لا أمن فيه ولا أمان..
وهو وطنٌ لا خير فيه، وهو شرُّ الأوطان حسبما جاء على لسان النبيّ صلّى الله عليه وآله ولسان أمير المؤمنين عليه السَّلام..
(3) الشراكة السِّياسية:
من حقِّ المواطن أن تكون له شراكة سياسية حقيقيَّة في إدارة شؤون الوطن، فكثير من أنظمة الحكم الاستبدادية تُصادر هذا الحق مصادرة كاملة، وقد تَمنح بعضُ الأنظمة للشعوب شراكةً سياسية مزوَّرةً، كما هو الأمر في البرلمانات الشكلية الصُّورية الفاقدة للصلاحيات التشريعيَّة والرقابية، والخاضعة لهيمنة الأنظمة الحاكمة، ليس هذه هي الشراكة السِّياسية التي تُطالب بها الشعوب، إنَّما هي الشراكة التي تعبِّر عن حضورٍ حقيقي في القرار السِّياسي من خلال دوائر عادلة، وانتخاباتٍ نزيهة، وبرلماناتٍ تمتلك كلَّ الصلاحيات، ودساتير صالحة، وحكومات تمثل إرادات الشعوب.. وسلطاتٍ قضائية مستقلة كلّ الاستقلال، وأجهزة رقابية نزيهة تحارب كلّ أشكال الفساد الإداري والمالي..
(4) وهناك حاجات ضرورية يجب أن تتوفّر لكلّ مواطن..
- فالسكنُ القادرُ على أن يؤويه ويؤوي عياله...
- ومصدرُ الرِّزق الذي يوفِّر حاجات العيش الكريم..
- وضروراتُ العلاج..
- وفُرَصُ التعلّم..
هذه حقوق مواطنة، وإلّا فالاغتراب خيرٌ من الوطن ففي كلماتٍ لعليّ عليه السَّلام:
«الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة»[10].
• «ليس في الغربة عار، إنّما العار في الوطن الافتقار»[11].
• «العقل في الغربة قربة، الحمق في الوطن غربة»[12].
• «خير البلاد ما حملك»[13].
فأيّ قيمةٍ لوطنٍ لا يحمل همومَ أبنائِه، معيشتَهم، سكنَهم، تعليمَهم، علاجَهم، وكلّ حاجاتهم، وضروراتهم...
فكيف نطالب النّاس بالولاء لأوطانِهم، وقد صادرنا كلّ حقوقهم؟
ووفق حسابات الأرباح والخسائر، فإنّ مسارات الإصلاح السّياسي الحقيقي، هي المسارات الرابحة كلّ الربح، وإلّا فالخسائر محققّة، وربّما تكون الأنظمة الحاكمة ضحية الفساد السِّياسي.. فنهج الإصلاح الجادّ الحقيقي هو النهج الحكيم، وهو النهج الرابح لمن وعى دروس السِّياسة في الماضي والحاضر..


إنتهى

أخوكم حسينية السادة
تحياتي ..


الساعة الآن 10:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227