لا أدري ماذا يحصل؟ .. هناك خلل ما
 

بعد نجاح فعالية طوق الكرامة، وما هيأته من نقلة نوعية في الثورة، يبدو أن هناك من يريد أن يسقط من حسابات الناس هذه الفعالية وما حققته من نجاح، بل إنه يعمل على النقيض من النجاح، أي يريد أن يوصل رسالة للناس أن طوق الكرامة ليس فعالا في تجاربه اللاحقة، حيث تنزل دعوة لفعالية طوق الكرامة 2 من دون أن يكون الائتلاف داع لها، ويكون الداعي هو حركة شباب 14 فبراير الذي يعلن الأخ الأستاذ عبدالرؤوف الشايب أنه مسئول عنها والناطق الإعلامي باسمها، ونحن نطالب الأخ الكريم بالإجابة عن سبب دخوله المباشر على خط الفعاليات الشبابية ووضع برنامج ضمن البرنامج الأسبوعي الذي يضعه الائتلاف؟! هذا خلل في التنسيق وخلل في الأداء ساهم بقصد أو بغير في إضعاف ما أسميته "الكنز الاستراتيجي، ألا وهو فعالية "طوق الكرامة".
نقطة أخرى ضمن مندرجات الخلل غير المفهوم وغير المبرر عندي حتى تساق الأسباب والمبررات، وهي: لماذا أعلن الائتلاف عن برنامجه الأسبوعي يوم الثلاثاء بدل يوم الجمعة ليلا كما هي العادة، أو اليوم الأحد مباشرة بعد انتهاء فعالية الزحف، هل بسبب التزاحم الفجائي الذي فرضه تفرد حركة شباب 14 فبراير بإعلان طوق الكرامة؟! ولم لم تدعم الفعالية من الائتلاف مع التنويه بضرورة التنسيق مسبقا بدل تحويلها في نظر الناس إلى فعالية ضعيفة وفاقدة للفعالية، وهي التي حققت النقلة النوعية في حركة الاحتجاج، وفتحت الآفاق لنقل المعركة مباشرة للمواقع الحساسة في الدولة؟!!
ثم لماذا هذا البرنامج الذي يركز كل الفعاليات في القرى بعد الإشارة الواضحة من التحالف من أجل الجمهورية في بيانه الأخير "بيان الإنذار" بضرورة نقل المعركة من القرى إلى المواقع الحساسة والعامة، ووجود رأي عام مهيأ ويحتاج فقط إلى البرنامج النوعي من قبل الائتلاف لينفذه بعد حصيلة كبيرة من الإثراء كانت بيد الائتلاف؟ هل البرنامج كان لتمضية وقت الأسبوع نتيجة لما فرضته الفعالية غير المدروسة "طوق الكرامة2" من خلل في سياق البرنامج الأسبوعي، ثم سنكون موعودين في الأسبوع المقبل ببرنامج حافل؟ أم أن الائتلاف مقتنع بهذا السقف من البرامج الذي هو سقف رويتني ولا يلحظ تطور نوعية الاحتجاجات، ولا يؤدي إلى المراكمة والضغط على السلطة بما يحقق انتصارا فارقا ونوعيا وسريعا بأسرع مما يتصور الجميع؟!!
في موضوعي " العودة للميدان مسألة وقت" ذكرت: أن فعالية طوق الكرامة في حال استخدامها وفق مجموعة استخدامات واستهدافات حددتها وبشكل يومي ومتوال وضاغط وفي أكثر من موقع حساس بما يشل البلد بالكامل ويفقد النظام السيطرة على مفاصله من خلال الاستنفار الأمني الدائم والشامل في كل مناطق البحرين وعلى مدى طويل، ستصبح مسألة عودة الثوار للميدان أهون عند النظام من استمرار فعالية طوق الكرامة. وأنا مازلت عند هذا الرهان وهذا الرأي على أن تطبق فعالية طوق الكرامة بشرطها وشروطها، وليس بالأسلوب الحالي الذي يشعر كل غيور على دماء هذا الشعب وتضحياته بالغضب على هذا المستوى من التنسيق والأداء المتهاوي.
وأنا هنا أرسل رسالة أخرى وواضحة: وهي أن السعي لإفشال طوق الكرامة بعمد أو بغير عمد، أو من أجل التسابق في غير محله أو من أجل السيطرة على حركة الشارع، أو لأي غرض كان، يعد خيانة وطنية وجريمة كبرى بحق الوطن بعد سلسلة العذابات والويلات التي قاساها أبناء الشعب طوال هذه الشهور من المراكمة للفعل الثوري إلى أن وصل بنا إلى هذه المرحلة المتقدمة من حصار النظام وإضعافه وتطويقه تمهيدا للانتصار عليه!!
فليتقي الله الجميع في أبناء الشعب .. في دمائهم المسفوكة .. في أعراضهم المنتهكة .. في شرفهم المهان .. في حقوقهم المسلوبة والمضيعة .. ولا يتنافسوا عن الزائل والحطام .. بل يتنافسوا في خدمة أبناء هذا الشعب .. في مرضاة الله بدل مرضاة ذواتهم .. فهذا الشعب المظلوم لا يتحمل نكسات وعذاب أطول بسبب الأخطاء الفردية لمن هم في موقع المسئولية أو بسبب تنافسهم غير المشروع وغير الأخلاقي على قيادة الشارع، وليشاركوا الناس في عقولهم ولا يعتبروا أن عقولهم فقط تنوب عن عقول الشارع!!