منتدى استراحات زايد

http://www.alwasatnews.com/3307/news/read/597519/1.html

اختصاصية تفوُّق وموهبة فصلت بعد خدمة 22 عاماً في «التربية»

هاجر تعرض منتجاتها النباتية لتوصل قضية المفصولين إلى العالم

سماهيج - فاطمة عبدالله

وقفت في وجه التسريح وحاربت ظلام الفصل بالنور عندما قررت ممارسة هوايتها وهي زراعة النباتات لتعلن للجميع أن كل مفصول هو إنسان مبدع قادر على مواجهة الفصل والاستمرار في الإبداع في حياته.

22 عاماً قضتها في خدمة وزارة التربية والتعليم، ارتقت خلالها إلى منصب اختصاصية تفوُّق وموهبة لرعاية الموهوبين... إنها المواطنة هاجر خيرالله محمد التي طالها الفصل منذ شهر يوليو / تموز الماضي، لتنضم إلى قائمة المفصولين من أعمالهم والذين تجاوزوا ألفي مفصول.

التقت «الوسط» خير الله لتروي قصتها، حيث قالت: «تسلمت رسالة الفصل من الخدمة في شهر يوليو، وكسائر المفصولين صدمت بالخبر وخصوصاً أن الخبر جاء بعد التحقيق معي في المجلس التأديبي، ولم يكن هناك دليل على أية تهمة وجهت إلي وخصوصاً أنه لم تكن هناك أيام غياب سجلت في حقي ما عدا أيام إجازة مرضية وهي مثبتة».

وأضافت خير الله أن «الفصل جاء بعد 22 سنة خدمة في وزارة التربية والتعليم؛ 10 سنوات كنت فيها معلمة فصل و12 عاماً قضيتها في ربوع الوزارة في وظيفة اختصاصية تفوق وموهبة لرعاية الموهوبين». وتابعت أن «فكرة زراعة النباتات دائماً ما كانت تبهجني وتدخل الفرح في قلبي، لذلك فإنني بعد تسلمي رسالة الفصل قررت أن أمارس إبداعي وأمارس حياتي عبر زراعة النباتات بعد ما رأيته من إحباط في وجه بعض المفصولين». ونوهت خير الله بأن زارعة النباتات هي عبارة عن متابعة النمو مثلها مثل وظيفة مربي الأجيال الذي يراقب نمو طلبته ويراقب إبداعهم، مشيرة إلى أن كلتا الوظيفتين تحتاجان إلى الصبر والرعاية. ولفتت إلى أن المربي المفصول يستطيع أن يقوم بدور صالح أينما وجد، وخصوصاً أن من فصلوا كانوا من خيرة الموظفين الذين حموا مشاريع كبرى في وزارة التربية والتعليم، كما أن بعضهم كانوا أعضاء فاعلين في تطوير المدارس، مؤكدة أن البعض أفنى سنوات حياته في خدمة التدريس حتى أن بعضم لم يكن يملك الوقت لممارسة أي هواية وذلك خدمة للتدريس، مستغربة أن يتم فصل الغالبية من الخدمة ويتم رميهم وكأنهم قطع أثاث يتم الاستغناء عنها بسهولة. وأكدت خير الله أن فصل الموظفين قتل الإبداع في المؤسسات بعد أن كان العديد من الموظفين يشرفون على العديد من المشاريع، إضافة إلى أن بعض الموظفين كانوا يمثلون بذرة الإبداع، متسائلة: من سيقود ثمرة الإبداع بعد أن تم فصل غالبية المبدعين من أعمالهم.

أما فيما يتعلق بحبها لزراعة النباتات؛ فنوهت إلى أن ما جعلها تركز على النباتات يعود إلى أن الأخيرة تكره الظلام كما أنها تعطي الأمل لناظرها، موضحة أن هذا هو حال المفصول الذي ليس له علم عن سبب فصله، فأصبح يكره الظلام والحقيقة المغيبة، معتبرة أن الزراعة تعد مشروع تحدٍّ للظلام.

وعن الهدف الذي تسعى له عبر زراعة النباتات؛ أشارت خير الله إلى أنها لا تسعى إلى بيع شتلات النباتات التي تزرعها، فهي لم تعرضها للبيع حتى الآن، مبينة أنها لن تقوم ببيع الشتلات بـ 300 فلس كما هو الحال في الأسواق، فقضية المفصولين أسمى وأرفع من الأموال، متمنية أن يتم تبني مشروعها أي تاجر حتى وإن لم تكن قادرة على البيع في أي محل وإنما تقوم بعرض النباتات لتقف في إحدى الزوايا لتعرض منتجاتها وتعرض قضية فصلها لتعكس لجميع المواطنين قضية المفصولين.

كما ذكرت خير الله أنها ستكون سعيدة في حال شاركها أي مفصول الفكرة، وذلك من أجل إيصال القضية إلى الجميع. وأكدت خير الله أن أول رسالة تريد توجيهها عبر الزراعة؛ هي رسالة موجهة إلى المسئولين والتي تؤكد حق المفصولين في العودة إلى أعمالهم، وأن هؤلاء قادرون على العطاء والإبداع بأية طريقة، مشيرة إلى أن الرسالة الثانية موجهة إلى المفصولين؛ فهم بارقة الأمل التي مازالت موجودة، مطالبةٍ إياهم بعدم اليأس وضرورة التحلي بالقوة والإيمان والإرادة على تخطي حدود العتمة والظلام بصنع مستقبل أفضل، وموجهة رسالة أيضاً مفادها بأن من يقضي على الأمل والنور هو الظلم والعتمة، كما هو الحال مع النباتات؛ فالظلام قد يكون عامل خراب ودمار يفسد الشتلات النباتية التي زرعتها، داعية جميع المفصولين إلى استغلال هذه الفترة والكشف عن إبداعهم إلى العمل

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3307 - الثلثاء 27 سبتمبر 2011م الموافق 29 شوال 1432هـhttp://www.alwasatnews.com/3307/news/read/597519/1.html