مزايا النضال السلمي
 

السلام عليكم اخوتي الأبطال
عضو جديد وحبيت اشاركم في هذا الموضوع ، تأملوا فيه


إن التغيير الذي ننشده، هو التغيير الإيجابي الذي يضمن لنا السلام الدائم، التقدم، احترام حقوق الانسان، الرخاء والازدهار. أمنيتنا أن نبني وطناً يسوده الأمن والسلام ولا يعكر صفوه صوت القذائف وأزيز الرصاص. والسلام الذي ننشده، ليس سلاماً متقطعاً، يشع نوره مرة، وينطفئ مرة، نريده سلاماً لا تخالطه نوبات حرب تحت مختلف المبررات، لا مبررات الدفاع عن النفس، ولا مبررات الذود عن حـِــمـَــى الحدود والسيادة الوطنية.

ولكن مثل هذه الأمنيات العزيزة لن تتحقق إلا في ظل نظام ديمقراطي، لذلك فإن أخذنا بخيار النضال السلمي إنما يعبر عن نظرتنا البعيدة التي لا تقتصر علي إسقاط النظام الدكتاتوري فقط، بل تنظر الي ما وراءه.

إن التغيير الذي يأتي عن طريق العنف والدماء، فضلاً عن تسببه في إزهاق العديد من الأرواح البريئة يترك خلفه الكثير من الجروح والدمامل والأحقاد والثارات وعدم الثقة والتي تستمر لأزمان طويلة قادمة ولا تقتصر علي الجيل أو الجيلين الحاليين. لذلك نجد التغيير العنيف أداةً غير صالحة لبناء الثقة والاستقرار الدائم.

انطلاقاً من حقيقة أن العنف لا يلد سوى العنف، لم نتخذ العنف خياراً نضالياً، وكل تغيير يأتي عن طريق العنف لا يضمن لنا تحقيق السلام الدائم والشامل. لا شك أن من يأتيك مدججاً بالقوة والسلاح لابد من أن تنحني أمام عاصفته بصفة مؤقتة، ولكنك تنحني وأنت تضمر له الحقد وتبيــِّـــت له الشر منتظراً سوانح الفرص لتنقضَّ عليه بدورك. وهذا بالضبط ما نراه اليوم في بلادنا من مناظر العنف والعنف المضاد.


التغيير الذي يتحقق سلمياً، طال الزمن أم قصر، يعتبر تغييراً إيجابياً ومأمون العواقب، وكل قوة تحاول أن تعيق ثورة الشعب السلمية وتـَــحـُـــول دون تحقيق أهدافها سوف يتصدى لها الشعب بنفسه ويخضعها لإرادته القوية والحقيقية. لذلك فالشعب هو الذي يحرس مكتسبات ثورته لا النظام الحاكم. وما نراه اليوم ماثلاً في الواقع في كلٍّ من مصر وتونس خير دليل علي صدق هذه الحقيقة.

كل تغيير سلمي، غالباً ما يستهلك وقتاً وتكلفةً أقل، فثورتا الشعب في مصر وتونس لم تستغرقا سوى بضعة أسابيع، كما أن عدد ضحايا الثورتين لم يتجاوز الحفنة من المئات. أما ثورة الشعب الليبي فلأنها اتخذت طابع المواجهة المسلحة ارتفع عدد قتلاها وفتح فيها الباب واسعاً أمام التدخلات الخارجية، كما أن الوقت المستحق للتغيير بات يتطاول أكثر فأكثر .

إن الحزب الذي يؤمن بجدوى النضال بالطرق السياسية والسلمية، يرى أن التغيير يتحقق عبر الشعب، وليس عن طريق القذف بالمنجنيق من خارج الأسوار، لذلك فإن مثل هذا الحزب يعمل علي استنهاض الشعب وإشعال عناصر القوة فيه، كما أن تجربة قيادة العمل المسلح أو السياسي من علي البعد أثبتت فشلها في تجاربنا النضالية السابقة.

بالإضافة الي ما تقدم، فإن من مميزات أسلوب النضال السلمي، أنه يتيح لأيٍّ كان فرصة المشاركة بجهده مهما تواضعت إمكاناته، فالكاتب، الشاعر، الميكانيكي، المثقف، الفلاح، العامل، الطالب، الغني، الفقير، الكبير، الصغير، المؤطــَّــر وغير المؤطــَّــر، لكلٍّ من أولئك دورٌ يقوم به وإسهامٌ يقدِّمه في هذا النوع من وسائل وأساليب النضال.