منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   عِنْدَمَا تَكُونُ حُريَةُ الرَأي خَنْجَرًا في خَاصِرَةِ الوَعْي (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=596574)

محروم.كوم 09-18-2011 09:50 PM

عِنْدَمَا تَكُونُ حُريَةُ الرَأي خَنْجَرًا في خَاصِرَةِ الوَعْي
 
عِنْدَمَا تَكُونُ حُريَةُ الرَأي خَنْجَرًا فِي خَاصِرَةِ الوَعْي


https://fbcdn-profile-a.akamaihd.net..._6627385_n.jpg


مهما تقدم الإنسان في فكره وتعالى في تعقلاته وانطلق في علمه فإنه يبقى محدود، أما حدوده الأولية فهي لا تتعدى ثدي أمه ووسادة نومه، ولكنه وبفضل تفاعله الفكري مع ما يحيط به من موجودات نراه وقد تحرك مسيره نحو الفهم والعلم والمعرفة والاكتشاف والاختراع، ولأن تفاعله محكوم أيضًا بكم وكيف تجاربه في الحياة، فإنه وبشكل طبيعي يحتاج للآخر طلبًا للتكامل وسعيًا نحو التسامي على طريق الفهم والصواب، هكذا هو الإنسان السوي، يشتاق دائمًا للرأي الآخر ناقدًا كان أو مُقترِحًا..


إن هذه الطبيعة الإنسانية قررت حقًا لكل المجتمع على كل فرد فرد منه، فأنت كمجتمع لك حق على الآخرين بأن يطرحوا آراءهم مهما كانت مخالفة لما تحمل من رؤى، والهدف أن داخلك الإنساني يعشق تذوق مختلف الآراء والمضاربة بينها طمعًا في احتضان الأصوب مما يتولد منها، هذا حق لا ينبغي لنا تجاهله أبدًا، بل يعاب علينا تجاوزه بأي شكل من الأشكال.


قبل يومين أو أكثر كان لبعض الأخوة رأي في أن نتصدى لمن يطرح مشروع الخروج عن منهجية السلم في مواجهة القوات الهمجية للسلطة والبدء في ابتكار طرق للرد بالقوة، حاولت فهم المعنى المراد من التصدي، فجائني الجواب: لا بد من إسكات هذه الأصوات!!
طيب.. لماذا؟
قال: لأنهم يشوهون الثورة ولن يكون منهم إلا قبرها بفكرهم هذا..


يا أخي ومن نصبك إلهًا أو نبيًا أو وصيًا على الناس؟ ومن أقنعك بأنك الأكثر فهمًا وحكمةً من غيرك؟ ومن أفهمك أن الناس لا قدرة لهم على الفهم والتشخيص واتخاذ القرار؟ وإن أخطأوا في قرارهم، فمن قال لك بأنهم لن يتحملوا نتائجه؟ وإن لم يتحملوا فمن قال بأنهم لن يتعلموا؟


بكل بساطة قال: ولكن الأمر يتعلق بالأمة، والقيادة قالت كلمتها في قضية أسلوب المواجهة، ولا شيء غير السلمية.
قلتُ: القيادة لا تعني مصادرة الآراء، ولو كان الأمر كذلك لقضى أمير المؤمنين (عليه السلام) حياته في ملاحقة هذا ومطاردة ذاك والتفكير في كيفية إسكات فلان وإخماد (فلتان)..


نعم، لقد أزالت ثورة الرابع عشر من فبراير الكثير من الأتربة فأوضحت الصور بشكل رائع جدًا، الناس اليوم متيقظين وليس من السهل مخادعتهم فضلًا عن خداعهم بحرية الرأي في مصادرة الرأي الآخر!! إنهم يدركون جيدًا الفرق بين الحرية الفكرية وبين الاستبداد المغلف بها، إذ كيف لعاقل أن يقبل مثل هذا القول: أؤمن بحرية الرأي، ومنه أن أصادر رأيك وأقصيه وأحكم عليه بالفساد والإفساد والضلال والتضليل والباطل والإبطال؟؟


لاحظوا جيدًا.. فلنقل بأن الشعب غير واعٍ، بل ومتخلف أيضًا.. بالرغم من ذلك، فعليه أن يتحمل نتائج عدم وعيه وتخلفه حتى لو أنها تنعكس على من يدرك ويعي، لأن هذا الأخير قصر في ممارسة دوره في التوعية الموضوعية والتثقيف الواعي، وبسبب تقصيره بقي المجتمع في دائرة التخلف واللا وعي، ولكن الحقيقة أن شعبنا شعب الثورة يمتلك وعيًا رائعًا جدًا، وهو على استعداد لتحمل نتائج خياراته وقراراته، فلننتهي عن ممارسة (الوحشية) الفكرية بعناوين (تحررية).


كاتب هذا المقال يؤيد سلمية الثورة، ويشجع على مشاركة طلبة المدارس في العمل الاحتجاجي حتى في أوقات الدوام الرسمي، ويعارض قبول الموقوفين والمفصلوين العودة لأعمالهم، ومن حقي وحق المجتمع على كل من يملك رأيًا موافقًا كان أو مخالفًا أن يطرحه بموضوعية تامة ودون أي تشنجات أو عصبيات، فنحن جميعنا نسير في طريق الفهم والتراكم المعرفي، وهذا يقتله الاستبداد بأي شكل كان ومن أي مصدر يأتي.


إن لحرية الرأي أدبيات وأصول وأخلاقيات لا ينبغي لنا تجاوزها أبدًا، وقد أدركها شعبنا البطل بكل جدارة، والفضل من بعد الله سبحانه وتعالى فهو لثورتنا التاريخية وما صنعه ميدان الشهداء (دوار اللؤلؤة سابقًا) عندما جمعنا في حضنه الذي أصبح مكانًا تطرح فيه مختلف الآراء بحرية تامة فتعلمنا بالقرب من قلبه كيف نستمع ونتذوق ونزن ونفاضل ونختار ونقرر، ولو لا هذا الانفتاح الفكري مع التوفر الرائع على مستويات عالية ومتقدمة من الاحترام المتبادل بين مختلف الفئات والشرائح لما تكوّن مثل هذا الوعي في فترة قياسية جدًا.


سوف تفشل –بإذن الله الواحد الأحد- أي محاولة لتشويه حرية الرأي وانطلاقاتها الفكرية، ولن ينجح –إن شاء الله تعالى- كائن من كان في أن يعيدنا إلى مربعات التأزيم النفسي وأمراض الروح، ومجانب للفلاح –بحق لا إله إلا الله- كل من يسعى لضرب بعضنا ببعض، ولن يجد لنفسه مكانًا –بحول جبار السموات والأرض- كل من يحول الرموز والقيادات في البلد إلى فزاعات يطلب بها إخافة الرأي الآخر.
أقول في سطري الأخير..


نحن في خير جدًا.. نحن على خير جدًا.. نحن –إن شاء الله تعالى- إلى خير كثير وبركات، وكل ما نحتاجه القليل من الصبر خصوصًا في استيعاب بعضنا البعض، وبذلك نحيا ويقوم بنياننا.

محمد علي العلوي
18 شوال 1432هـ الموافق 17 سبتمبر 2011م




الساعة الآن 12:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227