صور:شهيدنا المنسي
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الذكرى السنوية السادسة عشر على شهادة القائد الكبير و المجاهد العظيم الحاج يوسف أحمد كمال

جئت الى سيارتي لأفتح الباب و اذا برجل يتقدم الى الأمام و يصفعني على وجهي صفعة سقطت من قوتها على الأرض, و حينما أردت أن أعترض و أتسائل عن سبب هذه القسوة فأجابني بسرعة : ما تعرف أن هذا مكان الشيخ, اموقف سيارتك في مكان أسيادك" ثم رحل
هذا الموقف قاد الشهيد الكبير الذي ظل مجهولا الى أن وافته المنية و حتى يومنا هذا الحاج يوسف أحمد كمال الذي كان يعرف بالحاج محمد جواد أو الحاج مسعود, قاده الى التفكر في الوضع السياسي في البحرين القائم على أساس العبودية للحاكم, و السيادة للقبيلة الحاكمة.
إن أثر إستعلاء آل خليفة ظاهر في كل زاوية, فإن رأيت ترفا فإن لهم حصة فيه وإن رأيت فقرا فإنهم السبب وراءه.
فأخذ الشاب يوسف أحمد كمال يتلمس الظلم المستشري في كل ناحية من نواحي بلده و مسقط رأسه البحرين, الى أن بلغت المظالم بالنسبة اليه ذروتها حينما أركبت السلطات عائلته و والدته التي كانت حبلى في بلم صغير و نحتهم الى ايران. لم تكن تلك البداية و لا النهاية فإن الأم الحنون زجت في سجون آل خليفة أواخر السبيعينيات و كانت تتعرض للتعذيب القاسي و هي حبلى!!!
و بعد تسفير العائلة الى ايران بدأت صفحة جديدة من المعاناة, لكن الشهيد يوسف أحمد كمال أخذ على عاتقه أن يحق الحق و يدافع عن الحقوق فبدأ نشطاه الديني و السياسي في الدفاع عن المظلومين من شعبه و كان محل ثقة آية الله السيد هادي المدرسي واعتزازه و ما ذلك الا للصفات الحميدة التي كان يتمتع بها من إيمان راسخ و رؤية ثاقبة و عمل دؤوب. صاهر آية الله العارف الكبير السيد محمد كاظم المدرسي في منتصف الثمانينات و كان آنذاك رئيسا لمكتب آية الله السيد هادي المدرسي الذي كان يعج بالنشاط و الحيوية. و كان مأوى للمآت من الشباب المؤمن الذين هاجروا من بلادهم ليتحملوا أعباء الرسالة و الذب عن المستضعفين و مقارعة الظالمين.
كان الحاج يوسف أحمد كمال يتمتع بإخلاص فريد, فكان رغم مهاراته الجمة يتجنب الأضواء و كان يعمل في تنظيم الشباب المؤمن كما و ألف كتبا عدة في العمل الإسلامي و جهاد الطغاة.
تعرض الى حادث سير أثر على صحته فتوجه في منتصف التسعينات الى ألمانيا للعلاج, و رغم أن العلاج كان بسيطا الا أنه و بشكل مريب تدهورت صحته و دخل في إغماء لم يعلم سببه.
شك الأطباء المتخصصون في حالته الصحية التي بدأت تتدهور يوما يعد يوم.
رغم أن أكثر البحرينيين لم يكونوا على علم بمكانة الحاج يوسف أحمد كمال و قوة شخصيته و تأثيره على الوضع في البحريني الا أن السلطات الغاشمة كانت على دراية تامة بعمله و نشاطه السري ضد الطخامة الحاكمة.
توفي الحاج يوسف أحمد كمال بعد عشرة أيام من إجراء عملية إعتيادية في قدمه مما أثار شكوك الأطباء و الطاقم الطبي المتخصص في مستشفى مهمة في مدينة هامبورغ الألمانية. و طالبت الشرطة المحلية إجراء تشريح لجسده و أخذ عينات من كبده الذي توقف عن العمل فجأة لمعرفة ملابسة الحادث.
تأكدت عائلته بأن الحاج الفقيد لم يمت موتة طبيعية و لكنه التحق بقافلة الشهداء عن عمر يناهز الثانية و الأربعين.
خلف الحاج يوسف أحمد كمال خمسة من البنين الذين انتهجوا مسلك العلوم الدينية فأصبحوا رجال دين و خطباء حسينيين و قد نشؤوا في ظل تربية ذلك القائد العظيم و المجاهد الكبير الحاج محمد جواد رحمه الله.
و من كمال الوفاء أن نقف موقفا نستذكر فيه مآثر هذا الرجل الذي استشهد في الدفاع عن دينه ومبادئه ووطنه.
فسلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبحث حيا

http://img.techpowerup.org/110914/IMG_0002.jpg
مع عمه آية الله العارف السيد محمد كاظم المدرسي

http://driveupload.info/di-0M7R.jpg
مع أخيه الحاج كمال أحمد كمال
http://driveupload.info/di-WHRQ.jpg
مع آية الله السيد المدرسي
http://driveupload.info/di-P45J.jpg