صورة حية من لبلة تقرير مصير عالي الابية
 

بدات ال مظاهرة الكبرى لتقرير المصير في مدينة عالي فييوم الخميس ليلة الجمعة 8/9/2011
ما ان انتهت الصلاة حتى علت اصوات الابواق من كل حدب وصوب الشوارع مغلقة بشكل غير متصور المتاريس على كل فرع وشارع وبكل شيئ تتصوره من الطابوق الى جذوع النخل بل انك ترى عمود انارة يسد الشارع ايضا وكذا قارب صغير ولا تدري كيف امتلات الشوارع بعد ان كانت نظيفة عصرا
ومتاريس اسمنتية المسامير ملقاة في كل مكان والحجارة والطابوق تملئ الشوارع حتى انك تحسب مدينة عالي المرتبة النظيفة مدينة اشباح .الطائرة تحوم تضيئ مصابيحها فكاننا في ساحة حرب
كانت ليلة عصيبة تحمل بين طياتها الحماس والصبر وتمثل صرخة من صرخات هذا الشعب الذي طال صبره وهو يعض على جرحه
الصبر البحراني صار مضرب الامثال حتى قال احد الناشطين المصريين فيه ان مثل يا لصبر ايوب ينبغي ان يبدل بيا لصبر البحارنة
شباب قد تجمع وظهر فجاة ولا تدري من اين خرج لان الطرق كلها قد اغلقت ولا يسمح لاحد بالدخول من غير اهل المدينة الأبية
احد الشباب ممن كانت بيوتهم قريبة جدا من مركز المواجهة والذي يملك قدرة فريدة على التصوير وذلك بانه يضع نفسه مكان المتكلم ويضع له صوتا مخترعا و يقلد لهجته
صوّر عدة صور لمخترقي وزائري البيت من المحتجين شباب وبنات بل ونساء كبيرات
بنت تخاطب المرتزقة وترميهم بالطابوق وشاب يتسلق ويخرج الى سطح الجيران ليكمل مسيره
وبنت تصلبت واقفة امام النافذة تصور الاحداث (ولا ادري لما لم يعرض هذا التصوير اذ الصور المعروضة لهذه الليلة قليلة جدا)
امراة كبيرة جمربة تطلق الشعاراة وتقول انها تؤلف الشعارات وضربت له عدة امثلة على شعاراتها من قبيل اياد مانعيفة هيهات يا خليفة حيث الاسم المفترض هو ابنها المعتقل
وامراة اخرى ستراوية تصف معاناتها وتذكر اقربائها المعتقلين وانها لم تعد تملك شيئا لتخسره
واللطيف انها كانت تحمل سماعة تخاطب بها المرتزقة فهي كانها ضابط شرطة يحذر مجموعة محاصرة اذ كانت تخاطبهم بقولها : على جميع المرتزقة مغادرة المكان فورا..لقدذكرت انهم كيف احترموا الملك ورفعوا سيارته لكنه خانهم
كان بلاط هذا البيت فيه عدة مناطق محترقة من اثر مسيل الدموع وبه زجاجة باب مكسورة
رب هذا البيت كان يصف طول مدة الاحتجاج وكانه يعبر بعض الضيق مما لاقاه في تلك الليلة من عناء اذ ان رائحة الغاز استمرت الى ظهر اليوم التالي. مما يلزم الثوار بالتفكير جديا على توزيع الوقت على مناطق متعددة للاحتجاجات لكي لا يكثر الضغط على بعض اصحاب البيوت
في الصباح بعد الصلاة كانت قوات الشغب متجمعة عند الدوار وبجنبها ما يقارب اربعين سيارة مصفوفة والاطارات ملقاة على بعضها وعند الدوار الآخر (دوار الشهيد جعفر معيوف) شاب يحمل بوقه ويحكم سد الشارع وهو يلعلع بنغمة تن تن ترن اشار لي باالنحراف عن الشارع
وبعد مدة توجهت لمجموعة مكونة من اربعين شابا تقريبا ثلثهم من البنات سيارة سوداء للمخابرات واطلقت عليهم عدة طلقات وفيهم شاب جسيم مغطى الوجه وانت تراه تحسبه انه قائد المجموعة قام بتوجيه الخطاب للبلطجي: تعال تعال ثم نادى والجمع يردد معه بلطجية بلطجية يالحكومة يالغبية. تعالت الاصوات بهذا الهتاف وكانت الفتيات يقمن بالتصوير بجهاز الآيفون
احد الشباب وجه للسيارة سلاحا مخترعا سلميا والظاهر انه ما يسمى بمطلق البطاطس وللاسف لم اشاهد نموذجا من كيفية هذا الاطلاق المثير
كانت ليلة عزة تورث الفخر ولكن اكثر ما كان يؤلم فيها هو صور جرحى رصاص الشوزن وخاصة اصابات العيون. مما يدل على قسوة الحاكم وانعدام الشفقة عند جنوده. وكما انه يدل على اجرام طرف يدل على استعداد ابناء هذا الشعب وهم في مستهل العمر للتضحية والفداء في سبيل الدين والجرية والوطن.