منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   اختطاف المظلومية - مقال للكاتب علي الظفيري (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=587303)

محروم.كوم 09-11-2011 04:40 AM

اختطاف المظلومية - مقال للكاتب علي الظفيري
 
اختطاف المظلومية
| 2011-09-11 -



http://www.alarab.qa/upload_ar/images/2117781058.jpgعلي الظفيري
[email protected]
http://twitter.com/#!/AliAldafiri

في الأسبوع الماضي كتبت في هذه الزاوية ما يعبر عن رؤيتي وموقفي الشخصي تجاه الوضع في البحرين، الأمر الذي لم يرق لأبناء السلطة وملاحقها فانهالت على المقال وصاحبه وكل ما يمت له بصلة بأقذع الشتائم، حتى أصبحت صفوياً تدفعه السياسات القطرية لهدم أمن واستقرار البحرين! لم تعد السلطة وسياساتها الكارثية سبباً في الأزمة، لكن كاتبا مثلي هو المسؤول الأول عن هذه العبثية التي تحكم البلاد وتدفع المنطقة إلى أتون احتراب طائفي لا تحمد عقباه، وقد قيل: من الجهل ما قتل، يضاف إلى ذلك المال والمصالح والعجز عن مجابهة الرأي بالرأي!، وسأتجاوز هذه الفئة مع تسجيل احترامي وتقديري لكل تعقيب يحاول بحث المشكلة لا شخصنتها وإلقاء التهم جزافا، وأكمل ما بدأته الأسبوع الماضي. قلت: إن الوفاق جمعية وطنية لا تشكيك بشعاراتها المرفوعة ورغبتها بتحقيق العدل والمساواة بين المواطنين في البحرين، وأشرت أيضا أن الجمعية بيدها حرف مسار الطائفية في المنطقة، وقد بدا ذلك مستغربا بعض الشيء، فكيف للوفاق التي تناضل من أجل حقوق المواطن البحريني حسب رؤيتها أن تفعل هذا، وفي هذه الأوضاع تحديدا!، وهنا أريد التأكيد على أمر مهم لم ينتبه له المعلقون، الراضون منهم والغاضبون، ليس الكلام السابق ولا الحالي عن شريط فيديو ظهر فيه أحدهم يضرب الآخر، ولا عن رواية يتناقلها الناس بجهل وخوف عن شيعي سعى لقتل سني أو راية إيرانية مرفوعة، ولا عن تفاصيل مشوهة لحدث في مستشفى أو جامعة أو دوار، الحديث هنا عن المستقبل والتعايش ودولة المواطنة التي تساوي بين الناس، روايات الفيديو والأخبار مهمة وبعضها صحيح، لكنها في الأجواء الملبدة بالطائفية تأخذ حيزا أكبر مما يجب، كما أنها تُضخم ويُبالغ فيها بقصد وعن غير قصد، لذا لا أجد نفسي ميالا لمتابعة الأشرطة وقراءة التعليقات في الموضوعات المرتبطة بالبحرين، بل حاولت الابتعاد عن الملف لحساسيته فترة من الفترات، لكن الأمر تجاوز البحرين للمنطقة برمتها، وهذه مسؤولية الجميع لا البحرينيين وحدهم.
لو كنت مكان الشيخ علي سلمان لعقدت اجتماعا طارئا لطرح الأسئلة التالية، لماذا لم تنجح الوفاق في الوصول لمطالبها؟ ولماذا لم تحظ هذه المطالب –التي تؤكد الوفاق على شموليتها وعدم فئويتها– بشعبية من بقية البحرينيين؟ ولماذا لم تجد الاحتجاجات الشعبية البحرينية تأييدا عاطفيا على الأقل من شعوب المنطقة كما حظيت به الثورات الأخرى؟ ربما يجد الشيخ علي والإخوة في الوفاق من يقول لهم إن السلطة نجحت في قمعنا عبر استعانتها بدرع الجزيرة ودعم الدول الخليجية لها ونشر المخاوف من المدّ الإيراني بين أوساط السنة، وربما يندفع قليلا للحديث عن مظلومية الشيعة ويمعن في تبرير كل ما جرى وفقا لهذه النظرية، ولن تكون التبريرات –رغم صحة بعضها- كافية لفهم ما جرى، الموضوع أعقد من ذلك، ويمس مستقبل الشيعة في البحرين وباقي الدول ويمتد إلى بقية مكونات المنطقة المذهبية والدينية والعرقية.
الشعار الذي رفعته الوفاق يشمل الجميع وليس الشيعة، وهذا صحيح، وقد تحالفت الجمعية مع وطنيين من التيار القومي واليساري وأرادت تصوير الأمر على أنه انفتاح مذهبي وتعددية، وهذا غير صحيح، فالوفاق تعرف جيدا ماذا تعني كلمة السنّة ومن يمثلها وماذا تعني جمعية وعد، فالتقدميون رغم مواقفهم الصلبة والوطنية لا يحظون بانتشار وتأييد كافيين في الأوساط السنية، وهي تعرف ذلك أكثر من غيرها، ماذا تفعل الوفاق إذن طالما أن خطابها وطني وكونها منفتحة على التحالفات مع الأطياف الأخرى التي تقبل التحالف معها؟
تستطيع الوفاق أن تركن للوضع القائم، ولكن عليها أن تنتبه لأمر ما، حالة الجفاء بين الشيعة والسنة تزداد، وهناك تباين في محطات مفصلية منها احتلال العراق والثورة السورية والموقف من احتجاجات 14 فبراير، وكنا قد تجاوزنا الحرب الإيرانية العراقية ومرحلة تصدير الثورة، وما تقوم به الجماعات الشيعية ومنها الوفاق أنها تختار لنفسها بنية وجهازا تنظيميا خاصا ثم تطرح التعايش والتحالف والتآخي مع الآخر، ويحدث أن تُختطف المظلومية اختطافا فيصبح الشيعة وحدهم المسلوبة حقوقهم كما هو الحال في البحرين، ويصبح النظام الصدامي شعارا سنياً وإن لم يُصرَّح بذلك، وتكون المقاومة حكرا على الشيعة في لبنان ويُطلب من الآخرين التحالف والدعم فقط، وتكون إيران التي -لا يرى العاقلون بشيطنتها- صديقا وشريكا حاضرا في الحياة اليومية العربية وهذا ما لا يجب أن يكون، ويطلب من الآخر تخطي كل العناوين المذهبية الفاقعة للتيارات الشيعية كي يكون متزنا وعاقلا ومعتدلا في موقفه!
المشكلة الرئيسية تكمن في تكوين الأحزاب السياسية الدينية، وتصبح هذه المشكلة أكثر تعقيدا مع التيارات الدينية الشيعية على وجه الخصوص لأسباب كثيرة منها العلاقة مع إيران، وقد شاهدت الوفاق والحركات الدينية الشيعية كيف أن حالة التعايش والتسامح أوشكت على الانهيار حين استعملت أكثر من سلطة ورقة الطائفية لتعطيل حركة الإصلاح، وقد نجح الأمر وسينجح طالما أن كل طرف سياسي لا يستطيع الانضواء تحت عنوان وشعار وطني جامع بعيدا عن الخصوصيات المذهبية المنفرة، وهذه مسؤولية الوفاق اليوم التي تستطيع نظرا للطبيعة الاجتماعية المتسامحة لشعوب المنطقة، ونظرا للقبول الواسع الذي تحظى به، والمصداقية التي تميزها، أن تقوم بمراجعة جدية وجذرية لبنيتها السياسية بما يسمح للجميع تجاوز العتبة الطائفية والعمل بروح وطنية جماعية نحو الإصلاح المنشود، فنحن جميعا مظلومون بما يكفي للعمل نحو تحقيق هذا الهدف.

http://www.alarab.qa/details.php?iss...6&artid=150139


iFadhel


الساعة الآن 08:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227