|
**..قـــصـــــة لـن تــنـــدم عـلـــى قــراءتــهـــا..**( 2 ) أبوعبدالرحمن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حـيـــا الله الجميـــع في الجــزء الأول ذكرت أن خزيمة بن بشر لمـا ولي الإمارة سجن عكرمة الفياض..!! ألم يحسـن عكرمة إلى خزيمــة..؟! فلماذا إذاً سجنـه..؟! بعـد قرار الخليفة سليمان بن عبدالملك بتولية خزيمة على الجزيرة بدلا من عكرمة توجـه خزيمة إليهـا فلما قرب منهـا خرج عكرمة وأهل البلـد للقائـه فسلّم عليه، ثم سارا جميعا إلى أن دخلا البلد فنزل خزيمة في دار الإمارة، وأمر أن يُؤخـذ عكرمة وأن يحاسب..! خزيمة ـ كما في الجزء الأول ـ لا يدري من المتفضل عليه بالمساعدة. فحوسب عكرمة ففضل عليه مال كثير، فطلبه خزيمة بالمال، فقال : مالي إلى شيء منه سبيل فأمر خزيمة بحبسه، ثم بعث يطالبه، فأرسل إليه : إني لست ممن يصون ماله بعِرضـه، فاصنع ما شئت فأمر خزيمة به فكبِّل بالحديد، وضُيِّق عليه، فأقام على ذلك شهراً، فأضناه ثقل الحديد وأضرَّ به وبلغ ذلك زوجه ابنة عمه، فجزعت عليه واغتمت، ثم دعت مولاةً لها ذات عقل وقالت : امضي الساعة إلى باب هذا الأمير، فقولي عندي نصيحة، فإذا طلبت منك فقولي : لا أقولها إلا للأمير خزيمة فإذا دخلت عليه فاطلبيه الخلوة، فإذا فعل قولي له : ما كان هذا جزاء جابر عثرات الكرام منك في مكافأتك له بالحبس والحديد ! ففعلت الجارية ذلك...فماذا كان الرد ؟ لما سمع خزيمة ذلك قال : واسوأتاه ! جابر عثرات الكرام غريمي ! قالت : نعم، فأمر من وقته بدابته فأُسرجت، وركب إلى وجهاء أهل البلد، فجمعهم وسار بهم إلى باب الحبس ففُتح ودخـل خزيمة فرأى عكرمة الفياض في قاع الحبس متغيّراً؛ قد أضناه الضـرّ فلما نظر عكرمة إلى خزيمة وإلى الناس أخجله ذلك، فنكس رأسه فأقبل خزيمة حتى انكبَّ على رأسه فقبَّلـه، فرفع رأسه إليه وقال : ما أعقب هذا منك ؟ قال : كريم فعالك وسوء مكافأتي. قال عكرمة : يغفر الله لنا ولك ثم أمر بفك قيوده، وأن توضع القيود في رجله هـو !، فقال عكرمة : ماذا تريد من ذلك ؟ قال خزيمة : أريد أن ينالني من الضر ما نالك، فقال : أقسم عليك بالله ألا تفعل فخرجا جميعا إلى أن وصلا دار خزيمة، فودَّعه عكرمة، وأراد الانصراف فلم يمكّنه من ذلك، قال : وما تريد ؟ قال : أغيّر من حالك ما أراه، وأما حيائي من ابنة عمك فأشد من حيائي منك ثم أمر بالحمام ـ وهو ما يشبه حمام البخار حالياً ـ فأُخلي ودخلا جميعا ثم قام خزيمة فتولى خدمته بنفسه، ثم خرجا فخلع عليه، وحمل إليه مالا كثيراً، ثم سار معه إلى منزله واستأذنه في الاعتذار من ابنة عمه، فأذن له، فاعتذر إليها وتذمم من ذلك ثم سأله أن يسير معه إلى أمير المؤمنين، وهو يومئذ مقيم بالرملة، فوافق. فسارا جميعا حتى قدما على سليمان، فدخل الحاجب فأخبره بقدوم خزيمة بن بشر، فراعه ذلك، وقال : راعي الجزيرة يقدم علينا بغير أمرنا ! مع قرب العهد به ! ما هذا إلا لحادث عظيم ! فلما دخل عليه قال له قبل ان يسلم : ما وراءك يا خزيمة ؟ قال : خير يا أمير المؤمنين، قال : فما أقدمك ؟ قال : ظفرت بجابر عثرات الكرام فأحببت أن أسرك، لما رأيت من شوقك إلى رؤيته، قال : ومن هو ؟ قال : عكرمة الفياض. فأذن له بالدخول، فدخل فسلم، فرحب به وقربه من مجلسه، وقال : يا عكرمة، كان خيرك له وبالا عليك، ثم قال له : اكتب حوائجك وما تختاره في رقعة، فكتبها فقضيت على الفور ثم أمر له بعشرة آلاف دينار، مع ما اضيف إليها من التحف والطرف، ثم دعا بقناة فعقد له على الجزيرة وأرمينية وأذربيجان، وقال له : أمر خزيمة إليك إن شئت أبقيته وإن شئت عزلته، قال : بل أردُّه إلى عمله يا أمير المؤمنين ثم انصرفا جميعا وبقيا أميرين لسليمان مدة خلافته أرجــو أن القصة نالت على إعجــابكــم وأعتذر عن تقسيمها لكن لطولها وسبق في الجزء الأول التنبيه على عبارة " جابر عثرات الكرام " وإلى لقاء قادم بإذن الله |
| الساعة الآن 09:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir