اناتهم وعذاباتهم رسمت لنا طريقة الثورة
 

http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...81590954_n.jpg

دولة القانون ... دولة المؤسسات ... حقوق ...الانسان ... كرامة انسانية ... حيادية القضاء ... المجرم بريء حتى تثبت ادانته ...

شعارات كانت ولا زالت تتردد علينا صباح مساء في وسائل الاعلام يُحاوَل من خلالها تقديم واقع الحال لوطنٍ اسمه البحرين ...وطنٌ يسمو فوق كل تمييز ...وطنُ الديمقراطيه ولو كانت منقوصه فالمرء لا يولد راكضا ... ليدخل البعض في سكرة الاصلاح ... سكرةٌ ايقظتها انات المعذبين المظلومين في غياهب السجون

لم يكن احدٌ من الناشطين الذين عُرفوا بموقفهم الرافض لما سُمي بالمشروع الاصلاحي لحمد بن عيسى يتخيل ان شرف ايقاظ هذه الامه سيكون عن طريق عذاباته وانينه وان كشف زيف الاصلاح سيقع على عاتق صبره وشجاعته ...لكنه الله يصطفي من عباده من يشاء ... لتكون تضحياتهم فرشاة الفنان الذي رسم لاحقا اروع لوحات العز والكرامه في تاريخنا

19 عشر كوكبا من خيرة شباب قرية كرزكان باتوا ليلة ال9 من شهر ابريل عام 2008 يحلمون بغد مشرق واذا بهم يفيقون على وقع السياط ... فالحاكم ضاق بنشاطهم ذرعا ... وجاء وقت الحساب

في تلك الليلة وافتنا شبكة ايلاف الاخبارية ان دورية للشرطه قد تم احراقها عن طريق قنابل "ملوتوف" القتها مجموعة من الشبان المتلثمين في قرية كرزكان وقد نتج عن هذا الهجوم مقتل الشرطي ماجد اصغر علي باكستاني الجنسية... وفور الحادث تم تطويق المنطقة بالكامل لينتج عن التحقيق وبسرعه قياسية لم تتعدى الساعات اتهام 19 شابا ممن هم معروفون بتوجهاتهم المناهضه للسلطه ...ليعتقل بعضهم في الساعات الاولى من الفجر والبعض الاخر في الايام القليلة اللاحقه .. لتبدأ مأسآة انسانية مروعة سطرتها اجهزة الدولة عن طريق التعذيب الوحشي بالضرب والصعق الكهربائي وحتى الاعتداء الجنسي .

معاناة استمرت طيلة سنة وما يقارب الستة اشهر داخل السجون الرهيبة ... توالت خلالها شهادات المعتقلين لوحشية التعذيب وقسوة الجلادين ... ومن هول ما وثق من شهادات لحجم الانتهاكات داخل السجن استنفرت القوى الحية كل طاقاتها وناشدت كل النفوس الابيه والمخلصه لانهاء معاناة هؤلاء الشرفاء المظلومين ...

فكان لفريق الدفاع بقيادة المحامي الاستاذ محمد التاجر الفضل بعد الله وبجهود مختلف الجمعيات والفعاليات السياسية بتبنيهم القضية بأن استحوذت على اهتمام الشارع وصولا ليوم النطق بالحكم في يوم 13 من اكتوبر للعام 2009 والذي طالب فيه المدعي العام بانزال عقوبة الاعدام على المتهمين... ولكن يد الله فوق ايدهم ليعلن في ذلك اليوم براءة المتهمين المظلومين وتنتشر الافراح في كل ارجاء البحرين.

نظام فاسد ... حاقد متغطرس ... لا يحتمل رؤية البسمه في محيا شعبه ... فسرعان ما حاول اغتيال بسمة الامهات والاباء بتقديم حكم استئناف يعيد هؤلاء الشرفاء لعذابات السجون ... وبعد اشهر قليلة من الافراج حكم قاضي الاستئناف بالسجن لمدة 3 سنوات على جميع المتهمين ...

البعض منهم سلهم نفسه تحت وطأة التهديد والبعض الاخر تم القبض عليهم عنوة ... وهم لا يزالون يقبعون في السجون حتى لحظة كتابة التقرير وفي ظروف انسانية صعبة ... ليُسقط هؤلاء الابطال ورقة التوت عن عورة النظام الذي اختبأ طيلة السنوات الماضية خلف ورقة الاصلاح ..

سياط الجلادين لم تتوقف عن قهرهم ... واناتهم كانت لاتزال تدوي في سماء المحرومين ... ظلامتهم ماثلة لكل الاحرار ... كالجمر تحت الرماد ... بعنفوانهم وشهامتهم وشجاعتهم اسسوا الطريق ... فاتت ثورة البركان في 14 فبراير رافضةً لظلمهم ... رافضةً لسجنهم ... صارخةً باسمهم ومعهم ... كفا ذلا وهوانا ... كفا حرمانا وظلما ... كفا تهميشا وعبودية
فالشعب قد قالها بالفم الملآن ... اما النصر او الشهاده

منقول