منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   تقارير > تقرير المصير (7): شوكة الدير (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=571033)

محروم.كوم 08-27-2011 08:40 PM

تقارير > تقرير المصير (7): شوكة الدير
 
مرآة البحرين (خاص): الدير، بيت يتعبد فيه الرهبان، وعادة ما يكون الدير في الأماكن المنقطعة عن الناس كالصحاري والبراري وغيرها. أما البارحة، فقد كانت الدير بيتاً ل 14فبراير، بيتاً ينشد فيه الثوار ترانيم الحرية، لم تكن منقطعة عن الناس كما فرضت عليها الجغرافيا والتاريخ، كانت قريبة من قرى البحرين المشتعلة، متصلة بها اتصال الراهب بديره. تقاسموا معها حصتها من القمع، كما تقاسمت معهم حصتها من ضيافة تقرير المصير.


"مهما فعلتم ضدنا.. حق المصير حقنا" شعار رفع في "ساحة الصمود" التي اختير لها أن تكون في قرية الدير، هذه المرة. إنها النسخة (7) من تقرير المصير. استعد أهالي قرية الدير صغاراً وكباراً، شيبا وشبابا رجالا ونساء، لليلة تقرير المصير (7) التي بادر بطرحها شباب القرية كفكرة على شباب 14فبراير، فجاءهم الجواب سريعا بالموافقة. * ‬يسبقهم* ‬تاريخهم* ‬الاحتجاجي* ‬العنيد،* ‬وهوستهم (واويلاه) (1) التي* ‬صارت* ‬علامة* ‬من* ‬علامتهم،* ‬وإضافة* ‬من* ‬إضافاتهم* ‬الشعبية*.‬

هذه القرية الواقعة في ظهر جزيرة المحرق، تحتل موقعا استراتيجيا، لقرب مطار البحرين الدولي منها وهو يمثل منفذا رئيسيا للحركة العسكرية للقاعدة الأمريكية، ولأنها تقع على خط يشمل بعض القرى الموالية، وفي قلب مدينة عرفت بالولاء المطلق للنظام.

لموقعها الحساس، مثّلت هذه القرية شوكة يغص بها الأمن في أي أزمة سياسية تعصف بالبلاد، يكفي أنها تفقد أبناءها كشهداء نظير موقفها الصامد من أي ثورة تطالب بالإصلاح، فلا أحد ينساها في أزمة التسعينيات، ولا أحد يمكن أن يغض الطرف عنها في الأزمة الحالية، وهي الأكثر نشاطا في تحركاتها وسط هذه الجزيرة ذات الخصوصية.

لم تكن هذه المقدمات وحدها كافية لتكون ليلة تقرير المصير البارحة ليلة استثنائية في الدير، فالجغرافيا وحدها لا تعطي الاستثناء، لكن أهل الجغرافيا هم من يصنعون الفرق. وقد صنعه البارحة الديريون أو "الديراويون" كما جرت عادتهم في تدليل نسبتهم لقريتهم. ليلة البارحة، كانت استثنائية في كل شيء، وحازت على دهشة الجميع من حيث التنظيم المتقن وتوفير اللوجستيات الشاملة، لم يفقه تنظيم مشابه من قبل، هذا ما قاله ضيوف القرية.


استعد الشباب قبل أسبوع وأكثر لهذا الحدث، بادروا بجمع كل أنواع التبرعات من الأهالي سواء كانت مالية أو عينية كالأدوات الطبية وغيرها، والأهم من كل ذلك، كان تطوع كادر طبي متكامل مكون من أطباء وممرضين ومسعفين. بل وتبرع بعض الديرين بتوفير أماكن مجهزة بالكامل لتكون بمثابة مستشفى لأي مصاب من الشباب. استعد الكادر الطبي منذ لحظة الإفطار لاستقبال أي نوع من الإصابات، بالذات تلك التي تستدعي دخول المريض إلى طوارئ السلمانية، ليحكم عليه بالإعدام أو المؤبد.


يعد هذا الانجاز عظيما إذا ما عرفنا أن عدد المتطوعين من الكادر الطبي بلغ 20 كادرا، مع توفير أماكن مشابهة لغرف المستشفيات، وإن كانت بصورة لا ترقى لطوارئ مستشفى السلمانية المختطف من قبل العسكر ووزيرة الكذب غير الإنساني (فاطمة البلوشي)(2)، وقد شملت التجهيزات على جميع الأدوات الطبية اللازمة التي لا تتوافر عادة إلا في مستشفى أو مركز طبي.

كما تفننت الدير في الأفكار المبتكرة لصنع الكمائن التي استطاع بها الشباب حصر الجبهة التي يتم خلالها مواجهتهم مع قوات الأمن، وقد فرضوا بهذه التكتيكات تراجع قوات الأمن في أماكن عدة وساعدتهم على ذلك الأزقة الضيقة التي طالما اشتكى منها الأهالي، وباتت اليوم لهم مكاناً آمناً للكر والفر.

الملفت هو خروج النساء كباراً وصغارا شابات وسيدات إلى الشارع، يحملن معهن كل ما يمكنهن أن يقرعن به النغمة التي تستفز الدرك والتي تسمى في العرف الثوري البحريني بنغمة (تن تن تتن) أو (T10 10 10) . كن يضربن على الأواني المعدنية، فتعلو النغمة حماساً في نفوس الشباب وغضبا في بنادق الشغب. على الرغم من كثافة الطلق، إلا أن الديريات لم يتركن الساحة وبقين صامدات بإيقاعهن.

لم تكن الأجواء احتفالية طبعا على الرغم من إدارتها الاحتفائية، لقد فرض طوق أمني صارم منذ صباح الجمعة على القرية، لمنع دخول أي غريب إليها، ولكن ما لم يخطر في حسبان الأمن أن هناك من الثوار الشباب من القرى الأخرى من تسلل إلى القرية قبلها بليلة وبعضهم قبلها بليلتين والآخر قبلها بثلاث، كانوا يتقاسمون مع أشقائهم الديريين اللقمة والفراش وشغف الانتظار.


فتح الأهالي بيوتهم وقلوبهم للثوار كلهم، وشاركوا بكل جهدهم وطاقتهم لإنجاح مصير هذه الليلة، لم يُُرى الأهالي هكذا من قبل، كان هناك في أزمة التسعينيات من يتذمر لقسوة الألم فيلوم الشباب كثيراً ويحملهم مسؤلية الفوضى. هذه المرة لم توفر السلطة أحداً من عقابها الجماعي، فلم يوفرها أحد من الاحتجاج الجماعي.
تفننت سيدات القرية في أطباق الضيافة، فطوراً وسحوراً، وسجلن بذلك سبقاً آخر في الضيافة والكرم، والتغطيات الإعلامية التي نقلت الإصابات والمواجهات ولحظات الاحتدام الخطيرة، لم تنس أن تنقل الموائد العامرة والأطباق المنوعة.

سجل الشباب عدد من حالات الإرهاق والإنهاك الجسدي لرجال الأمن، منهم من أصابته حالة من الإغماء بسبب مسيلات الدموع السامة، لكثافتها، وقد كانت تشاهد كسحابة من الدخان، ترتد أحياناً عليهم فيختنقوا بها. كما شوهدت إصابات إثر انزلاق بعض رجال الأمن بسبب الزيت والديزل المسكوب على أرضية أجزاء من الشوارع التي امتلأت بعبوات مسيلات الدموع وبقايا القنابل الصوتية.

لم تسلم بعض البيوت من التكسير المتعمد، كما لم يكن حال السيارات أفضل من بيوت أصحابها. مع ذلك يشعر الديريون بنجاح ليلتهم المصيرية، وسيظلون يحكون عنها، وسيروي الشباب بطولاتهم لأبناء عصر الديمقراطية القادمة حتماً.

http://bahrainmirror.no-ip.org/artic...id=1726&cid=74


الساعة الآن 04:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227