منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   مرآة البحرين: الصحفي فيصل هيات وسيرة 84 يوماً في المعتقل (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=570420)

محروم.كوم 08-27-2011 05:40 AM

مرآة البحرين: الصحفي فيصل هيات وسيرة 84 يوماً في المعتقل
 
الحلقة الأولى:


صورة و84 يوماً


"لم أكن يوما متدينا ولا سياسيا، في الحقيقة كنت أهرب من الثانية ما استطعت لكراهية خاصة معها، وأعيش مع الأولى كأي فرد لا بالزيادة، وإن كان بالنقصان. لكن البقاء 84 يوما داخل المعتقل باستهداف شخصي، أكسبني نضجا في الحياة من جهة، وجعلني ألمس الله في داخلي من جهة أخرى".

عني..

ربما لأن الصحفي مشروع بحث دائم عن مساحة إضافية للكلام، فقد شهدت حياتي المهنية عدة تنقلات. مع صحيفة الأيام بدأت، في السابعة عشر من عمري، خريج حديث من الثانوية العامة كنت، إنه العام 1992، مارست العمل الصحفي في قسم المحليات حتى 1999، انتقلت بعدها للعمل في معهد التدريب قسم العلاقات العامة، ثم معداً تلفزيونيا عبر برنامج "للشباب فقط"، وفي العام 2002


http://www.bahrainmirror.com/uploaded/faisl.jpg
فيصل هيات في اليوم 85 فرحة الإفراج

تغير مسار حياتي المهنية بصورة كبيرة مع انطلاق مشروع صحيفة الوسط، كنت من المؤسسين، وعملت رئيسا للقسم الرياضي، اكتسبت المزيد من الخبرة والجرأة التي لم أتعلمها قبل ذلك، لكني عدت بعد عام واحد إلى صحيفة الأيام عبر صفحة مخصصة للجميعات السياسية، ثم إلى القسم الرياضي بعد أشهر قليلة، المجال الذي حقق لي قفزات نوعية.
في زاويتي الأسبوعية "حرة مباشرة"، خضت معارك عديدة ضد الإعوجاج السائد في واقعنا الرياضي، كنت صريحاً ولاذعاً، لتبدأ العراقيل من داخل القسم، ما دفعني للانتقال إلى صحيفة أخبار الخليج، بقيت فيها عامين، كانا حافلين بالمزيد من المعارك المهنية التي دفعت البعض في الصحيفة إلى إصدار فرمانات صريحة لي بعدم التطرق إلى بعض المؤسسات الرياضية، كنادي المحرق والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وذلك بسبب تزايد شكاوي مسئوليها من النقد الموجه لهم.
انتقلت بعدها إلى صحيفة البلاد، لم أستمر طويلا بسبب بعض المضايقات أيضاً. تركت الكتابة الصحافية وتخصصت أكثر في مجال التحليل التلفزيوني مع تزايد الدعوات التي كنت أتلقاها من تلفزيونات الخليج، خصوصا قناة الدوري والكأس القطرية حيث برز اسمي بصورة كبيرة عبر برنامجها الجماهيري "المجلس" (1). لعل أهم الحلقات التي شاركت فيها، كانت حول ترشح رئيس اتحاد الكرة البحريني سلمان بن إبراهيم الخليفة إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم، ووقتها طالبته بالتركيز على عمله في اتحاد كرة القدم البحريني ومحاولة تصحيح بوصلة عمله بدلا من الانشغال بالمناصب الخارجية.

فيصل هيات مقدما في برنامج المجلس الرياضي السنوات الخمس الأخيرة من عملي في الصحافة الرياضية، شهدت عددا كبيرا من الشكاوي الموجهة ضدي من قبل بعض المسئولين الرياضيين، وكان السبب هو الطابع النقدي الصريح الذي أتبعه في الكتابة، الأمر الذي لم يكن مرحبا به في العديد من مؤسسات صحفية عملت فيها.قادتني كتاباتي الصحافية إلى النيابة العامة ثلاث مرات، أبرزها بسبب شكوى تقدم بها مدير قناة البحرين الرياضية الحالي.

لماذا؟

لماذا أبدأ بهذه المقدمة عن نفسي؟ لأني بهذه التركيبة أدخل ضمن كادرين طالهما العقاب بطريقة أو بأخرى، الكادر الرياضي والكادر الصحفي، وكلاهما كانا جزءاً من الحملة المكارثية الذي شنها الإعلام، والتي بدأها بالرياضيين فيما يبدو أنه ثأر خاص مع طرف معين. ورغم أني شاركت في مسيرة الإعلاميين فقط، ولم أشارك في مسيرة الرياضيين، إلا أن وقوعي في منطقة التماس الحرجة بين الاثنين، وسجلي المزعج في النقد الصحافي من الجانب الرياضي، كان سبباً للإسراع بزجي ضمن الرياضيين، في فرصة مهيئة للانتقام الشخصي مني، كما غيري بالطبع.
هكذا تمّ الزج باسمي وصورتي في البرنامج الأسبوعي "حدث خاص" التي تمّ استحداثه ضمن الدورة البرامجية الجديدة قبل فترة وجيزة من أحداث فبراير. يقدم البرنامج (فايز السادة) الذي عمل على محاكمة الرياضيين المشاركين في المسيرة الرياضية على الهواء مباشرة، البرنامج قام بعرض صور الرياضيين مع دوائر على وجه كل واحد منهم مع اسمه والمؤسسة الرياضية التي ينتمي إليها، وضمنها تم عرض المقطع العلوي من صورتي التي تظهر مشاركتي في مسيرة الصحافيين والإعلاميين، أحمل فيها لافتة مكتوب عليها "صحافة حرة حرة..."، تم إخفاء الجزء الذي يظهر الكتابة على اللافتة، لتبدو وكأنها جزء من مسيرة الرياضيين، وليتم إدخالي المعتقل على إثرها لمدة تصل إلى 84 يوما.
قبل أن أدخل في تفاصيل اعتقالي وما تعرضت له من انتهاكات، سأحدثكم عن مشاركتي في مسيرة الإعلاميي بتاريخ 20 فبراير 2011، وصلتني الدعوة كما غيري بالمشاركة في المسيرة الإعلامية التي تطالب بإعلام مستقل وغير منحاز، إعلام ينقل الحقيقة كما نراها على الأرض لا كما يراد لها أن تظهر. كنا كإعلاميين وصحافيين نرى أن كل الإعلام صار صوتاً واحداً ولا مكان للرأي الآخر فيه. شاركنا نطالب بحرية الصحافة وحرية الرأي.

عندما وصلت الدوار كان الزملاء قد بدؤوا يتوافدون. لم أكن أحمل في يدي لافتة. كان أحد الصحفيين قد جلس يخط الشعارات التي سننطلق بها في المسيرة. بدأت المسيرة وتوازعنا اللافتات. حملت هذه اللافتة التي ظهرت في الصورة والتي كان نصيباً ثقيلاً من التعذيب ينتظرني بسببها. أحد الزملاء الصحفيين قال لي: فيصل هيا تقدم إلى الأمام. تقدمت، فصرت في واجهة المسيرة، وبالطبع في واجهة الصور التي التقطت. ستكون للقبضة التي ظهرت في الصورة قصتها معي داخل السجن، سأخبركم بها في التفاصيل لاحقاً، لكن أستطيع أن أقول إن هذه الصورة غير المقصودة، وغير المخطط لها حتماً، ستلعب دوراً كبيراً في رسم تاريخ شخصي جديد لي.

في القادم الذي سيأتي، أدخل معكم في تفاصيل هذه التجربة..

.


الساعة الآن 08:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227