|
العلامة السيد محمد العلوي: آية الله قاسم, الإلتفاف بين العاطفة والعقل بيان سماحة السيد محمد العلوي في يوم استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام أحدهم شاهرًا سيفه وهو يصرخ في الناس قائلًا: "من قال إن محمدًا قد مات ضربتُ عنقه"، والحال أن القرآن الكريم يقول: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)، ويقول: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ). مع غض النظر عن صدق الرجل أو كذبه فإن إعمال العاطفة مجردة عن العقل والتعقل يقود إلى عواقب مخزية، أقلها التنازل عن القناعات الصحيحة المتعارضة مع طوفان العاطفة، وأكبرها الكفر والعياذ بالله أو ما يوازيه من تأخير الثوابت وتقديم الظرف المتغير عليها. منذ أشهر والصحف (الحكومية) في البحرين تشن حربًا غريبة جدًا على رموز الشيعة وجمعياتهم السياسية ومتبنياتهم الفكرية، والصفوف التي توجه لها الضربات على وجه الخصوص هي: على مستوى القيادات: صف سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم. على مستوى الجمعيات: جمعية الوفاق الوطني الإسلامية. على مستوى المبتنيات الفكرية: نظرية ولاية الفقيه. واشتدت الهجمة الإعلامية ضراوة بعد الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطة وكان نتاجها الزج بالقيادات العلمائية والسياسية في السجون لتبقى هذه الصفوف الثلاثة في الخارج كما كان هارون (عليه السلام) في وسط بني إسرائيل عندما غاب موسى (على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام).. هناك مد السامري يده الملوثة صانعًا عجل الضلال فكان الاستفراد بهارون (عليه السلام).. اليوم وبعد أن فرض وعي الشارع حالة التوازن فحافظ على كل الوجودات بالرغم من المعتقلات من جهة واستفراد أجهزة الفساد بالصفوف الباقية في الخارج من جهة أخرى جاءت خطوة ترسيم هذه الهجمة برسالة صريحة ومباشرة وجهها وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف إلى سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم.. إنني هنا لست في صدد مناقشة الرسالة وإخضاع فحواها لبعض المقارنات كما هو ممكن جدًا، ولكنني أريد بالضبط تذكير الأخوة والأخوات ببعض النقاط التي أراها مهمة جدًا. إنه من واجبنا جميعًا –وهذا لا يحتاج إلى تذكير أصلًا- أن نقف أمام سماحة الشيخ دروعًا ومن خلفه سندًا وعلى يمينه وشماله عونًا، وهذا لا كلام فيه على الإطلاق، فمكانة سماحته ومكانه واضح صريح في معالمه وحيثياته، ولكن المهم أيضًا أن لا تختلط الأمور بفعل مباشر من قوة التسليطات الإعلامية، فأنا عندما أزحف في يوم الجمعة القادم للصلاة متشرفًا خلف سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم (حفظه الله) فهذا لا علاقة له بقناعاتي حول الشعارات المرفوعة في أحداث اليوم، كما وأنها لا تعني أبدًا أنني أحارب سماحة الشيخ (والعياذ بالله) إن تبنيت رأيًا غير ذاك الذي يراه (حفظه الله). إنني عندما أدعو -كما غيري من أبناء شعبنا العزيز- إلى الالتفاف القوي حول سماحة الشيخ عيسى قاسم، وحول جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، فهذا لأننا جميعًا نشكل نسيجًا واحدًا لا يزيده تعدد ألوانه إلا جمالًا وبهاءًا، ولذلك نحن متمسكون جدًا بمنهجنا في عدم الخلط بين المفاهيم والإصرار على التعاطي مع كل مفهوم بما يناسبه، فلآية الله الشيخ عيسى قاسم (حفظه الله) رمزية متسالم عليها، وله قدم سبق في العمل الوطني الصريح، هذا فوق تقواه وورعه (حفظه الله)، كما وأنه من علماء الدين البارزين في البحرين، لذلك ولدواعي أخرى أيضًا فنحن نرفض قطعًا أي تجاوز أو تعد على أي شخصية من أبناء شعبنا الكريم، فكيف وهي شخصية قيادية بارزة كسماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم؟ وعلى نفس السكة نطلق رسالة واضحة جدًا لمن يحاول الإيقاع بنا وإحداث حالة من الفوضى بين صفوفنا، فنقول: التفاف الناس بتمام وعيهم حول سماحة الشيخ لا يمكن أن يُجر إلى مصادرة الآراء بحجة التوافق مع سماحته (حفظه الله)، فهذا شيء وذاك شيء آخر، فلا تظنوا ولو للحظة واحدة أنكم من الممكن أن يحالفكم النجاح في مساعيكم الشيطانية حتى لو صور لكم ابنُ مرة الحوارات الحامية بين الأخوة على المنتديات الإنترنتية على أنها نزاعات فتنوية، فهو وأنتم في ضلال عظيم.. ليفهم الجميع أننا وإن اشتدت التجاذبات فيما بيننا فإنها تجاذبات بين يد وأخرى لنفس الجسم الذي وفي حين شعوره بأي خطر التفت اليدان حوله دفاعًا وحماية.. وأخيرًا: أرواحنا ترخص دون بعضنا البعض، فكيف بها إذا كان خطرٌ يهدد رمزًا وقيادة مثل سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم؟ محمد علي العلوي 22 من شهر رمضان 1432هـ |
| الساعة الآن 11:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir