منتدى استراحات زايد - نقاش : ماذا لو وصلنا للدوار (الميدان) مرة اخرى ؟!

ماذا لو وصلنا للدوار او الميدان او ما يسمى بتقاطع الفاروق حاليا ، و الذي يحرسه النظام بشدة بقواته العسكرية ، لنتصور مالذي سيحدث حينها و نضع التصورات بناءا على وصولنا السابق مرتين للدوار او الميدان .

قمنا بالوصول في المرة الاولى بعد تشييع الشهيد مشيمع في الديه بعد عدة محاولات سبقته للوصول سقط على اثرها مشيمع و المتروك شهداء و عديد من الجرحى انذاك ، و بسبب الحشود الهائلة و عدم الرغبة من قبل النظام في حدوث مصادمات دموية سمح للمتظاهرين الغاضبين جدا بالوصول الأول التاريخي للميدان و حصل فيه التجمع الشعبي التاريخي الرائع الاول على مستوى البحرين اعتصام جماهيري و حشد تاريخي ليس له مثيل في تاريخ البلد، و بعد ثلاثة ايام غدر النظام بالمعتصمين النائمين فجر و ارتكب مجزرة الخميس الدامي الشهيرة في دوار اللؤلؤة و سقط على اثرها عدد من الشهداء و بالتالي بالعنف المسلح و باستغلال قلة عدد المعتصمين ليلا و باستخدام سلاح القتل و الارهاب الوحشي استعاد النظام دوار اللؤلؤة من المتظاهرين العزل و انزل قوات الجيش لاول مرة بالدبابات في الشوارع العامة في مشهد لم تشهده البحرين منذ التسعينات . و لكن بعدها بيومين تقريبا يفاجئ ولي العهد تلفزيون البحرين في زيارة مفاجئة ( يبدو انها جاءت بتحريض امريكي) و يطلب الهدوء و في نفس الاثناء كان الشهيد البطل عبد الرضا ابو حميد ( محرر الدوار) يتقدم ثلة من المتظاهرين الشجعان بصدورهم العارية يقفون امام الدبابات و يتلقون الرصاصات و يتم تصوير المشهد و يستشهد على اثره عبد الرضا بو حميد ، و يثير المشهد الرأي العام العالمي ثم يأمر ولي العهد بالحوار و تطلب منه المعارضة سحب الجيش و السماح بالتظاهرات فيستجيب ولي العهد لذلك ، ثم يسيطر الشعب على دوار اللؤلؤة مدة شهر كامل اجتمع في و حضر اليه مواطنون من مختلف اطياف المجتمع بحضور الاعلام العالمي ، انها ثورة حقيقية بكل المقاييس ، و استحدث النظام لمواجهة هذا التجمع الشعبي الجماهيري العفوي استحدث ما يسمى بتجمع الوحدة الوطنية الذي كان هدف انشاءه التطبيل للنظام و الحكومة و المطالبة بازالة الدوار و المتظاهرين من الدوار ، و في تلك الايام استمر التواجد في الدوار الى ان اكمل الناس شهرا كاملا و حدث ما حدث من مسيرات اتجهت للديوان و قصر الصافرية و اعتصام عند المرفأ المالي و ما سمي باحداث الجامعة التي افتعلها النظام ، بعدها جاء وزير الدفاع الامريكي للبحرين و اجتمع بالملك وولي عهده بحضور (المشير) قائد قوة الدفاع سيء الصيت .

ثم و بعد يوم واحد دخلت قوات درع الجزيرة السعودية للبحرين و شن النظام عمليات قمعية وحشية استشهد من استشهد و جرح من جرح خلالها في مناطق مختلفة من البحرين الى ان قام النظام بمهاجمة الدوار للمرة الثانية بالقوة المسلحة و الارهاب الوحشي و اخلى من تبقى فيه من المعتصمين وسط صمت عالمي و دولي بعد ان قامت السعودية و الامارات بالضغط على الولايات المتحدة بعدم السماح بسقوط نظام ال خليفة في البحرين فكان الصمت الامريكي يومها عن المجازر التي ارتكبت .

فاخلى النظام دوار اللؤلؤة و نشر الجيش و قواته المسلحة مرة اخرى و لم يكتفي بذلك بل قام بهدم الدوار و نصب اللؤلؤة من اساسه و احتل مستشفى السلمانية و فرض حالة الطوارئ ( السلامة الوطنية) و اعتقل كثير من الناس و فصل كثير من الناس و منع الوصول للميدان مجددا و اطلق عليه مسمى تقاطع الفاروق املا في ان ينساه الناس و يتركوا الوصول اليه مجددا ، و ان تخمد الثورة و تنتهي الاحتجاجات على اثر القمع الوحشي ، و لكن الاحتجاجات استمرت و استمرت في مختلف المناطق و القرى ، الى ان اجبر استمرار الاحتجاجات من جهة و الانتهاكات المتواصلة من قبل النظام الى ضغط امريكي بريطاني مجددا على النظام بتخفيف القمع و محاولة الوصول الى حل يؤدي الى الاستقرار في البحرين فاطلق الملك مشروع الحوار الوهمي الذي اكتشفت المعارضة انه حوار يسعى لفرض مطالب النظام و طبالته فانسحبت المعارضة من ذلك الحوار فاعلن الملك عن انشاء لجنة لتقصي الحقائق برئاسة بسيوني ثار عليها الجدل عن ما يمكن ان تفعله و في خضم كل هذه التطورات استمرت الاحتجاجات و التظاهرات و افرج النظام عن بعض المعتقلين و لكن استمر بمحاصرة ميدان اللؤلؤة الى يومنا هذا رغم انهاء حالة الطوارئ الا ان محاصرة الميدان مستمرة و نقاط التفتيش مستمرة و القمع مستمر .

و لذلك لنتصور اننا نجحنا في الوصول للميدان للمرة الثالثة و تجمعنا فيه و مع ان هذا الامر سيجعل اخبار ثورتنا تتصدر الاعلام العالمي من جديد ، الا ان النظام سيحتفظ بقواته المسلحة و لن يتردد في القمع الوحشي و القتل للمرة الثالثة لو اضطر لذلك فمالذي يمنع ما دام يمتلك السلاح و القوة العسكرية ؟!

اذا نستنتج من هذا الأمر ان الوصول للميدان هو انتصار و لكنه انتصار مرحلي و ليس انتصار كامل ، و لتحقيق الانتصار الكامل للثورة يجب ان تتظافر عدة امور اهمها ان يكون الجيش حياديا و يقف مع الشعب و هذا لن يحدث بسبب طبيعة تركيبة الجيش الطائفية و كذلك من المجنسين الموالين جميعهم للنظام ،و كذلك كون كبار قادة الجيش هم من عائلة ال خليفة نفسها ( القائد العام للجيش هو المشير خليفة بن احمد ال خليفة) رئيس الاركان المسلحة بالجيش هو اللواء دعيج آل خليفة و كبار الضباط من نفس العائلة او العوائل المتحالفة مع ال خليفة ، اضف الى ذلك التربص السعودي و استعداد ال سعود للتدخل عسكريا في البحرين لو فلتت الامور عن السيطرة ، فلهذا كي تتحقق مطالب الثورة يجب ان نضع تصور منطقي يكفل سقوط النظام فالثورة السلمية وحدها لن تسقط هذا النظام فقد قالها كبار افراد ال خليفة لقد جئنا للبحرين بالدماء و ان ارادوا اخراجنا منها فلن يكون ذلك الا بالدماء . لذلك في هذه المرحلة اما ان نقبل بحل وسط تفرضه الدول الغربية على النظام و علينا في نفس الوقت ، او نبحث لنا عن طريقة اخرى تؤدي لتحقيق مطالب ثورة 14 فبراير بتغييير النظام .

- القادسية