منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   بيان أمل:( عليٌ) الرجل العظيم الذي حطم أصنام القبلية والتبعيه (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=562746)

محروم.كوم 08-20-2011 05:00 PM

بيان أمل:( عليٌ) الرجل العظيم الذي حطم أصنام القبلية والتبعيه
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بيان جمعية العمل الاسلامي في ذكرى استشهاد الامام علي عليه السلام ، الرجل العظيم الذي حطم أصنام القبيلة وأعلى قيمة الانتماء للحق

وكان حاكما على خمسين دولة لكنه عاش (باختياره) كأفقر واحد في الامة

في مثل هذه الايام ، وقبل اربعة عشر قرنا من الزمان استشهد أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام في محراب العبادة ، دافعا ضريبة الالتزام بمبادئه العليا وانتصاره للحق ورفضه مهادنة الفساد والانحراف في الامة الامر الذي وفر له العديد من الاعداء والمتربصين.

فحينما ارتقى هذا الرجل كتف النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم في البيت الحرام ، لم يحطم هذا الرجل أصنام الحجر فقط ، بل حطم معها أصنام البشر ومعها قيمة القبيلة في قبال الحق ، وخلال سيرة حياته اللاحقة أعلى قيمة الانتماء للحق في قبال قيمة الانتماء للقبيلة أو أي شيئ آخر ، ورفض النصر بالجور ورفض مهادنة الفاسدين في دولة الاسلام وانحاز لقيمة العدل واختار أن يكون نصيرا للمستضعفين والمحرومين وابا للايتام والارامل.

فإذا كانت القيمة الجاهلية والعصبية للقبيلة والعائلة تسمح للانسان بالانضواء تحتهما مهما كان ومهما أتى من الرذائل والشرور ، فإن قيمة الحق لا تسمح بذلك.

ففي الوقت الذي سمحت فيه العهود التي سبقت عهد الامام علي عليه السلام ببروز حالات طفيلية فاسدة تعتاش من خلال صلة القرابة بينها وبين الحكم على مال الامة وثرواتها وتحصل بذلك على العديد من الامتيازات الخاصة دون سائر المسلمين على حساب الفقراء تحت عنوان القرابة والانتماء القبلي والعائلي ، رفض الامام علي عليه السلام تلك الوضعية المنحرفة والفاسدة واعتبرها غياب للعدالة وعودة للقيم الجاهلية التي حطمها بيديه الشريفتين يوم حطم أصنام مكة فأصر عليه السلام على الانحياز لقيمة العدل في قبال دعوات الابقاء على الفاسدين الذين خلفتهم فترات الحكم السابقة للاستفادة من نفوذهم لتدعيم فترة حكمه. وقال : (لايطلب النصر بالجور) ، فكان عليه السلام يرى المسافة بينه وبين الآخرين مهما كان من خلال المسافة بينهم وبين الحق.

وحين اصبح حاكما على خمسين دولة بحساب اليوم ، اختار أن يعيش كأفقر واحد في أمته ورفض أن يعيش أفضل حالا من أفقر الفقراء مواساة للفقراء وتحسسا لجوعهم وألمهم وحاجاتهم وليس عجزا عن الغني والقوة والجبروت ، فقال : أأطمع أن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم مكاره الدهر ، وأكون أسوة لهم في خشونة العيش؟ ، وصحح بذلك قيمة أخرى أصابها الفساد والانحراف في الامة ، فالحاكم ليس أكثر من خادم للامة ، والحكم ليس مغنما للعائلة والقبيلة بقدر ماهو وسيلة للحفاظ على قيمة العدالة بين المسلمين فقال : ( إن أمرتكم هذه لا تساوي عندي قيمة هذا النعل إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً)

فحين تتحول الزعامة الى حكم وراثي عائلي ما أنزل الله به من سلطان ، وحين تحتول الرئاسة الى استئثار شخصي وعائلي بثروات الامة على حساب قيمة العدل ، ينتصر الامام علي عليه السلام للقيم وللأمة.

ومن خلال سيرته وأخلاقه والتزامه بالقيم والمبادئ ثبت الامام علي عليه السلام العديد من القيم الربانية والنبيلة في الامة ، ومن ذلك قيمة المساواة بين الخلق وعدم التمايز بينهم : (فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ»(3). والكل عبيد لله مربوبون له) ليخرج الناس من استعباد بعضها البعض أو تمايزها باي عنوان ، ويستلزم ذلك مساواتها أمام القانون ومساوتها في العطاء من بيت المال ومساواتها في المعاملة الانسانية.

ولأن أعدائه كانوا يعتاشون على الظلم وعلى التمايز والاستئثار الذي وفرته لهم العهود السابقة رافضين التغيير والالتزام بقيمة العدل والحق لانها تساوي بينهم وبين الآخرين من ضعاف الناس في العطاء والامتيازات ، فإنهم حاربوه حربا شعواء حفاظا على مصالحهم وامتيازاتهم الخاصة ، ورفضوا عدله وسيرته ، وبالرغم من أن الرسول قال لهم فيه : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، اللهم اني سلم لمن سالمه وحرب لمن حاربه ، علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار ، إلا أنهم حاربوه واستعدوه وخذلوه فحاربوا واستعدوا وخذلوا الحق معه.

هذا هو الامام علي عليه السلام يرسم للامة طريقها نحو العدل والحرية والكرامة والحقوق ، وهذا هو الامام علي عليه السلام الذي تحمل مسؤوليته الرسالية تجاه الامة بمحاربة الظلم والجور والفساد والاستئثار ووقف ضد استغلال الحكم في استعباد الناس وسرقتهم ، ووقف ضد التمايز على الناس باسم العائلة والقبيلة.

وبمناسبة استشهاد هذا الامام العظيم ، إننا في جمعية العمل الاسلامي نعزي الامة بهذا المصاب الاليم

ونعاهد إمامنا العظيم
أن نستمر على خطه في محاربة الظلم والجور والفساد والاستئثار والعبودية متحملين مسؤوليتنا الرسالية تجاه هذه الامة.


جمعية العمل الاسلامي
المنامة - البحرين
20 أغسطس 2011م


الساعة الآن 10:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227