من نتائج خطاب أية الله الشيخ عيسى قاسم ( حفظه الله)
 

بسم الله الرحمن الرحيم
نتائج خطاب أية الله الشيخ عيسى قاسم

مقدمة:
لا اريد ان استفز بمقالي هذا أي شخص او أي طرف ولكن احياناً الواجب الشرعي يدفعني الى الكتابة والكلام ولا اخاف في ذلك لومة لائم لأني لا اريد به الا وجه الله عزوجل.
وللعلم ، فاني اكتب هذه الاسطر بهدوء تام ومن دون اي استفزاز او رد فعل او ما الى ذلك، فأرجوا ممن يريد الرد ان يكون رده بالمثل موضوعياً وادبياً.
-
ذي المقدمة:
على مر التاريخ كانت السلطات الطاغية تستعمل سلاح الدين كأخر سلاح في مواجهة الثوار المطالبون بحقوقهم واستخدمت في ذلك اساليب ماكرة وخادعة كثيرة ، فابتداءاً من عمر بن العاص حيث رفع المصاحف ومروراً بـ شريح القاضي حيث افتى بقتل الحسين عبر سلاح الدين و وصولاً الى يومنا هذا حيث يخرج البعض في الجزيرة العربية ويحرمون المظاهرات.
كل ذلك واضح لذي لب من دون أي تفحص، وعلى طول الخط كان العلماء الربانيون يدافعون عن المظلومين وان كان في ذلك ثمناً لحياتهم ، فكانوا يصدعون بكلمة الحق ، ويجهرون برفض الظالم فلا اريد الحديث عن التاريخ القديم ، بل التاريخ الحديث فهاهم الصدرين في العراق استشهدوا لأنهم رفضوا ان يدافعوا عن الظالم على حساب المظلومين ، وها هو السيد الخميني في ايران حيث رفض المساومات على حساب الناس، وها هو السيد مرتضى القزويني الذي تكلم بكلمة حق امام عبد الكريم قاسم على مائدة الافطار وقال له بالحرف الواحد ( انت كافر) ولم يصل الى كربلاء الا وحكم اعدامه قد صدر وهاهو المدرسي الذي صدر حكم الاعدام عليه في العراق ومن ثم نفي من البحرين لأنه دافع ومدافع عن المظلومين.
فالعلماء الربانيون هم الذين لا يداهنون الظالم قيد انملة على حساب الشعب المظلوم ، ولذلك فأنهم كانوا يرفضون الحديث معهم ، ولا يستقبلونهم ، يرفضون هداياهم ويمتنعون عن استقبال وفود عنهم او ارسال وفود عنهم.
لكن هناك البعض من العلماء ساهموا من حيث لم يشعروا بالدفاع عن الظالم ( وهم عندهم المبرر الشرعي ) ، فمثلاً ما قاله اية الله الشيخ عيسى قاسم في خطبته اليوم ، كان من حيث الظاهر امراً جيداً و ربما قد تمسك بالاحكام الاخلاقية ، لكن لابد ان نسلط عليه بعض الضوء :
- امير المؤمنين عليه السلام ، طلب من اصحابه ان لا يشتموا معاوية ، لكنه في نفس الوقت طالبهم بان يذكروا مساوئه ، وسمح لهم بأن يلعنوه و يعلنوا البراءة منه.
واللعنة كما هي واضحة من اشد الادعية تجاه شخص، وهي الابعاد عن الرحمة الالهية ، فهي اشد من الاسقاط او التسقيط بالرغم من ذلك سمح الامام بل وفي بعض الاحيان طالبوا شيعتهم بها!
لماذا؟
لانك باللعنة ترفض عمل الطرف المقابل قلباً وقالبا وتحاول جهدك ان لا تقع في نفس اخطاءه ، فان لم نلعن يزيد فلربما نقع في نفس مستنقعه حيث نقتل من يطالب بالاصلاح ( كما فعل حمد ذلك اليوم).
ولكي لا اطيل عليكم ( خصوصاً وان الشباب اليوم ليس لديهم مجال لقراءة الاسفار الطويلة ) فساذكر ما ذكرته في العنوان بشكل نقاط سريعة وواضحة:
- ان خطاب الشيخ ادى وسيؤدي الى انقسام كبير بين ابناء الثورة فيما بينهم قبل الانتصار وهذا يكون خطراً عليهم ، وذلك نفس ما حدث بالنسبة الى مسلم بن عقيل حيث تركه البعض من الشيعة وقالوا ان واجبنا اخذ البيعة لا محاربة ابن زياد.
اقول: ما كان ينغي للشيخ ان يفعل ذلك وهو يعلم الظروف الحرجة ، فان وحدة الصف هي اهم سلاح في وجه الطواغيت.
- خطابه سماحته ، سيؤدي الى بقاء رموز المعارضة الممانعة في السجون وليكونوا من المنسيين هناك سنين متطاولة.
- الخطاب سيعطي للعدوا المبرر لضرب الناس من الناحية الدينية.
- ان الخطاب هذا مع مؤتمر الشيخ على سلمان سيشكل الرؤية العالمية عن الثورة في البحرين ، بان الشعب لا يريد الاسقاط ابداً ، وذلك لان السلاح الاعلامي الرسمي هو الذي بيد الشيخين لا غيرهم ، فانك لن تجد قناة العربية تبث مؤتمر الممانعة او اعتصام الشباب ابداً ولكنك تجدها حاضرة وحيدة امام الشيخ علي سلمان.
- الرؤية العالمية ، سينتج منها الموقف تجاه السلطة والمعارضة وخطوات عملية على حساب الموقف ، وهذا الامر سيكون في ضرر المعارضة عموماً ( اعم من الملكية او الجمهورية).