خطاب الشيخ علي سلمان قراءة دقيقة وتشخيص ملامس لحقية الواقع
 

عقد سماحة الأمين العام ظهر يوم الأربعاء المنوافق 17 / 8 / 2011 م مؤتمراًَ صحفياً في مقر جمعية الوفاق بالزنج ، وبعد هذا التصريح هبت رياحة ناقدة في هذا الصرح الشامخ لخطاب الشيخ وقد قسى بعض من هؤلاء على الشيخ مطالباً فيه بالتنحي وبالتخلي عن ممارسة الدور الكبير الذي يؤديه الشيخ .

من الأهمية بمكان أن الرؤى الناقدة لخطاب الشيخ رؤى منقوصة النتيجة فهي تناقش وجهة واحدة ولم تأخذ الخطاب بشكل كلي وتعلق عليه وتتركز انتقاداتهم حول كلمة الاصلاح التي تحدث بها الشيخ ، فجل انتقاداتهم حول هذه الكلمة بالذات وحول رفضه الشعارات الشخصية وتركوا الخطاب بأغلبيته الذي يتفقون هم معه وركزوا على هذا الجانب السلبي ولم يتطرقوا للجانب الايجابي فهذا يعني أن هناك انتقائية للنقد من أجل النقد .


الخطاب الصادر عن الشيخ متكامل يناقش قضية معقدة فتناولها بشكل متزن وواقعي وحقيقي صادق ، لم يتناولها من باب انفعال ولا من باب تهور ولا من باب طلب التصفيق ورفع الأسهم الشخصية ، الشيخ في خطابه تناول لاقضية بعقل صرف خالي من أي شائبة من محاولةر فع أسهم شخصية أو تصفيق آني بل نظر للقضية بمنظار متكامل وعلى ذلك جاء خطابه طويل لأنه يشرح قضية محتاجة لتأمل ومحتاجة لتفكير .

الاصرار والتحدي في خطاب الشيخ :

الشيخ علي سلمان أكد هذا المعنى بأن قضية البحرين والمشكلة الدائرة لن تحل إلا بمطالب الشعب وأقلها هي المملكة الدستورية والتي هي عبارة عن حكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات وقضاء عادل ومستقل ودستور عقدي جديد ودوائر عادلة وأمن للجميع والمواطنين متساوون لا تمييز بينهم ، هذا ما ينشده الشيخ من هذه المملكة الدستورية ففي خطابه تأكيد على هذا المطلب وإصرار واضح لا مواربة فيه .

قالها بكل قوة أن لا رجوع لما قبل 14 فبراير وأكدها في كل خطاباته وبين أن اليوم هو يوم الديمقراطية ولا مبرر للتأخير وفند كل الدعاوي التي يتشدق بها أعداء الديمقراطية مصراً على أن الديكتاتورية تبعث على هذه البلاد بالخراب والدمار وأن لا مجال للوطن إلا في الاصلاح ، إذن الشيخ حفظه الله يصر على مطل بالاصلاح وتعديل الأوضاع المتردية والاقتصاد المتهاوي ففي خطابه نغمة صامدة ومصرة ومؤكدة على الخطاب الذي انطلق منذ أول وهلة اندلعت فيها الثورة البحرينية الشامخة .

مسألة شعار الموت لآل خليفة ويسقط حمد :

الأستاذ عبدالوهاب حسين فرج الله عنه له وقفة مع شعار الموت لال خليفة ونهى عنه ولم يرضى به لأنه يرفض ثقافة الموت للآخرين كما قال عنه أن شعار عام لعائلة فيها من ليس له ذنب ولا علاقة بما يجري من ظلم سلطوي ، وكذلك الشيخ علي سلمان وبقية المعارضة ينهون عن استعمال الشعار الشخصي ومنه يسقط حمد ، الشيخ لا يرضى به وعدم رضاه لا يعني انتهاء القضية رفض للشعار لا يعني أنه يسدي للحكم فوائد وإيجابيات ويمد ف يعمره ، لا يعني رفضه الشعار أنه لا يعي ما يجري .

شجاعة خطاب الشيخ علي سلمان :

يتصف خطاب الشيخ في المؤتمر الصحفي بالشجاع من كل الاتجاهات والمعايير فهو يخاطب السلطة بالشجاعة وهو يخاطب الرأي العام بالشجاعة وفي خطابه يتجلى الصدق والاخلاص ، فهو عندما يخاطب النظام لا يداهنه ف يمعاصيه ولا يسير في فلك أخطائه ولا يجمل هفواته او يشيح بوجهه عن ما تقوم به السلطة من جرائم ، فهو يخاطبها بالشكل الذي يحفظ للمظلومين ظلامتهم ويؤكد عليها وينصح ويوعظ ويطالب النظام بالكف عن الأفعال التي يقوم بها وهو في الميدان يمارس دوره كرجل تتطلع الأمة له بان يفعل لها الخير والبركات .

شجاعته في مواجهة السلطة بمطال بالناس المتمثلة في المملكة الدستورية وفي رد مكائد الخبثاء من الأجهزة الحكومية المختلفة وهو يتصدى لكل محاولاتهم ويحبطها ويعمل على إفشالها محاولاً تحويل كل مشاريع السلطة الرامية لمحاصرة القضية لصالح الناس ولذلك هوجم بشكل كبير من قبلها .

ولا ننسى شجاعة الشيخ في مخاطبته للراي العام وهو المحتاج لشجاعة وثقة وصدق واخلاص فعندما يخاطب الرأي العام يخاطبهم بهذه الكلمات الاخلاص والصدق والعظة والشجاعة والواقعية ، تتلخص كلها في المصلحة فهو إن يرى خطأ ما صادر من الرأي العام يقول أن هذا خطأ بكل بسالة فهو لا يسكت عن خطأ في مقابل زيادة لرصيده الشخصي من النااحية الشعبية وهو قادر أن يسيطر ف يعالم الضواء ولكن هو يستعمل الأسلوب الواقعي والمثالي لحفظ الثورة والثوار وهو في خطابه الشجاعة يريد مصلحة القضية .
فلا يريد مصلحة شخصية فهو يحارب الحكومة من جهة وينهى عن بعض الممارسات التي يمارسها الناس وهوي علم بانهم لن يرضوا عنه وبعضهم سيهاجمونه وسيخسر بعض الجماهير ولكنه حقيقة لا يتلفت لهذه المعاني فهو لا يهتم إن صفق له المصفقون إن أهم ما يهتم به هو القضية وكيفية المحافظة عليها .

المؤتمر الصحفي عناوينه كل موضع اتفاق :

ما ورد في المؤتمر الصحفي عبارة عن صفعة مدوية للسلطة وأعوانها وهي عبارة عن صك تحدي وإصرار لمن يريد أن يتجاوز مطالب الشعب وهو عبارة عن تأكيد للمطالب والاستمرارية عليها فجاءت عناوين المؤتمر منذ البداية حتى النهاية بهذا اللحاظ وهو الاصرار على المطالب بشكل متقن ودقيق .