منتدى استراحات زايد - حـارب: الموت لن يُقصي «أم ســعـــيد» عن « فريج

حلقتان جديدتان في أواخــــر رمضان تعويضاً عن المستبعدتين رقابياً

قال مخرج وكاتب سيناريو مسلسل «فريج» الذي يبث يومياً على شاشة قناة «سما دبي» محمد سعيد حارب، إن هاتفه النقال تلقى وابلاً من المكالمات والرسائل التي حملت عبارات المواساة عقب إذاعة الحلقة الأخيرة من المسلسل، مختتمة على مشهد توقف نبض قلب شخصية «أم سعيد» إثر إصابتها بأزمة قلبية حادة نُقلت على أثرها إلى مستشفى المفرق.

http://www.ey.ae/polopoly_fs/1.41627...2510692503.jpg

(أم سعيد) باقية

قال مخرج وكاتب سيناريو المسلسل الكرتوني «فريج» محمد سعيد حارب، إن تحول أسرة «شعبية الكرتون» لللمبنى ذاته الذي تزاول فيه أسرة «فريج» عملها اليومي في مدينة دبي للإعلام، خلق حالة من الجيرة المحمودة بين الفريقين، مضيفاً «أقابل صديقي حيدر محمد مبدع «شعبية الكرتون» بالصدفة في موقف سيارات البناية كثيراً، لتبقى فرصة من دون موعد ليطمئن كلانا على سير عمل الآخر».

وأضاف حارب «يشاركني حيدر في ظروف مشابهة، فسيارتانا تبقيان دائماً آخر ما يغادر الموقف، وعندما يقترب موعد تسليم الحلقات لقناة «سما دبي» غالباً ما يدل مظهر كل منا على أننا لم نذهب لصالون الحلاقة منذ فترة طويلة».
حارب الذي استضاف في حلقة بعنوان «بن» إحدى شخصيات حيدر، وهي «عتوقة» في مشهد عملي على أن المنافسة الإيجابية تبقى قرين التعاون المشترك، دافع عن احتكاره لسيناريو جميع حلقاته للمرة الأولى، مضيفاً «كنت أكتب بمخيلة المخرج مع قلم الكاتب، وسعيت إلى تلوين الحلقات بأساليب متباينة، تماماً كأن النصوص لكتاب شتى».

ودافع حارب عن فكرة الحلقة السابعة التي تعرضت لفئة تستغل المعالم السياحية لأعمال ربح غير مشروعة، مضيفاً «التطرق إلى بعض جبال إمارة رأس الخيمة في مفارقة لادعاء المكسب بأن رؤوسه تغطيها الثلوج كان على سبيل الإشارة إلى أننا يجب أن نستثمر الدعاية الحقيقية لتنشيط السياحة وليس المضللة، لكن المغزى الحقيقي يبدو أنه لم يصل إلى البعض».

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «الكثيرون توقعوا أن ختم الجزء الرابع على هذا النحو يعني أنه لا أجزاء باقية من المسلسل الذي بدأ منذ ستة أعوام، أو على الأقل خروج شخصية الجدة «أم سعيد» من السياق الدرامي الآتي، لكن من يدقق في التتر، وتحديداً في ختامه سيلحظ وجوداً لتلك الشخصية التي لا يجرؤ أي كاتب سيناريو على أن يتحدى توحد المشاهدين معها ويميتها درامياً على هذا النحو».

وبرر حارب هذه النهاية للشخصية التي مثلت على امتداد خطها الحضور الأبرز لعجوز شديدة الوفاء للماضي والموروث الأصيل بتطلع المخرج الدائم إلى مفاجأة جمهوره، مضيفاً «اللاتوقع يبقى الخيار الأهم دائماً لدى صانع الحبكة الدرامية، وفي حال وصول المشاهد مسبقاً لما ستكشف عنه الأحداث، فإن أحد أهم مثيرات متعة المشاهدة الدرامية قد فُقدت، لذلك سعيت إلى مزج الفانتازيا بالدراما هروباً من نهاية قد تبدو تقليدية».

دافع حارب عن فكرة وصول مشاهدين بينهم أطفال من مشاهدي المسلسل إلى فكرة موت شخصية كرتونية بكل ما في ذلك من تأثر، مضيفاً «الذين يقولون إن موت شخصية كرتونية سابقة لا تصلح لمسلسل يشاهده أطفال كانوا سيصبحون جمهوراً غير مبال بـ(فريج) في حال قمت بإخراج عمل موجه للأطفال، فضلاً عن أن تلك الفكرة ظلت تراودني أنا وفريق (فريج) من أجل قياس مدى تعلق الجمهور بالشخصيات، ومن ثم العمل في مجمله».

حقائق

أكد حارب أنه استعان في تنفيذ الفكرة بحقائق طبية استمدها من استشارته لفريق طبي في مستشفى المفرق، أكد له إمكانية عودة النبض للقلب بعد توقفه لأسباب عدة، وفي حالات متكررة وغير نادرة رغم توقف مؤشر عمل القلب، وهو النحو الذي تم وفق الرؤية الإخراجية لشخصية أم سعيد. وكشف حارب عن أن حلقات الإعادة التي بدأت من أمس سيفاجئ خلالها جمهوره أيضاً بحلقتين جديدتين في يومي 27 و28 من رمضان، تعويضاً عن حلقتين تم استبعادهما لأسباب رقابية بعنوان «عمار يا إعمار»، مضيفاً «حدثت أخطاء في آلية بث الحلقات ترتب عليها عدم قدرة بعض الاستوديوهات على تسليمنا الحلقات وفق المواعيد المعدلة، لذلك فقدت بعض الحلقات تسلسلها الطبيعي، في حين تم الدفع بحلقات معادة أكثر من مرة لتلافي فراغ البث، وهو أمر من دون شك لا يروق لجمهور يترقب تتابع الأحداث وتدفقها».

http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polo...2831550759.jpg

رقيب

حارب الذي عانى من إحباطات سابقة بعد تعرقل العملية الإنتاجية دفعته للتفكير في التوقف عن استكماله، أكد أن ردود الفعل الإيجابية التي يتلقاها تدفعه إلى الإصرار على حضور سنوي لـ«فريج» مضيفاً «هناك إشكاليات عدة علينا الإسراع في حلها من أجل أن نتماشى مع رغبات الجمهور في الاستمتاع بعمل ذي جودة لائقة، أولها حسم صلاحيات الرقيب الذي قام باستبعاد الكثير من المشاهد من دون مبررات مقنعة في أحيان كثيرة من وجهة نظري، وعلى نحو مخل بالسياق الدرامي، ومن دون أن يتم عرض الحلقات المعدلة علينا قبل بثها لاستدراك القصور الناتج عن الحذف، وهو أمر من دون شك غير مقبول فنياً».

وأضاف حارب «في حال الاستقرار على التعاقد مع الشركة المنتجة لشراء الحق الحصري لبث المسلسل على شاشة (سما دبي) فإن هذا الأمر يجب أن يبدأ مبكراً، وبشكل أقصى قبل حلول ديسمبر، والوفاء بالقيمة المادية للعقود، من أجل أن يتسنى القيام بالعملية الإنتاجية في موعدها الطبيعي».

وأشار حارب إلى أنه اضطر بعد تأخر تسليمه تكاليف الإنتاج إلى استبدال الشركة السنغافورية التي قامت بتنفيذ أعمال تحريك ست حلقات بأخرى هندية، مضيفاً «رفضت الشركة الأولى استئناف معالجة بقية الحلقات بعد أن توقفنا عن مواصلة العمل معهها فترة طويلة، ما ترتب عليه مشكلات فنية بالجملة كان من الممكن أن تهدد العمل الذي اجتهدنا لئلا يشعر المشاهد بتباين نمط تحريك الرسوم بين شركة في سنغافورة وأخرى في الهند».

وأبدى حارب سعادته بردود أفعال أقلام وجمهور أشاد بتطور الجزء الرابع من المسلسل، مضيفاً : «بذلت قصارى جهدي في هذا العام، وسعيت إلى تقديم صورة متميزة تعكس ارتقاء صناعة الكرتون في الدولة، رغم أنها لم تبدأ فعلياً إلا منذ ست سنوات فقط مع انطلاقة شعبية الكرتون وفريج، وأتبع ردود أفعال جيدة عبر (تويتر) من مشاهدين في مختلف دول الخليج، وفي الوقت الذي سارع فيه البعض إلى مهاجمة العمل منذ حلقاته الأولى، فإن الكثير من الأقلام المحايدة أنصفت العمل، وهو أمر أصبحت مجيداً للتعايش معه، لكن الظاهرة الأبرز أن العلاقة مع فريج من حيث التقييم أصبحت لا تحتمل مشاعر وسط، وتتراوح بين طرفي السخط والإشادة على نحو عجيب».

حلقتان جديدتان في أواخــــر رمضان تعويضاً عن المستبعدتين رقابياً