ضياء الموسوي: البحرين اللعنات الست القاتلة!!
 

الراية القطرية


البحرين اللعنات الست القاتلة!!
بقلم : ضياء الموسوي ( رئيس مركز الحوار الثقافي بالبحرين ) .. هناك مثل انجليزي يقول: البداية هي نصف كل شيء.


هذه حقيقة وضع غادتنا السمراء،البحرين.
بداية الحدث كان سيزيفيا، ولمع في عيون الجميع ،سنة وشيعة، بما فيهم السلطة، بأن لابد من الإسراع بتحقيق كل الأمنيات والأماني الشعبية مثل السابق ولكن بوتيرة أكبر وبضخ دماء جديدة ،وبإمساك جزء من القمر.


القيادة تفهمت المطالب ودعت لحوارمفتوح على كل الاحتمالات والأوجاع. وخرجت تصريحات من سمو العهدالبحريني بتفهمه لكل الأماني ودعا إلى سماع الشكاوى.


ثمة شييء قلب الطاولة. مزق الاوراق. وكسر الصحون متدحرجة على السجاد.


فجأة هبطت لعنة التاريخ المختومة على أظهر بعض من الحركات الفنتازية، والتي ورطت بقية الشيعة، والمصابة بعقدة البرانويا حيث رفعت شعارات (إسقاط النظام) (التحالف من أجل الجمهورية) (التطاول على رموز السلطة بصورمختلفة) (توجه المظاهرات للمناطق السنية مثل الرفاع) (الاتجاه إلى قصر الصافرية) (إغلاق شوارع المرفأ المالي) وقطع أهم شريان اقتصادي.
توجه واضح بالتحريض من قبل قناة العالم والمنار بصورة مخيفة.


اللعنة حلت. العقل غاب. ذهول في كل مكان. كل العقلاء من كل الفئات اخذوا يفركون عيونهم متسائلين ما الذي يحدث ومن وراء لعنة التصعيدات الست القاتلة؟


نعم( البداية نصف كل شيء ) وهكذا كانت البداية ست تصعيدات ابتلعت الثقة وكل جميل ومطلب.
في المقابل، من دول الخليج او العرب اوالعالم سيقبل بان تحدث كل هذه الحزمة من اللعنات الانقلابية لحظة واحدة، ومن دون مقدمات، خصوصا ان الذاكرة متورمة من شهيات اقليمية، من سمك قرش مؤدلج ايراني لا يخفي شهيته حيث يعتبر هذه الدولة الجميلة، سمكة الزينة التي يحلم بها ليل نهار أو (محافظته الرابعة عشر) كما يصرح بكل نزق.


يجب ان يفهم الخليجيون أن سمكة الزينة -البحرين- لو أصابها مكروه لاسمح الله وهو بعيد، فإن بقية السمك لن تكون بمنئ عن الابتلاع.


لقد ورطوا اندفاع الناس وخلطوا عليهم الاوراق في ظل الهياج من (إصلاح) النظام الى (إسقاطه)!!
وهنا حدثت الكارثة و بدأ مسلسل الحزن على الجميع.
وانطحنت كوادر ونجوم ومستويات في (مولينكس) الشعارات القاتلة.
يقول المثل: حجر يلقيه مجنون يكلف ألف عاقل.


كم هي مغرية ومسكرة حناجرالجماهير وهي تصرخ باسم الرمز الشعبوي، وتثير غريزته النرجسية ،ولكنها مخيفة ،لانها وحش بألف رأس، خصوصا إذا أدار الحظ ظهره لهذا الرمز.
سيكولوجية الجماهير، إنها قد تقاد إلى المسلخ وهي تبتسم وترقص وتدق الطبول كما هي المانيا ايام هتلر وايطاليا ايام موسوليني.


العقل الجمعي يقودها ولكن الرمز العاقل هو من يضع فرامل للجمهور من السقوط للهاوية ولوكانت ثملة.


ان هناك من يعمل على قطع العلاقة بين الشيعة والحكم في البحرين بطلاق بائن .السؤال: ولمصلحة من؟
ان قطع علاقة الشيعة مع الحكم يعني قطع علاقتهم مع كل الدول الخليجية والعربية!!
معنى ذلك الانتحار وضياع المستقبل.


لماذا يتم تقديم ثقافة الارتطام على طبق السياسة كحل؟
السياسة فن الممكن وليست عنادا.
هناك عقل متوازن شيعي في الامارات والكويت وبقية الدول الخليجية يتعاطى مع السلطة بمنطق مختلف.


اعلم ان هناك اخطاء حدثت، وهناك اوجاعا وندوبا ولكن ذلك لايبرر القطيعة ولو ان جمعية الوفاق دخلت الحوار مع ولي العهد البحريني قبل خمسة اشهر لماحدث ماحدث من جراح.
الاعلام في الخارج يريد ان يركز في عقل الجمهور إنه طبقة (الداليت) الهندية ولكن بثوب بحريني.
وهذا لايخدم احداً.


الذي يخدم البحرين ان يتفاعل الجميع مع الحوارالوطني، وان نتعامل مع لجنة تقصى الحقائق بزعامة بسيوني. وهي لجنة تعمل لرصد الحقائق وهي تدل على النية الصادقة لتحقيق العدالة.


السياسة توازنات وتقاطع مصالح وقضايا معقدة ومتداخلة وليس مبسطة على طريقة اسود وابيض.
هناك لمعان شرر يخرج من عيون متشددين لاهوتيين ارثوذكسيين بثوب اسلامي من المذهبين. وهؤلاء سيضيعون كل الحداثة والتمدن البحريني اذا اغلقنا لغة الحوار والتصالح على المشتركات.
لا نريد حاكمية المودودي ولا ولاية فقيه إيران.
نريد بحرين العروبة والحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والليبرالية الاقتصادية والاسلام الوسطي.


شفروا أعراس الدم العربي، ولن نتابع مباراة موتنا على التلفزيون على حد تعبير مستغانمي.
أيها البحرينيون: (السعيد من تعلم في غيره). فلا تضيعوا البحرين بمزيد من العناد السياسي والتراشق الطائفي، ومحاولة استنساخ التجارب الكارثية.


لانريد في البحرين بناء دولة داخل دولة، ولا مشاريع خاصة في قبال الدولة.
الاسلامويون المسيسون هم الخطر الاكبر على الدولة، فهم يؤمنون بالدولة الاسلامية ولا يؤمنون بالمدنية او الحداثة.
الوطني من كان معهم حزبياً سنة كانوا أو شيعة.
من لا يؤمن بحاكمية المودودي فهو خارج على الدين، ومن لا يؤمن بولاية الفقيه فهو خارج على الدين.


من لا يؤمن بايران فهو عميل، ومن لا يؤمن بالطالبان فهو عميل.
الحل في البحرين هو الدخول في الحوار الوطني، وان يعمل كل البحرينيين على دعم الملفات المعيشية والاقتصادية، وان يتصالحوا على المشتركات السياسية والحقوقية بتغليب مصلحة البلاد مع تركيز الثوابت الوطنية القائمة على عروبة البحرين بقيادة جلالة الملك.


http://www.raya.com/site/topics/arti...4&parent_id=23