منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   من أنطلياس والرويس إلى حماة... نعم لقد طفح الكيل (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=556940)

محروم.كوم 08-16-2011 02:10 AM

من أنطلياس والرويس إلى حماة... نعم لقد طفح الكيل
 
من أنطلياس والرويس إلى حماة... نعم لقد طفح الكيل

محمد الحسيني

طفح الكيل... مصطلح بات يكثر استخدامه في المرحلة الراهنة، وهو يعبّر عن نفسه في حروفه ومعانيه ودلالاته السياسية، ويتم تداوله بلغات ولهجات عديدة أبرزها: الأميركية والإسرائيلية والتركية والعربية واللبنانية، ولا غرابة أن يمتد استخدام هذا التعبير إلى شرائح شعبية وقواعد اجتماعية متعددة الجنسية والجغرافية المترامية الأطراف على وجه البسيطة وفي أنحاء الكرة الأرضية.

ولعل لاستخدام هذا المصطلح ما يبرّره على ألسنة مطلقيه، فقد ضاق صبر "أولي الأمر" إلى درجة لم يعد ممكناً الانتظار أكثر والعالم يتفرّج على المذابح التي ترتكب بحق الشعوب العربية من قبل أنظمتها الديكتاتورية، وهي شعوب ضاقت ذرعاً بحكامها الذين تسلّطوا لعشرات السنين، وسلّطوا أسلحتهم خلالها على رقاب الناس المستضعفين والفقراء التائقين إلى الحرية من إيران أولاً إلى تونس وليبيا واليمن ومصر وصولاً إلى سوريا، وكان لهذه الديمقراطية فرصة كبيرة للتحقق مع هبوب عواصفها الأميركية على المنطقة العربية والإسلامية منذ 11 ايلول/ سبتمبر 2001 على أفغانستان والعراق وفلسطين مروراً بالحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006.

طفح الكيل... وعيل صبر الأميركيين والإسرائيليين والأتراك والعرب من استمرار انتهاك حقوق الإنسان في الدول العربية التي تشهد مخاض ولاداتها الجديدة، وبات لزاماً استكمال مسيرة إعادة صوغ هذه الأنظمة المتهالكة، ولا سيما تلك الدول التي تنتمي إلى "محور الشر"، ولا بد أن تأتي الصياغة طبعاً على شاكلة النموذج التابع للإدارة الأميركية و"محور الاعتدال"... ولكن ماذا عن لبنان؟ وماذا عن البحرين؟ وماذا عن فلسطين؟ وماذا عن إرادة هذه الشعوب الفعلية التي تتجسّد يوماً بعد يوم في رفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية؟


حين شنّت "إسرائيل" حربها المدمرة على لبنان في تموز 2006 برز من حكام العرب من قال إن حفنة من المغامرين أدخلوا لبنان في أتون حرب غير محسوبة العواقب، وتبعته أبواق بعض اللبنانيين التابعين في التنظير للهزيمة، وسحبوا أيديهم وتبرأوا من نصر المقاومة، وتجمّعوا على مائدة كوندوليسا رايس في السفارة الأميركية في عوكر، ومنهم من أمر بإكرام المحتل وتقديم الشاي لجنود العدو في ثكنة الجيش اللبناني في مرجعيون، بل ألحّ هؤلاء على واشنطن بالمضي في استمرار الحرب، من دون أن يرف لهم جفن، بل انهمرت دموعهم على سقوط مراهناتهم، وكانت النتيجة أن انهزمت "إسرائيل" هزيمة نكراء شهد فيها العدو نفسه والأميركي الذي يدعمه، ولكن لا يريد هؤلاء حتى اليوم الاعتراف بهذا الانتصار... ولم نسمع آنذاك عبارة "طفح الكيل"!!!

وحين شنّت "إسرائيل" حربها على قطاع غزة أواخر العام 2008، تنصّل معظم حكام العرب من دعم الفلسطينيين ولو بالكلمة، بل بادر حاكم مصر آنذاك إلى التبرّع بضرب حصار اقتصادي ومعيشي محكم على سكان قطاع غزة بأمر أميركي ـ إسرائيلي، بذريعة أن حركة حماس تريد بـ "طيشها" أن تقضي على القضية الفلسطينية، ولم يرفّ لهؤلاء الحكام جفن، بل أغمضوا عيونهم وشاحوا بأبصارهم عن سيل المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني المحاصر، وذهبوا إلى تكريم المجرم في خيامهم الصحراوية، بل استنكر هؤلاء مبادرة حزب الله إلى دعم هذا الشعب بما تيسّر من السلاح تهريباً في أنفاق مظلمة هرباً من بطش الاعتدال العربي، وحين انتصر الفلسطينيون أنكر هؤلاء هزيمة "إسرائيل"، وطفقوا يبحثون عن تسويات لتحصيل نصر سياسي لـ"إسرائيل" بعدما لم تستطع تحصيله بالحرب... ولم نسمع آنذاك عبارة "طفح الكيل"!!!

بالأمس حصل حادث فردي في انطلياس، وقبله انفجرت قارورة غاز في الرويس، وسرعان ما تجدّدت المطالبات بسحب السلاح، وانطلقت التصريحات النارية تماهياً مع القرار الاتهامي البائس والجائر بحق أبطال المقاومة الذين صنعوا مجد لبنان واستردوا كرامته وحرروا أرضه من المحتل الإسرائيلي ومن داعمه الأميركي "الديمقراطي"، وبرزت عبارة "طفح الكيل" من أشخاص لفظهم التاريخ القديم والحديث، وشهدت الوقائع على ارتهانهم المزمن والمستمر لحكم الخارج وتوجيهات الأميركي والإسرائيلي، وهم أنفسهم الذين ضاقوا ذرعاً بقوافل النازحين الذين افترشوا الشوارع والأرصفة والحدائق العامة هرباً من آلة الدمار والقتل الإسرائيلية خلال حرب تموز، بدعوى أنهم "يلوثون البيئة"، وكأنهم جراثيم متنقلة أزعجت صيفيتهم وعكّرت صفاء منتجعاتهم... وغيرها.. ولم نسمع آنذاك عبارة "طفح الكيل"!!!

ومن انطلياس والرويس إلى حماة وقبلها في دير الزور وجسر الشغور ودرعا وغيرها معزوفة ممجوجة تعكس حرصاً مزيّفاً وقلقاً كاذباً على الإنسان في سوريا، وكأن العصابات ـ التي انفضح تزوّدها بالسلاح المستقبلي عبر المهرّبين من مرافئ لبنانية إلى مرافئ سورية ـ هي وحدها التي تحمل الهوية السورية، أما الجيش الوطني والأجهزة الرسمية والمؤسسات المدنية فهي طارئة على سوريا برأي هؤلاء المتسلّلين إلى الحضور السياسي، وبالتالي كان لزاماً على أصحاب السيادة والاستقلال في لبنان أن يصدّروا "ثورتهم" المظللة بالأرز، زوراً وبهتاناً، إلى الأراضي السورية لتحقق انتصاراً للحرية... كيف لا والجهابذة المستقبليون فاخروا بأنهم هم الذين كانوا يقفون وراء الربيع العربي في مصر وغيرها، وهم كانوا قبل أيام قليلة من الثورة يحجّون إلى عرّابهم البائد حسني مبارك!!!.

طفح الكيل باللغة الأميركية والإسرائيلية والعربية واللبنانية والتركية، من سلاح المقاومة في لبنان ومن الممارسات القمعية في سوريا، ولكن الكيل كان مثقوباً حين كان الأميركيون يرتكبون المجازر في العراق وأفغانستان، وكان مثقوباً حين أقحمت السعودية جنودها في البحرين لتنتهك حرمات البحرانيين على مرأى ومسمع "العالم الحرّ"، وحين أقحمت قبلها جنودها في اليمن التي تعيش تيه النظام اليوم، وكان مثقوباً حين كانت "إسرائيل" ولا تزال تنتهك سيادة كل العرب جواً وبحراً وبرّاً، من مصر إلى فلسطين وسوريا والعراق، وترتكب المجازر ولا سيما بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني منذ أكثر من ستين عاماً وحتى اليوم... ولا نسمع عبارة "طفح الكيل"!!!

نعم لقد طفح الكيل... وبات لزاماً ومحتوماً على هؤلاء الحفنة من محترفي الكذب والتزوير ومدّعي الحرية والعدالة والسيادة والاستقلال والعروبة أن يسقطوا وأن يرحلوا، وهم سيسقطون عاجلاً أم عاجلاً وليس آجلاً، مع بدء تهاوي امبراطوريات الديمقراطية الزائفة وأنظمة الورق الهشّة من واشنطن إلى تل أبيب إلى عواصم الاستعمار عبر التاريخ في القارة العجوز.

http://www.alintiqad.com/essaydetail...id=46246&cid=4


الساعة الآن 12:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227