|
موضوع مهم جدًا: ماذا نحن فاعلون؟ كلنا يعلم مدى الضرر الذي يلحق بالطلبة نتيجة اختلال موازين القوى بين أطراف العلاقة في المدرسة: من إدارات ومعلمين وطلبة، والانعكاسات الناتجة عن تلك العلاقة المتوترة على المناخ العام في المدرسة والأثر الذي تتركه في النهاية على التحصيل العلمي للطلبة. الوضع اليوم في مدارسنا هو أسوأ بمراحل كبيرة عن الوضع في المدارس في أيام التسعينات، ومعظمنا يتذكر الحالة السيئة التي مر بها كثير من الطلبة على مختلف أعمارهم ومراحل دراستهم، وبخاصة المرحلة الابتدائية. واليوم مأساتنا مع النظام غير مسبوقة في خطورتها وشدتها، ويفصل بيننا أقل من شهر عن بداية العام الدراسي الجديد. لن أتحدث عن الأزمة المالية التي تمر بها بعض الأسر لأن الحل سيكون في تقديم الدعم المادي، ولكن أود أن نفكر في وسائل أو حلول لمواجهة المشاكل النفسية لأبنائنا، وهذه لا علاقة لها بالمستوى المادي للأسرة: · كيف سيكون الوضع في مدارسنا والأزمة السياسية ما زالت تعصف بالبلاد؟ · كيف سيقبل بعض الطلبة على مدارسهم ومن بينهم من فُصل والده عن العمل أو مازال مهددًا بالفصل، ومنهم ما يزال يعيش حالة الحزن لفقد عزيز لديه، ومنهم من يرى أحد أبويه أو أقربائه معتقلاً أو مشرّداً؟ · كيف سيستقبلهم الجو المدرسي وبعضهم يُصنّف ضمن فئة الذين خانوا الوطن وحاربوه؟ · كيف ستقبل هذه الفئة من الطلبة، وهي ليست بالفئة الصغيرة، على تلقي العلم في بيئة مشحونة بالتوتر نتيجة اختلال ميزان القوة في المدرسة، حيث سنرى استقواء أحد الأطراف (إدارة أو معلم أو طلبة) بسبب ولائهم للنظام، واضطرار الطرف المقابل إلى التغاضي والسكوت لأنه الأضعف في هذه المعادلة المعكوسة؟ · كيف سيواجه الطالب معلمًا ينظر إليه بعين الاحتقار والتعالي أو يعامله على أنه جاحد لتكرم الدولة عليه بنعمة التعليم؟ · كيف سيمكنهم التركيز على الدراسة وهم يعانون من القلق والتوتر والتشتت الذهني بسبب ما يمر عليهم كل يوم من حوادث عصيبة، أو لأنهم حُرموا النوم ليلاً بدافع من الخوف من اقتحام منازلهم وانتهاك حرمتها؟ · كيف يمكنهم الاستمرار في اليوم المدرسي وبعضهم يعاني من مشاكل صحية سببها ما يُطلق في أحيائهم من غازات خانقة في كل ليلة، أو يعاني من التبول اللاإرادي أو الآلام أو غيرها؟ · كيف يمكننا أن نساعد فلذات أكبادنا في هذه المواقف الصعبة، وما هي الحلول التي يمكن أن نقدمها لهم للتعايش مع هذا الوضع؟ إحدى الدراسات أشارت إلى أن ما لا يقل عن 70% من الأطفال في المرحلة الابتدائية يتعرضون لأشكال مختلفة من سوء المعاملة، وكانت تلك الممارسات تتم تحت سمع الوزارة المعنية وبصرها، ولم تأخذ فيها أي إجراء للتخفيف من حدة الوضع، وهذه الدراسة عمرها أكثر من ثمان سنوات، أي أنها كانت في ظروف أقل تشنجًا بكثير من الوضع الحالي. فكيف سيكون الحال في هذا الجو الذي لم نعرف له سابقة من قبل؟ ما هو مقدار إساءة المعاملة وأنواعها التي يمكن أن يتعرض لها أطفالنا في المدارس؟ |
| الساعة الآن 12:16 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir