هل الدعوة لإقامة فعاليات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مجدية؟
 

بسم الله الرحمن الرحيم،،، وسائل التواصل الاجتماعي (التويتر، الفيسبوك والمنتديات) هي من أفضل الوسائل للإعلان عن فعالياتنا لكثرة مستخدمي هذه الوسائل، مما يسهل عملية نشر الإعلان عن الفعاليات. المشكلة أنّ هذه الوسائل مفتوحة للجميع ويستطيع كل من هب ودب أن يضطلع عليها، لذلك تستطيع السلطة أن تخطط "على راحتها" لقمع الفعالية قبل أن تبدأ، إما بمحاصرة مكان الفعالية أو بالهجوم على مكان الفعالية قبل أن يتسنى للناس التجمع. المسيرات الليلية التي تتم في كل مناطق البحرين تتم في أوقات معروفة للجميع، لذلك أصبحت عملية قمع هذه المسيرات أمر روتيني بالنسبة للسلطة، فكل ما يجب عليهم أن يفعلوا هو إرسال بضعة أجياب إلى المناطق التي سيقام بها مسيرة أو اعتصام، ليحولوا المسيرة إلى مواجهات بين قوات الشغب والمتظاهرين. ربما من المفيد أن نقوم بشغل قوات الشغب ليليا، حتى "يحللوا معاشهم"، ولكن لا أظن أنّ هذا سيخدم قضيتنا كثيرا، لأن السلطة مرتاحة للوضع الحالي، وتريد منا أن نستمر هكذا حتى يمل الناس. أشارت مجلة الفورن بوليسي لهذا الأمر سابقا، حيث ذكرت أن بعض أعضاء الأسرة الحاكمة في البحرين يريدون أن تبقى البحرين غير مستقرة لأن هذا يضمن لهم البقاء في مناصبهم. (راجع هذا المقال http://bit.ly/ozauXC)، وللسلطة تجربة سابقة في هذا المجال كما قال وزير الخارجية لأحد الصحفيين، حيث أشار الوزير أن البحرين سبق وأن تخطت أزمة مماثلة في السابق. ما هو الحل البديل؟ هل مهرجانات الوفاق تكفي للضغط على الحكومة لإحداث تغيير حقيقي؟ أعتقد أن مهرجانات الوفاق مفيدة من الناحية الإعلامية، ولكن لا يبدو أن السلطة تكترث لها كثيرا، وربما تعمل على إيقافها في المستقبل، ثم تقوم بفرض الأمر الواقع، بعد أن تقوم بتحسين صورتها أمام العالم بالتعاون مع شركات العلاقات العامة، لذلك لا مناص من أن نواصل تصعيد الثورة، سواء باحتلال موقع الدوار مرة أخرى، أو باحتلال موقع آخر لنعلن فيه عن مطالبنا العادلة. عودا على بدء، ماذا يمكننا أن نفعل حتى نقيم فعالية بحجم فعالية الدوار التي هزت عرش الملك؟ فيما يلي بعض الأفكار التي قد تكون مفيدة: - يجب علينا أن نتوقف عن استخدام الفيسبوك والتويتر للإعلان عن خططنا، ونقتدي بشباب مصر الذي تمكن من تنظيم نفسه على الرغم من قطع الأنترنت خلال الثورة المصرية. - يمكن استخدام المنشورات للإعلان عن الاعتصامات، على أن لا يتم توزيعها على كل من هب ودب، كي لا تعلم السلطة بتحركاتنا. - في حال تقرر الاعتصام في أحد المواقع لأكثر من يوم، ربما يجب بناء حائط (أو عدة حيطان)، بشكل سلمي، لسد الطرق المؤدية للموقع، ولذلك لمنع وصول سيارات ودبابات النظام. - ينبغي التفكير في خطة للانسحاب أيضا، في حال تمكنت قوات النظام من الهجوم، وليس الانسحاب للحفاظ على النفس شيء مخجل، بل المخجل هو هجوم السلطة علينا. - أي موقع نعتصم فيه، حتى وإن كان في رأس البر، سيثير غضب السلطة. المهم هو أن يعلن المعتصمون مطالبهم المعارضة للسلطة بشكل واضح. - الاعتصام في مكان واحد لعدة أيام، وإن كان مفيدا، فإنه يسهل للسلطة التخطيط لقمعه، ولو باستخدام الطائرات المروحية، لذا ينبغي عدم تقديس مكان الاعتصام، بقدر ما ينبغي تقديس القضية نفسها. -ينبغي اختيار الأوقات التي لم يتعود النظام أن نتظاهر فيها، كأن نختار التظاهر في منتصف الأسبوع مثلا، بدلا من يوم الجمعة، أو أن نتظاهر في الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا.