منتدى استراحات زايد - بقلمي/أمريكا لن تتخلى عن النظام البحريني لعدة أسباب!!

بقلمي/أمريكا لن تتخلى عن النظام البحريني لعدة أسباب!!

لم يخف على أحد حجم التآمر الذي تلعبه أمريكا مع نظام آل خليفة وآل سعود من أجل وأد الثورة العارمة للشعب في البحرين ، بدءً من انطلاق الثورة في 14 فبراير وضرب السلطة على وتر الحوار المزعوم المشروخ ، وليس انتهاءً بإعطاء أمريكا الضوء الأخضر لعملائها من آل سعود في الدخول إلى البحرين من أجل القضاء على الثورة بكل الطرق والأساليب البربرية والساقطة ، ولازال التآمر متواصل ومستمر من خلال ما يسمى بحوار التوافق الوطني الذي فرضته أمريكا على النظام بعد التوافق معه على تمييع مطالب الشعب ومحاولة الضغط على المعارضة المتمثلة في الجمعيات السياسية ومنها جمعية الوفاق (أكبر قوى المعارضة في الشارع البحريني) .. من هنا يمكننا القول بأن أمريكا لن تتخلى عن هذا النظام ولن تفك الارتباط به ، بالنظر إلى مجموعة الوقائع والمعطيات التالية :

أولاً : قيام أمريكا بتجديد اتفاقية الحماية –وأنا أسميها معاهدة الانتداب الأمريكي على البحرين- لأسطولها الخامس والمتمركز في البحرين منذ خمسينيات القرن الماضي ، والذي بموجبها تتواجد أكثر من 30 قطعة عسكرية بحرية أمريكية بين بارجات وحاملات الطائرات ، هذا بالإضافة إلى عديد قواتها البالغ حوالى 33 ألف جندي ، والذي يؤمن لهم النظام كل التسهيلات والإمكانات اللوجستية والعسكرية وغيرها .

ثانياً : بالنظر إلى المعطى السابق ، من حيث كون الأسطول الخامس الأمريكي يمثل أكبر قاعدة بحرية للولايات المتحدة في منطقة الخليج ، فإن الفرضية التي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية من أن الولايات المتحدة تنوي نقل أسطولها الخامس من البحرين إلى مكان آخر في الخليج أكثر أمناً من البحرين على اعتبار أن هناك حركة احتجاجية فيها ، أعتقد أنها فرضية لا تمت للواقع بصلة ، خاصة بعد قيام الولايات المتحدة بتجديد عقد اتفاقية الحماية مع النظام في البحرين ، كما أ ن هناك أسباب أخرى تجعل أمريكا تتشبّث بهذا النظام ومن بينها :

1- أن الولايات المتحدة صرحت بأنه لا تريد أن تتحمل نفقات وتكاليف باهظة قد تنتج من نقل أسطولها إلى مكان آخر غير البحرين .

2- الأزمة المالية العاصفة بها والتي نتجت عن ارتفاع سقف ديونها وانخفاض قيمة الدولار أمام سلة العملات الأخرى في الأسواق العالمية ، مما سبب اهتزازاً في الثقة بالاقتصاد الأمريكي الذي لم يكد يخرج من تداعيات الأزمة المالية السابقة لتعصف به أزمة أخرى . وقد جعل هذا الأمر المستثمرين يخافون على استثماراتهم في الولايات المتحدة والتي تعد بترليونات الدولارات ، وكلها يعتمد عليها الاقتصاد الأمريكي ، وهو من الأسباب المؤثرة والضاغطة على صانع القرار في أمريكا ، والتي تدفعها لتعزيز علاقتها مع الأنظمة الاستبدادية على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تتشدق بها .

3- الضغط السعودي على أمريكا بعدم التخلي عن النظام البحريني ، وعدم نقل أسطولها من البحرين ، في مقابل عدم سحب الحكومة السعودية لاستثماراتها الهائلة والضخمة في أمريكا ، وكذلك بالنسبة لصفقات السلاح الضخمة والتي فاقت 90 مليار دولار ، وتعهد النظام السعودي بمساعدة الاقتصاد الأمريكي من خلال صفقات النفط التي يتم إعطاؤها لأمريكا من خارج منظمة أوبك النفطية .

من هنا نجد بأن أمريكا في ظل أزمتها المالية وما تمر به من عجز في ميزانيتها تساوى فيه حجم ديونها مع حجم إنتاجها ومدخولاتها في أول سابقة من نوعها في تاريخ أمريكا ، إضافة إلى الإخفاقات التي منيت بها في العراق وأفغانستان ، ومحاولة الضغط على الحكومتين العراقية والأفغانية في إبقاء جزء من قواتها هو ضمن المخطط الذي كانت تسعى له أمريكا للسيطرة على الشرق الأوسط وفرض هيمنتها عليه ، ونهب ثرواته النفطية الهائلة ، وفي خضم التغيرات والثورات التي يشهدها العالم العربي ، فإن أمريكا تسعى جاهدة لإحتواء هذه الثورات والقيام بثورات مضادة لها ، لتضمن مصالحها اللامشروعة في المنطقة ، من خلال بث الفتن الطائفية وتفتيت وحدة الشعوب ، وهو ما أرادت فعله في البحرين أيضاً من خلال عملائها نظام آل خليفة ونظام آل سعود ..

ولكن ما يمكن أن نستخلصه من كل هذه المحاولات أن الأمل معقود على الشعوب ودرجة وعيها وعدم انجرارها وراء الأبواق التي تدق على وتر الطائفية والتفتيت ، والتي لا تخدم نفسها بقدر ما تخدم الأجندة الأمريكية والغربية ، والأمثلة في سوريا والبحرين أكبر دليل على ذلك .

ربما أكون مخطئاً في حدسي ، ولكن قد تطرأ أحداث وتطورات تجعل أمريكا تعيد النظر في انحيازها الأعمى للنظام في البحرين ، وهذا ما سوف تثبته الأيام القادمة ، والتعويل على الله وعلى سواعد الأحرار من أبناء هذا الشعب الأبي في صبره وصموده وتواصل تحركاته ومسيراته التي ستعيد تاريخ البحرين من جديد .