منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   رسالة ابن سماحة شيخ عبدالجليل المقداد لابيه (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=550835)

محروم.كوم 08-11-2011 12:30 AM

رسالة ابن سماحة شيخ عبدالجليل المقداد لابيه
 
هل مللت يا أبتي!
هل تعبت يا حبيب قلبي!
هل يأست يا نور عيني!

أنا لم أمل ولن أمل..
أنا لم أتعب ولن أتعب..
أنا لم أيأس ولن أيأس..

سأظل أذكرك وسأظل اكتب لك حتى ترجع لي بالنصر..

أنا لن أمل، لأنك لن تمل..
أنا لن أتعب، لأنك لن تتعب..
أنا لن أيأس، لأنك لن تيأس..

سأكتب حتى يمل الورق مني..
سأكتب حتى يتعب القلم مني..
سأكتب حتى ييأس مني عدوي..

فإن مل الورق استبدلته..
وإن تعب القلم غيرته..
وإن يأس مني عدوي انتصرت بعودتك..

أبي قرة عيني،
شوقي قد أعدمني،
وعيني قد أحرقتني،
وقلبي قد لاذ بربي يطلب الرحمة الإلهية..

قلبي يتوسل الهي عساه يرحمني،
فمن الضيق من قد يخلصني،
ومن الصبر من قد يملأني..

الهي أفرغ علي صبرا،
قبل ان يفرغ صبري،
وقبل ان يقتل الحزن قلبي..

إنه أبتي الذي كنت في كنفه،
إنه أبتي الذي بين أحضانه جلست،
إنه أبتي الذي بين يديه تعلمت..

إنه أبتي الذي لم ارى نفسي يوما بدونه، ولم اتخيل نفسي دون رؤيته،
ولم اتخيل ان اتعذب دون سماع عذب كلامه..

أبي، ألم يحن وقت عودتك للمنزل؟!
ألم يطل بك الأمد لفراقك عنا؟!
لعلنا أرهقناك، فقررت ان تعذبنا بفراقك؟!

أبي، هل أزعجتك بقلة صبري، وقلة عملي، وكثرة مساوئي؟!
حتى رغبت عني وعن رؤيتي؟!
فآثرت ان تبقى بين سجناء وطني؟!

أعلم ان سجناء وطني فخر وطني،
فبينهم معلمي وطبيبي وسائق باص مدرستي ونجار قريتنا وجارنا الحداد ونائبنا في البرلمان وحتى الشيخ الذي يقرأ في مأتم القرية صار هناك معتقلا؟! وزملائي بالجامعة وزميلة أختي بالمدرسة اعتقلوها أيضا،
حتى لم يسلم منهم رجل متقاعد، ولا طفل بالمدرسة، ولا صحفي ولا مصور، كلهم معتقلون هناك في جب يوسف!

فهل تفضل البقاء معهم على ان تكون معي ومع عائلتك!

إلى متى ستبقى بينهم؟ ومتى تعود لي؟

هل في قلبك لوعة كما في قلبي؟
وهل أنت مشتاق لي كما أنا مشتاق لك؟
هل تغفو عيناك وتصحو لترى غيرنا؟

أم ان وطني قد أرقك؟
أم ان غرق وطني بالدماء قد شغلك؟
أم ان حسرة شباب وطني قد احرقت قلب

فلم تعد بعد هذا العذاب تستشعر عذاب فراقنا!
ولم تعد بعد سيلان الدماء تهتم لدمك ان يسال!
ولم تعد بعد صراخ السجناء تسمع آهات أولادك
أبي، ان عذابي كبير بفراقك!
أعرف ستقول لي: إن عذابات الوطن أكبر!
أبي، إن حزني عميق!
أعرف ستقول لي: إن جراحات الوطن أعمق!
أبي، إن صبري قد نفد!
أعرف ستقول لي: وصبر الشعب قد نفد قبلك!
أبي، متى ستعود؟ وكيف ستعود؟
أعرف ستقول لي: قريبا سأعود بالنصر المؤكد.

أحقا أبي؟ ستعود حاملا نصر الوطن؟
إذن عد سريعا يا أبتي فقد طال الأمد!

كأنك ترسل لي عبر الأثير تريد مني أمرا!
نعم.. سأوصل الرسالة..

أبي يقول انه مع معتقلي الوطن الشرفاء يبنون جسر النصر، فإن أردنا له ان يبنى بسرعة فعلينا ان نبنيه معهم من الجانب الآخر..

هلموا معي، يا شعب وطني، نبني الجسر من خارج الزنزانة، فشرفاؤنا بها أوشكوا على استكمال بناءه من داخل الزنزانة..

يد الله مع الجماعة، نحن كثرة نستطيع ان نبني جسر حرية الوطن بسرعة، وفي المنتصف سنجد أحبتنا حاملين معهم نصر الوطن...


مرتضى عبدالجليل المقداد
2011\8\10


الساعة الآن 03:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227