منتدى استراحات زايد - « إبراهيم » دهس شخصاً دون أن يقود سيارة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

على الرغم من أنه لا يحمل رخصة قيادة سيارة، ولا تستهويه قيادتها، ولم يحدث أن حاول تحريك سيارة من مكانها، ولو بدافع الفضول، كما يقول، فقد وجد سكير حسين ابراهيم نفسه ماثلاً أمام القضاء بتهمة التسبب في وفاة شخص دهساً. وحكم عليه بسداد 200 ألف درهم، هي قيمة الدية الشرعية إلى ذوي المتوفى.
حدث ذلك قبل ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الوقت يعيش، إبراهيم، وهو هندي، بعيداً عن أسرته وعمله الذي فقده إثر دخوله السجن المركزي في دبي، بسبب عجزه عن سداد قيمة الدية.
ويروى ابراهيم (37 عاماً) لـ«الإمارات اليوم» كيف انتهى به الحال إلى السجن، قائلاً إنه كان يعمل كهربائياً في إحدى الشركات، في دبي، ويعيش حياة عادية وبسيطة جداً، ولم يحاول خلال إقامته في الدولة إطلاقاً الحصول على رخصة قيادة، لأن خبرته بالسيارات تكاد تكون معدومة تماماً، لدرجة أنه لا يستطيع تشغيلها، أو التحكم فيها إذا تحركت من مكانها.
وأضاف أن قصته بدأت في مساء أحد الأيام، قبل أكثر من ثلاث سنوات، حين كان يجلس في سيارة داخل موقف تابع لإحدى البنايات في منطقة ديرة في دبي، منتظراً صديقاً له، هو سائق السيارة. وأثناء ذلك أراد تشغيل التكييف بسبب ارتفاع الحرارة، فبحث عن زر التكييف، لكنه لم يعمل، فأدار المفتاح لهذا الغرض، ولكنه فوجئ بالسيارة تتحرك بسرعة إلى الخلف، باتجاه مجموعة شباب كانوا جالسين في الموقف. وانتبه بعضهم إلى السيارة، فتحركوا سريعاً لكن أحدهم لم يتدارك الموقف، فسقط تحت عجلاتها ليلقى مصرعه.
وأشار إبراهيم إلى أنه لم يتخيل إطلاقاً أن يتسبب في حادث مثل هذا، خصوصاً أنه لا يستطيع قيادة سيارة، ولم يحاول إطلاقاً ارتكاب مخالفة القيادة من دون رخصة، لكنه يدرك أنها محنة، ويعتزم أن يواصل صبره على ما ألمّ به، مشيراً إلى أنه أحيل إلى القضاء بتهمة التسبب في وفاة الغير، وحكم عليه بسداد الدية، لكنه لم يستطع توفير المبلغ المطلوب بسبب ضيق يده.
وتابع أنه قضى فترة طويلة في دبي، منها ثلاث سنوات داخل السجن. وكان ملتزماً جداً في عمله، ولم يرتكب حادثاً في حياته، لافتاً إلى أن لديه أسرة كبيرة، تتكون من أبوين وزوجة وطفلين، وكان عائلها الوحيد، فيما تعمل زوجته حاليا حتى تستطيع الإنفاق على الأسرة.
وأكد أنه يتطوع للقيام ببعض الأعمال داخل السجن، ويتقاضى أجراً رمزياً عليها، يؤمن له تكلفة الحديث هاتفياً مع أسرته في الهند، والاطمئنان على أحوالهم بين وقت وآخر.
وأعرب ابراهيم عن أمله أن تساعده مبادرة «صندوق الفرج» على سداد الدية المستحقة عليه، حتى يستطيع الخروج من السجن، موضحاً أنه يحب الإمارات ويعتزم تعويض أسرته عمّا لحق بها بعد انفراج كربته، مشيراً إلى أنه يحاول التعلم أثناء وجوده في السجن، ويحرص على تطوير نفسه لحين انتهاء محنته.
واعتبر مبادرة «صندوق الفرج» التي أطلقتها وزارة الداخلية، لمساعدة السجناء المعسرين، خطوة جيدة، تؤكد إنسانية المجتمع الإماراتي، ورغبة أفراده ومؤسساته في تقديم العون الإنساني للقابعين في السجون، وتؤكد روح التكافل بين أفراده. وأوضح أنه في حال الإفراج عنه سيعود إلى عمله، ويبدأ حياة جديدة خالية من المشكلات والديون.
وأوضح أنه اشتاق كثيراً لرؤية أسرته ولم يفقد الأمل إطلاقاً في إمكان خروجه من هذا المأزق، نظراً لثقته الكاملة في هذه الدولة «التي لا ينقطع منها الخير أبداً»، على حدّ قوله، مشيراً إلى أنه كان يتمنى فقط أن ترى مشكلته النور، وزاد إيمانه بحلّها حين قررت «الإمارات اليوم» نشر تفاصيلها في إطار «صندوق الفرج». وأفاد بأنه يحاول الاستفادة، قدر الإمكان، من الوقت الذي يقضيه في السجن، من خلال المداومة على حفظ القرآن الكريم، والمشاركة في بعض الأعمال الإيجابية الأخرى.

الامـــــــــــــــــارات اليـــــــــوم .....