منتدى استراحات زايد - 9 مواطنات يسعفن مرضى في أميركا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمضت تسع مسعفات مواطنات أسابيع عدة في ولاية بنسلفانيا، يقدمن الخدمات الإسعافية إلى مرضى ومصابين بحوادث في المدن الأميركية.
وتعرضت المسعفات لمهمات شاقة، أثناء التحاقهن بالعمل في الولايات المتحدة، والتدريب على أرضها، بدأت بالسقوط بالحبال من أبراج مرتفعة، حاملات مرضى ومصابين على أكتافهن، مروراً بقيادة سيارات إسعاف ضخمة في شوارع الولاية، إلى تدريبهن على قطع السيارات بآلات حادة، لاستخراج المصابين منها.
والمسعفات التسع، من العاملات في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وتخرجن في كلية التقنية للطالبات، وبموجب اتفاقية بين المؤسسة والكلية، تم ابتعاثهن للحصول على أعلى تدريب في الولايات المتحدة.
تقول المسعفة بشاير الرم، الحاصلة على دبلوم طب فني طارئ من كلية التقنية، إنه تم توزيع كل مسعفة منهن على محطة إسعاف في ولاية بنسلفانيا، للعمل 12 ساعة يومياً، من السابعة صباحاً حتى السابعة مساء.
وتضيف: كنا نتلقى البلاغات ونتحرك نحو المبلغين، ونعمل على إنقاذ حياتهم، بما درسناه وتدربنا عليه في دبي، وتتابع «لقد كان كثير من المرضى حين يروننا ننزل نحوهم من سيارة الإسعاف، ونبدأ في إسعافهم، يصابون بالدهشة كوننا بملامح عربية ونرتدي الحجاب، لكن حين نتحدث إليهم باللغة الإنجليزية الصحيحة، ونبذل جهداً كبيراً في إسعافهم، يطمئنون إلينا، وتنشأ بيننا وبينهم صداقة، حتى يسترد المريض عافيته».
وتكمل الرم «كنا مثل غيرنا من الموظفين، دوماً في وضع استعداد لتلقي أي بلاغ والتعامل مع أي حالة طارئة، وكان المسؤولون عن محطات الإسعاف يكلفوننا بواجبات إضافية لاختبار كل قدراتنا، وأعطونا كل الصلاحيات لإدارة عمليات إنقاذ».
وتشير إلى أنها كانت يومياً تتعامل مع خمس حالات على الأقل، ما بين إصابات بجلطات قلبية، وارتفاع حاد في ضغط الدم والسكري، وبعض حالات الإصابة بالسكتات القلبية، تستدعي استخدام أجهزة الإنعاش القلبي والرئوي.
ولا تنسى بشاير، حين تلقت بلاغاً بوجود حالة قلبية طارئة، وفور التوجه إلى المصاب، تبين أنه قريب جداً من الموت، لكنها بتطبيق إجراءات التنفس الاصطناعي، وإعطائه بعض الأدوية المهمة، فاق واسترد قدرته على الحركة بمفرده.
وتروي زميلتها ميثاء الصوري، أنها وزميلاتها تدربن على السقوط بالحبال من الطابق السادس، حاملات مرضى ومصابين على أكتافهن، وهي مهمة شاقة جداً، لكن كل المسعفات الإماراتيات اجتزنها بكفاءة.
وتضيف «تدربنا أيضاً على قيادة سيارات الإسعاف في الطرق الوعرة والسريعة، بما يضمن قدرتنا على التعامل مع أي حالة طارئة»، مشيرة إلى أنهن تدربن على تقطيع أجزاء السيارات بآلات ضخمة، بما يضمن لهن استخراج المصاب، وعلاجه في أقل وقت».
وذكرت أنها وزميلاتها تعاملن مع حالات مصابة بأمراض خطرة جداً ومعقدة، منها السكتات القلبية، التي تصيب كبار السن، وكنّ غالباً يواجهن سؤالاً دائماً، خصوصاً من النساء الأميركيات، عن الحجاب، وأهميته للمرأة المسلمة، فكن يوضحن لهن ذلك، وعادات وتقاليد المرأة المسلمة والإماراتية، وكن يتلقين ردود فعل إيجابية، تشيد بالمرأة العربية. وتكمل الصوري «بعد أسابيع عدة، قضيناها في عمل شاق ومتواصل، عدنا إلى دبي، وبدأنا في مزاولة المهنة في مؤسسة دبي للإسعاف، لتطبيق تجربتنا الأميركية في الدولة».
من جانبه، قال المدير التنفيذي للمؤسسة خليفة بن دراي إن المسعفات التسع أثبتن كفاءة عالية في الولايات المتحدة، وخضن 12 اختباراً شاقاً، اجتزنها بامتياز.
وأشار إلى أنهن تخرجن في كلية التقنية بعد انتظامهن في برنامج دبلوم «فني الطب الطارئ»، ووفقاً للبرنامج فإنهن يدرسن على مدار أربعة أعوام اللغة الإنجليزية بصورة مكثفة، ويدرسن أيضاً علوماً طبية تمكنهن من تقديم خدمات الطب الفني الطارئ على أعلى مستوى.
وأشار إلى أن المؤسسة تتبنى الخريجين والخريجات المواطنين في هذا البرنامج، ويتم نقلهم للتدريب والعمل في الولايات المتحدة، لاكتساب الخبرات المتطورة، ثم يتم إلحاقهم بالعمل في المؤسسة.

الامـــــــــــــــــــــــــــــارات اليــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم .....