منتدى استراحات زايد - حملات الحج والعمرة: نقص الأعداد المخصصة سبب ارتفاع الأسعار

حملات الحج والعمرة: نقص الأعداد المخصصة سبب ارتفاع الأسعار

تحقيق أحمد ممدوح:

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall.../29/158796.jpg

مع اقتراب موسم الحج، يسارع العديد من الراغبين في أداء هذه الفريضة العظيمة إلى مكاتب حملات الحج والعمرة المختلفة، ليبادروا بحجز أسمائهم ضمن الأفواج، تجنباً للدخول في حسابات الأعداد التي ستخصص لكل حملة من الحجاج، ونفاد الأماكن المتاحة، خاصة أن أعداد الحجاج المتاحة للمقيمين داخل الدولة بشكل عام، أقل من حجم الطلب . ويتخوف العديد من الراغبين في أداء فريضة الحج، من مفاجأة السعر بعدما قاموا بحجز أسمائهم لدى الحملات، حيث تظل الأسعار غير واضحة المعالم حتى إعلان أعداد الحجاج من الدولة بشكل رسمي، وتحديد حصص كل حملة، في الوقت الذي تشهد فيه أسعار الحملات زيادة مستمرة كل عام ولو كانت بنسب متوسطة .

من جانبهم يؤكد العديد من مسؤولي حملات الحج في أبوظبي، أن الأسعار مربطة بشكل وثيق بالأعداد التي سيصرح بها لكل حملة، فكلما زادت أعداد المسافرين، قلت التكلفة على المنظمين وبالتالي تقل الأسعار، والعكس صحيح، إضافة إلى الزيادة السنوية في أسعار خدمات الحج والعمرة داخل الأراضي المقدسة والتي تتراوح بين 10% و15% بالنسبة للحج المتوسط الذي تراوح سعره العام الماضي بين 20 ألف درهم و35 ألف درهم للفرد، فيما وصل سعر الحج الفاخر، أو “الخمس نجوم” كما تطلق عليه بعض الحملات إلى 100 ألف درهم .

كما يشيرون إلى أن نقص الأعداد المخصصة لكل حملة أدى إلى اختفاء الحج البري بشكل شبه تام، والذي كان سعره في متناول شريحة كبيرة من الراغبين في أداء المناسك، وأدى غيابه بالتالي إلى غياب هذه الشريحة ومن ثم ارتفاع تكاليف الحج بالطيران نظراً لزيادة الإقبال عليه، بعدما أصبح هو الخيار الوحيد أمام الجمهور .

“الخليج” التقت عدداً من مسؤولي حملات الحج في أبوظبي، والراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام للتعرف أكثر إلى تفاصيل هذا الموضوع . .

انخفاض السعر

أكد وائل البغدادي، مدير حملة التروية للحج والعمرة، أن الحملات لا تستطيع تحديد أسعار مختلف أنواع الحج للجمهور من دون أن يتم تحديد أعداد الحجاج لكل حملة على حدة من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وبناء على هذا العدد يتم البدء في التقدم للحصول على عروض أسعار من الفنادق والطيران ومختلف الخدمات من داخل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبالتالي يتم وضع أسعار نهائية للراغبين في أداء المناسك .

وأضاف أنه في حال حدوث زيادة في أعداد الحجاج للحملات، فإن أسعار الحج تقل، نظراً للحصول على عروض أسعار أقل من مختلف مصادر خدمات الحج، فكلما زاد عدد المسافرين تحصل الحملات على خصم أكبر في السعر، وكذلك الحال مع الجمهور فكلما زاد المعروض من الأماكن المخصصة للحج، انخفضت الأسعار .

وأشار البغدادي إلى أن ارتفاع أسعار الحج ناتج عن قلة عدد أماكن الحج مقابل عدد الراغبين من الجمهور، خاصة بالنسبة للمقيمين داخل الدولة، حيث كثيراً ما يعجز الأشخاص عن العثور على حملة حج بها مكان شاغر نظراً لنفادها جميعاً بشكل سريع فور طرحها، وهو ما يجعل الأماكن الباقية المتوفرة تشهد زيادة في السعر .

وأضاف أن الراغبين في أداء فريضة الحج من الجمهور لا يستطيعون الحج لدى الحملات قبل تحديد الأسعار وعدد الأماكن المتاحة، وقد يقوم البعض بالحجز بالأسماء فقط لدى الحملات لضمان مكان شاغر له، ومن المتوقع هذا العام أن تبدأ الحجوزات الفعلية لموسم الحج خلال شهر رمضان المبارك .

الحج البري

وحول اختفاء الحج البري لدى أغلب الحملات، أوضح مدير حملة التروية للحج والعمرة، أن الراغبين من الجمهور في أداء مناسك الحج براً كثيرون وسيكون هناك إقبال كبير عليه لو أتيح لهم نظراً لانخفاض سعره، ولكن الحملات لا تستطيع أن تنظم حملة حج برية، من دون أن يكون عدد الحجاج 48 حاجاً على الأقل جميعهم راغبين في التوجه براً، الأمر الذي يعد تحقيقه في غاية الصعوبة، فحصص الحملات من أعداد الحجاج تقل عن هذا العدد خاصة من المقيمين، وبالتالي فإن أغلب الحملات تعتمد على تنظيم رحلات الطيران للعملاء، حتى لا تتعرض للخسارة .

وأضاف أن إجراءات التقدم للحج الخاصة بالجمهور مازالت كما هي مثل العام السابق ولم يطرأ عليها أي تغيير، مشيراً في الإطار ذاته إلى أن أعداد الحجاج التابعين للحملة القليلة، تسهم في توفير الرعاية الكاملة لهم، والاهتمام بكافة ملاحظاتهم وشكواهم، والعمل على علاجها على الفور .

وسيم رزاز، مدير حملة السويدي للحج والعمرة، أكد من جانبه أن حملته بدأت بالفعل في الاستعداد لموسم الحج من خلال التخاطب مع الفنادق والقيام بإجراءات الخيام، حيث سيتم تعديل موقع بعثة الإمارات الرسمية للحج في منى، وفقاً لما أبلغته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف .

وأضاف أنه من المتوقع أن يتم خلال أسابيع قليلة الإعلان عن الأسعار الثابتة للجمهور، حيث توقع ألا يطرأ تغيير في أعداد الحجاج المخصصين لحملته، وبالتالي فمن المتوقع أن لا تشهد الأسعار تغيراً كبيراً عن العام الماضي، ولكن يبقى الأمر مرهوناً بأسعار مختلف خدمات الحج في الأراضي المقدسة وكذلك أسعار الطيران .

وأشار إلى أن أعداد الحجاج المخصصين لكل حملة، تعد مسألة محورية في تحديد أسعار وتكلفة الحج، فكلما زادت أعداد الحجاج المخصصين لكل حملة، استطاعت الحملات الحصول على أسعار أقل من الخدمات، وبالتالي انخفاض سعر الحج للفرد بشكل عام .

وأضاف أن محدودية الأماكن المتاحة للحج والمخصصة لكل حملة، دفعت الراغبين في أداء الفريضة خاصة من المقيمين، إلى الحجز مبكراً لدى الحملات المختلفة، لضمان الحصول على مقعد ضمن بعثة الدولة، حيث غالباً ما تنفد الأماكن المتاحة بسرعة فور الإعلان عنها .

وأشار مدير حملة السويدي للحج والعمرة إلى أن الحجز المبكر قبل إعلان الأسعار بشكل ثابت، يتم من خلال الاسم فقط، ولا يتم دفع أي أموال من قبل الراغبين في الحج، حتى يتم تحديد السعر، مضيفاً أنه كلما بادر الراغبون إلى التسجيل مبكراً كان أفضل بالنسبة لهم وبالنسبة للحملات، حتى تستطيع الأخيرة الانتهاء من ترتيباتها بشكل أسرع وفي وقت أقل .

وأضاف أن حملته لم تتلق أي شكاوى من الحجاج المتعاملين معها العام الماضي حول الالتزام بالوفاء ببنود التعاقد بالنسبة لمستوى الخدمات المقدمة، مؤكداً حرص الحملات على تلافي حدوث أي شكاوى من البداية من خلال الاهتمام بتقديم الخدمات التي طلبها الحجاج، لضمان الحفاظ على سمعة الحملة .

لا تغيير في الأسعار

وأشار تامر السيد، من حملة الأمين للحج والعمرة، إلى أنه من الصعب التنبؤ بأعداد الحجاج الذين سيتم تخصيصهم لكل حملة، ولكن المؤكد أن أعداد الراغبين في أداء فريضة الحج في تزايد، بشكل يفوق عدد الأماكن المتاحة بنسبة كبيرة، بما يعد سبباً في زيادة الأسعار .

وأضاف أن من المتوقع أن تكون أسعار الحج هذا العام مقاربة لأسعار العام الماضي، نظراً لعدم حدوث تغييرات كبيرة في مختلف قطاعات خدمات الحجاج، سوى بعض الأشياء الجديدة مثل قطار المشاعر .

عبدالقادر نمر، مدير حملة المروة للحج والعمرة، أكد من جانبه أن الراغبين في أداء فريضة الحج بدأوا بالفعل في حجز أسمائهم مسبقاً قبل إعلان الأعداد الخاصة بكل حملة، لضمان الحصول على مكان للحج قبل نفاد الأعداد، خاصة بالنسبة للمقيمين .

وأضاف أنه في المقابل لا توجد أي صعوبات بالنسبة للمواطنين الراغبين في أداء مناسك الحج، حيث تظل الأماكن شاغرة ومتاحة حتى وقت قريب، من بدء سفر الحملات إلى الأراضي المقدسة، بما يتيح للمواطنين الوقت للاختيار بين عروض الأسعار والخدمات المختلفة بين الحملات .

وأشار إلى أن أسعار الحج والعمرة تشهد ارتفاعاً بشكل سنوي، يتراوح بين 10% و15% من أسعار العام الماضي، وهو أمر متوقع نظراً لزيادة حجم الطلب كل عام، وبقاء حصص كل دولة من الحجاج كما هي، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار جميع الخدمات أولاً في الأراضي المقدسة، وبالتالي تشهد أسعار الحملات ارتفاعاً موازياً، مع الإقبال الكبير عليها، حيث تخصص لجنة الحج عدداً معيناً من الحجاج الوافدين والمواطنين لكل شركة على حدة حسب تصنيفها .

وأوضح أن شكاوى الحجاج هي نفسها التي تتكرر كل عام، وتنحصر في موضوع عدم حصولهم على الخدمات التي تم الاتفاق عليها في العقود التي وقعوها مع حملات الحج، وأي شركة تخل بأي من بنود تعاقدها مثل نوعية السكن والمواصلات وغيرها من الخدمات، فإنها تتحمل مسؤولية مخالفتها، أمام الجهات الرقابية، التي تقوم بمتابعة كل كبيرة وصغير متعلقة بالحجاج وحملات الحج باهتمام، متمثلة في حملة الحج .

وأضاف أن أسعار الحج خلال العام الماضي تراوحت بين 25 ألف درهم و100 ألف درهم للفرد الواحد، والفارق في السعر يرجع إلى تحديد مستوى السكن والخدمات المتاحة فيه، ودرجة قربه من الحرم والمناسك الأخرى، وكذلك تحديد مستوى المواصلات، ودرجة السفر على الطائرة، وغيرها من الأشياء التي تحدد مستوى الرفاهية بالنسبة للحجاج، حيث يكون التنافس بين الشركات في مستوى الخدمات التي تقدمها للحجاج، وتطبيقها .

وأضاف أن تصنيف وسمعة حملات الحج والعمرة يتحددان وفقاً لمدى التزامها ببنود العقود التي وقعتها مع الحجاج، وبالتالي قد تجد بعض الشركات أغلى من الأخرى على الرغم من تقديم مستوى الخدمة نفسه، وذلك يعود إلى سمعتها الجيدة وثقة المستهلكين بها من حيث درجة التزامها .

تخوف من الأسعار

أشار محمد مصطفى، موظف، إلى أنه بادر هذا العام إلى تسجيل اسمه مبكراً لدى إحدى حملات الحج والعمرة، لضمان عدم تكرار تجربة العام الماضي بعد نفاد أماكن الحج المخصصة للمقيمين، ذات الأسعار المتوسطة، مبكراً، حيث لم يجد أمامه العام الماضي سوى حج الخمس نجوم والذي وصل سعره إلى 50 ألف درهم، وهو ما حرمه من أداء الفريضة العام الماضي .

ويتبنى شهاب محمود، موظف، المنطق السابق نفسه، من خلال قيامه بالتسجيل مبكراً لحجز مكان بين الحجاج، مشيراً إلى أن هذا الإجراء هو الأضمن بالنسبة للراغبين في الحج، حيث يتم حجز المكان بالاسم فقط ومن دون دفع أي مبالغ مالية، وبالتالي يمكن إلغاء الحجز في حال جاءت الأسعار أعلى من المتوقع .

من جانبه قال وليد ضياء، موظف، إن فكرة الحج أصبحت مستبعدة تماماً لديه، بعدما ارتفعت الأسعار بشكل كبير خلال السنوات الماضية ووصلت إلى هذا الحد، مقترحاً أن يكون الحج مرة واحدة كل عشر سنوات للفرد حتى يقل عدد المتقدمين وبالتالي تنخفض الأسعار .

ويتفق معه خالد وهاب، موظف، الذي أكد أن الحج بأسعاره الحالية أصبح مقتصراً على شرائح معينة لديها الإمكانات المادية، في حين يكون أداؤها صعباً على جزء كبير من الجمهور .

محمد المزروعي: 6228 شخصاً حصة الإمارات من الحجاج

أبوظبي - “الخليج”:

كشف محمد عبيد المزروعي، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية، بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، في تصريح خاص ل “الخليج”، أن حصة الإمارات المبدئية من الحجاج للعام الجاري، بلغت 6 آلاف و228 شخصاً، من ضمنهم ألف مقيم، حيث تصل نسبة تأشيرات الحج لمواطني الدولة إلى ما يزيد على 80% من إجمالي حصة الإمارات .

وأضاف أن الحصة المبدئية من الحجاج لا تختلف كثيراً عن حصة الدولة خلال الموسم الماضي، حيث من المتوقع ألا تشهد أسعار حملات الحج في المقابل اختلافاً كبيراً عن العام الماضي .

وأشار المزروعي إلى أنه يوجد ارتفاع بسيط في تكاليف بعض خدمات الحج، تتراوح بين 10% على 15% هذا العام، وخاصة في سكن الحجاج، وتذاكر الطيران بسبب الارتفاع العالمي في أسعار النفط .

وأضاف: “نأمل من حملات الحج داخل الدولة، ألا تزيد من أسعارها هذا العام، تيسيراً على الراغبين في أداء الفريضة العظيمة، والتي ينتظرون موعدها من عام إلى عام، وأن تحافظ على مستوى الأسعار مقارباً للعام الماضي قدر الإمكان، وبما يخدم جميع الأطراف” .

وأوضح المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية، أن اللجنة الدائمة لتنسيق الحج والعمرة، التابعة للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وافقت في اجتماع سابق على المساكن المعتمدة من قبل لجنة الإسكان في العام الماضي من دون الحاجة للتفتيش عليها مرة أخرى هذا العام، بشرط الحصول على تصريح للمبنى من لجنة الاسكان، وهو من شأنه أن يعفي المقاول من حضور لجنة الإسكان وتفتيشها .

وأضاف أن اللجنة قررت إلزام الحملات المندمجة بالسكن في نفس البناية أو في بنايات متجاورة، وإلزام كل حملة باصطحاب واعظ، لتغطية جميع احتياجات الحجاج الشرعية، إلى جانب التفتيش على الحملات في الموسم، وإلزام كل حملة رئيسية باصطحاب مفتش يمثل حلقة وصل بين الحملة والبعثة الرسمية، بحيث يرافق الحملة من لحظة خروجها من الدولة إلى عودتها، مروراً بكافة المناسك، ويقوم بتزويد البعثة بالملاحظات والاقتراحات والشكاوى، وإلزام الحملات بتقديم برامج تفصيلية عن الخدمات، وتشكيل لجنة لاعتمادها، إلى جانب مرافقة عدد من العناصر النسائية للجنة الأمنية والكشافة في بعثة الحج الرسمية .

.............. الخليج ..............